فل يحرق النفط .. لكي بحبنا الجنوبيين ..!!
علي محمد الحميقاني
علي محمد الحميقاني

نعم انه النفط الذهب الاسود الذي اسعد وارهب ودمر بلدان كثيره , انه النفط تلك السلعه التي يتحكم بها اباطرة الرأسماليه , من خلال منظمات عالميه تسعره وتسوقه وتشتريه وتبيعه وفق شروط منها اقتصاديه وسياسيه ,دون الرجوع الى مالكيه في احياناً كثيره ,انه النفط الذي بنا دولا ودمر دول اخرى انه النفط ذلك المارد الذي اتى من تحت رمال الصحاري ومن اعماق البحار انه النفط الذي اشقى وابكى انه النفط الذي تحكم في ما ناكل وما نصرف وما ندخر انه النفط الذي يتحكم باعناقنا لكونه مصدر ارزاقنا .

انه النفط الذي بنا العراق ودمره , ويتهيأ لتدمير ايران انه النفط الذي جلب الاستعمار الجديد انه النفط المارد الاقتصادي الجديد .

أنه قدرنا في اليمن ان دخلنا النادي النفطي قدرنا الذي كنا نتمناه قدرنا الذي اتانا وفرحنا به,انه النفط الذي تصاعد من صحاري مأرب, انه النفط الذي اتت به الوحده من حقول شبوه وحضرموت , ورغم قلته ورغم الصعاب التي تواجه من يحميه ويسوقه ويؤمن وصوله لكنه لا يكاد يصل , لقلته ولكثرة احتياجاتنا , انه النفط الذي حول اليمن الى يمن اخر !! اصبح لا يعيش الا على النفط اهمل ثرواته السمكيه, واهمل جنتيه الا من زراعه القات الذي افسد الضمائر وشوه الوجوه وانضب الماء واصبحت اليمن اول دوله مهدده بالجفاف .

لازلت اتذكر اول بئر نفطي في مارب ,ولا زلت اشهاد فخامة الرئيس علي عبد الله صالح والرئيس بوش الاب , ولازلت اشاهد قصلات الشعر لرائسنا الهمام تتطاير وهو يكاد يطير من فرح الانجازالنفطي الاول الى جانب السد المقام لازلت اشاهده وكانه فلم لازال يدور في مخليتي وانا ومعي الملايين من اليمنيين وهو يدير ذلك المحبس الكبير من فوق منصه بيضاء في صحراء مأرب , ولازلت اشاهد تلك الشعله التي تصاعد لهيبها معلنه دخول اليمن في زمن النفط لازلت اتذكر تلك الشعله ولهيبها يتطاير , وكانها تقول لنا بعد عهد طويل ان النار ما تاتي الا النار لازال شريط الاخبار يتوالى في خيالي لاخبار النفط واستخراجه في شبوه وفي حضرموت وكم سعدنا به وكم فرحنا لنا .

ولكن للاسف الشديد ذلك النفط الذي استخرج في زمان الوحده , والذي غزت مشاريعه كل اليمن , فلا تكاد تخلوا عزله او قريه اومدينه من مشروع خدمي او مشروع مواصلات او اتصالات , ولكن ومع مرور الايام وما اتت به تلك السنين من اخفاقات وتجاوزات من الجميع خرج المارد الجنوبي عن صمته ويالتيه صمت ويا ليت البيض صمت , ويا ليت القضاء والقانون لم يصمت امام كل ما يحصل من اخلالات امنيه وتخريبيه ومن اختطاف ,.خرج الجنوبيين بعد ان تشوشة افكارهم من قبل عماردة الحزب الاشتركي بالداخل والخارج الذين اخفقوا سابقا ولاحقا ولم يفلحوا ولم يتعايشوا الا مع الدم والخراب والموت بعد عقدين كاملين لم يتأقلموا مع الحريه والديمقراطيه والسلام ,

واصبح النفط ذلك النعمه اصبح مدعاه الى نقمه وشر مستطير امسا الجنوبي لا ينام ولا يصبح الا وهو يقول نفط الجنوب وخيرات الجنوب وهم لا يلامون فقد كان النفط سبب من اسباب الانفصال فقد قام البيض بزياره الى امريكا التي لا يربطه ولا يربط حزبه بامريكا باي رابط , قام بزياره الى امريكا وهناك قابل اباطرة النفط , وخبراء النفط واخبروه ان الجنوب بحيرة نفط واغروه بعقود طيرة عقل السيد حتى انه اعتكف في بيته وليس ببيت الله كما هي العاده الاسلاميه , ومن تلك الزياره المشئومه وعلاقتها بالنفط واستخراجه , وكمياته ,صعد البيض من خطابه ومن عنصريته, ومن شروطه التعجيزيه حتى اعلن الانفصال وكانت الحرب وخرج البيض باموال الحزب الى منفاه حتى اليوم .

واليوم وبعد عشرين سنه تعاد الكره ويعاد ذكر النفط , نفط الجنوب الذي ياكله اهل الشمال واصبح النفط اغنيه الرعاه والراعي والعامل والسياسي وقاطع الطريق والقاتل والمخرب في ارياف الجنوب وفي كل منتدياته ومصادر اخباره الحراكيه علي الشبكه العنكبوتيه , واستطاع البيض بعد صمته الشتوي الطويل الذي دام 15 سنه ,ان يصعد من قوة وحماس اغنيه النفط الجنوبي,حتى صار المواطن في ارياف الجنوب وفي بعض حواضرها يحقد على اخوة الشمالي سارق النفط الجنوبي وتغير المزاج العام حتى على مستوى الجيران , وتناسى اهل الجنوب ان نفط الجنوب الذي كان مدفون في عهد من يذكروهم باغنيه النفط حقنا والشمالي سرقنا دفن ثلاثه عقود مطمور تحت الرمال , حتى اتت الوحده المباركه واستخرجته وبنت فيه الجنوب الذي اتى الوحده مدن لم تمسها يد الجنوبي لا في البناء ولا في التطوير ولا في البناء التحتيه منذ عهد الاستعمار الانجليزي , بل لازلت اذكر قول اول محافظ لحضرموت في عهد الوحده المباركه المحافظ القدير " صالح عباد الخولاني " عندما كان البناء في حضرموت شمل كل شي , حتى ان اليمني في المحافظات الاخرى اخذته حفيظته من حضرموت لماذا حضرموت ؟ وعندما سال الخولاني ؟ ..اجاب قال انا مسكت المحافظه ووجدة الطلاب يدرسوا في مدارس متهالكه من العهد القعيطي ويدرسون على الارض ...!!

اذا فل نحرق النفط ذلك المارد الاسود الذي لم يسعدنا الذي باعد بين قلوبنا كشعب واحد فل نحرقه وليبقى اليمنيين احباب فل نحرقه لعل قلوب الجنوبيين ترتاح فل يموت الشمالي جوعا ولا يسمع كلمات المنه وسمفوينة النفط حقنا والشمالي سرقنا , فعندما تكلم اي حراكي مغرر به وحتى وانت معه في نفس الغربه , يقول : انته مرتاح من خيرات الجنوب انت نهبت حق الجنوب, تناسوا زمان الجنوب, وزمان الشمال الحضن الحنون نسيوا ايام تهجروا وآواهم الشمال نسيوا ايام كان الشمال طريق الحريه وطريق الهروب الى ارض الله الواسعه بعد ان كلوا وملوا من الجنوب وفقره وظلمه وقهره ورائحة الموت والغدر والخيانه فيه ..فقد اذخن الرفيق الرفيق حتى سالة الدماء انهارا في تصفيات دوريه عبثيه .

لكن اذا كان النفط هو من جعل الجنوبي يمن ويحن علينا ويكرهنا فل يحرق او يطمر في الارض , ولعلهم لم يعلموا ماذا صنع النفط بالعراق وماذا سوف يصنع في ايران ؟ وماذا صنع ايضا في الخليج !

فل يحرق النفط ولا نسمع سيمفونيه النفط حقنا ومن خير الجنوب وكانهم لا يعرفون كيف كان الجنوب , فل يحرق النفط الذي حوله المرهصون والرهط والمرجفون من نعمه الى نقمه بين ابناء الشعب الواحد

 * مدير تحرير البيضاء برس


في الجمعة 17 سبتمبر-أيلول 2010 08:25:59 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.net/articles.php?id=7912