لعبد الإله شائع ..وكمال شرف الدين
أحمد عبدالرحمن
أحمد عبدالرحمن

إلى عبد الإله..وأنت في مكانٍ مجهول من هذا العالم "القرية"!!

العاشرة والنصف مساءً وأنا في طريق عودتي من مؤسسة العفيف كنت أمر كالعادة من أمام مطعم "..."..

هذا المكان الذي ارتدناه ذات مساء..

بالتأكيد تتذكره يا صديقي..

كان مغلقاً..

والباب شاحب..وكئيب!

بدا حزيناً..لا أعلم لِمَ..

لكنه حزين..كطفل يتيم في لحظة فرح!

تأملته وواصلت سيري..

وأنا أمضي كانت اللحظات تنسكب في رأسي جميعها..

لحظات الجلوس إلى الأكل وأمامنا جهازيّ اللابتوب يمدانا بالكثير من الموسيقى..

وبالكثير من الحياة..

أتذكر الفيديو كليب الجديد لفنان لا أعرفه..

ذلك الدويتو الذي نصحتني بمشاهدته رفقة زوجتي..!

لقد مددنا بعضنا بما نحبه..!

كنا لحظتها أكثر من أربعة على طاولة واحدة..

فجأة تلج امرأتان لا يبدو منهن سوى عيناهما..

إحداهن وهي الأجمل والأكثر شباباً وحيوية..لم تبخل بالسلام علينا! – لم ندري ما دعاها لذلك؟؟، لكنها سلمت وهذا مدعاة للفرح كما قلت أنت!

جميعنا وباستغراب "وعليك السلام ورحمة الله.."..

كانت تحدق نحونا بشكل ملفت..حين خرجت وقد تخلصت مما يحجب روعتها..!

قلت لحظتها "شوف عيونك الزرق إلى أين سيصلن بك؟..تركت الجميع وانشغلت بك..هذه آخر مرة أمشي فيها معك..ضحكنا، وكان أكثرنا ضحكاً موسى"..!

لأرد.."لا عليك..سأبدل لون عيوني لتطمئن!!"..

قلت: "بعد أيش؟؟؟"

بعد خروجنا من هذا المطعم الكارثة الذي لم يرتاده طيلة جلستنا أحد!..غير تلك الفتاتين اللواتي لم يأكلن حتى!!

وربما طيلة اليوم..!

كيف مر الوقت..وكيف افترقنا..؟؟!!

.........................................

كل هذا وأنا أمر على رصيف ضيق وقصير،

ومع ذلك لم يتسع لذكرياتنا القليلة!!

........................................

أين أنت اللحظة؟؟

ترى كيف سنستعيد ما سلبوه منا؟

وكيف سأستعيدك يا صديقي..

لتوغل في التفاصيل التي لا يجيد سردها إلاك؟!

.........................................

هل تتذكر "موكا" الذي ولجناه بدلاً من المطعم لنأكل بعض الحلوى..

كنت أتلوى جوعاً..وأنت تنصحني بـ"الزواج" مرة أخرى..!

اقتنيتَ علبة كعك..بالحليب والشوكلا..

وعلى أكواب الشاي أكلنا القليل واكتفينا..

أعدت العلبة إلى الكيس لتأخذه إلى المنزل..

وعلى ذات الرصيف الذي أمر به الآن تلمح امرأة تسألك العلبة..

ودون تردد..

مددت بها إليها..

ودون علبة "الكعك" تركب سيارة راحة وتتجه إلى البيت...

يا لإنسانيتكــ..

اللعنة على القبح الذي يلطخ أيامنا بالسواد..

..........................................

ترى من أي جهة ستعود..؟؟

وفي أي شارعٍ سيرمون بك...؟

وفي أي قبوٍ أنتَ الآن..

احفر ما شئت من الوقت..فإن الله معك..

هو مسجون معك..!!

لذا يرقبونك باستمرار..

يعدون خطواتك..

نبضات قلبك..

ويحصون كلماتك مع الله!!

..................

يتأملون وجهك...

يرتعبون...

يحققون معك..

فتحقق معهم..

يسألون..ويجيبون!

يرهبونك..

فيتساقطون واحداً..واحداً..

وأنتَ أنتَ..

وإلى جوارك الله!

.............

متى سأراك يا صديقي؟!!

لنبحث عن مطعمٍ آخر..

لا تزعجك فيه نظرات امرأة..ولا سلام طائش منها..!

متى سأسمع منك "يا بو حميد"..

اشتقاقك..

تعرف ذلك..

لـ"كمال"..كيف للظلام أن يحرر الضوء؟؟!

إلى كمال شرف..وأنت هناك تتهيأ في مكانٍ ما من هذا الوطن..الأشلاء..للوحتك القادمة..لوحتك الأم!!

"لديّ رواية "يهوذا" يا أحمد..سلمها لي صديقنا "علي"..وقال أعطيك إياها..

هي رائعة يا كمال، وأتمنى أن تقرأها..

يعني مافيش مشكلة إن تأخرت لديّ؟!!

يا رجل..ما شئت من الوقت اتركها معك "ما بينناش"!!..

شكراً لك أخي أحمد.."

هذا آخر ما جمعني بك على دردشة الموقع اللعين "الفيس بوك"..

الآن لم أعد أبحث عن الرواية المفقودة..

لقد أصبحتُ أبحثُ عنك!

الآن في هذه الساعة المشمسة ومجموعة من الأصدقاء/الزملاء "الحقوقيون" نركض نحو اللا "أمن القومي"..!!

نسألهم..أين "الأمن"..

أنتم يا حراس الوطن الـ م س ل و ب..أين الوطن؟؟!

نستجديهم..نلح عليهم..أين "القانون"؟؟

كان الضابط..ببزته العسكرية ولون بشرته السوداء..يرد بـ"لا أحد هنا"؟؟

إنهم يخطفون الوطن..ويمضون!!

صلي على الوطن المفقود!

.....................

يا للمفارقة..

كل هذا الضوء لم يعبر بنا إليك..

ترى أين ذهب الوطن..أين ذهبتَ..أين تهنا؟

كيف تساقطت أحلامنا المكومة فوق ظهورنا منذ لحظة الوعي..

تلك التي لم تدم طويلاً..

لحظة الوعي المختطفة مع الوطن بالبزة العسكرية وجنبية القبيلة!

والآن صار لدينا ما نبحث عنه!!

نبحث عن "الوطن"..وليس عن وطن!

نبحث عن وطنٍ..عنا..!!

أين ذهبوا به؟؟

أينَ ذهبنا بنا؟؟!

وما زلنا نستجدي اللص لأن يعيد الوطن؟؟!

اللص يريد فدية!

حارس العمارة هو من يسرق العمارة..!

رجل الفضيلة هو من يعبث الفضيلة..!

المشرع نفسه ينتهك القانون..!

ونطالب بقوانين جديدة..

وننسى أن نطالب باحترام ما هو قائم!

..................................

كمال...

هل تسمعني..؟

أكاد لا أسمعني أنا!!

دعك مني..

واتلوا ما تيسر من اللون..

ومن وطن خائر ينام في جيب مظلم..ولا يخجل...

كيف لمن لم يجد نفسه أن يُسمعـك صوته؟؟!

كيف لمن يسلب الآخرين..أن يحررك؟؟!

كيف لهذا القبح أن يحرر الجمال؟؟!

كيف للظلام أن يحرر الضوء؟؟!

كيف للحزن أن يحرر الابتسامة؟؟!

كيف للموت أن يحرر الحياة؟؟!

كيف للص أن....

.........................................

كمال أيها اللون..الضوء..

لا تأبه لانتهاك علب الأحلام المؤجلة..

ولا لتلويث الذاكرة..

ولا لتلطيخ المستقبل بقبحهم...

دعك منهم أيضاً..

اضحك عليهم..

ستستفزهم ضحكتك..

أعرف ذلك..

كما لوحاتك التي تفضحهم بها..

لوحاتك الصاعدة من قاع الوجع..

بمفارقاتٍ يصنعها قبحهم..

..............

أستعيد الآن لوحات المرأة المقصية التي صورتها لوحاتك لدى المتأسلمون والحقوقيون..!

..الأحزاب البائسة المقيدة والمُطَالِبة بالحرية في آن!

لوحات المنظمات المدنية..تلك التي تعيد إنتاج السلطان وتقدمه طازجاً للناس..!

حقيقة رجل الدين..الذي ألغى الله وحل مكانه..

كالشيطان تماما حين يستغل غياب الله ليأتي..!

...........................

لا تشغل نفسك فيهم..

فكر في الوطن المخطوف..

الوطن المسلوخ بجوارك..

الوطن الملعون..

الوطن الميت..

الوطن اللوحة..

الوطن الـ"يصرخ" في وجه الزيف..

تباً..تباً..تباً..

Ahmed7341@gmail.com


في الأحد 05 سبتمبر-أيلول 2010 12:13:34 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.net/articles.php?id=7854