رداً على مقالة العزيز ياسر العواضي
الحسن الجلال
الحسن الجلال

جميلة هي مقالة البرلماني ياسر العواضي والمنشورة بعنوان " البسط على الأخرة "التي قرأتها في موقع مأرب برس والتي تناول فيها ما كشفته اللجنة الخاصة بتقصي الحقائق حول الأراضي في محافظة الحديدة, من أمور أقل ما توصف به هو أنها "فضائح يندى لها الجبين"

إلا أن ما أثار إستغرابي هو وصف العواضي تقرير اللجنة بـ " الشجاع" وهو يعلم يقيناً أن اللجنة برلمانية أي أن أعضاءها حاصلون على " الحصانة" ليس لانهم أعضاء في البرلمان وحسب بل لانهم ممثلو الشعب, ويجب أن يكونوا صوته وعيناه في التعبير عن الواقع, ويده التي تبطش إذا لزم الأمر,

لذلك من غير المنطقي أن يوصف التقرير " بالشجاع" لأنه ذكر الحقائق فقط , وليس في ذكر الحقائق أي شجاعة وأظن أن العواضي ألمح بوصفه هذا إلى أن هناك تقارير برلمانية غير شجاعة وبمعنى أدق لا تذكر الحقائق كما هي " لماذا وكيف" تلك قصة أخرى, لا مكان لها في مقالنا هذا.., ونعود لوصف العواضي للتقرير " بالشجاع " ونقول , هل هذه الشجاعة التي قصدها العواضي هي شجاعة برلمانية أم وطنية..؟!

بمعنى هل هي شجاعة أن يقول برلماني هذا الكلام أم شجاعة أن يقولها مواطن..؟!

وما يعلمه الأستاذ ياسر فعلاً هو أن أغلب المواطنين يقولون ذلك ويتناقلون علناً فضائح أشد بكثير مما ذكره التقرير عما يحدث هنا وهناك, ويفعلون ذلك باراء صاحب القضية وصفعه علناً أيضاً وهو الأمر الذي التقرير ولم يذكره العواضي في مقالته. فهل المواطنون البسطاء والذين لا حصانة لهم ولا هم يحزنون أكثر شجاعة من العواضي صاحب الحصانة والصوت المسموع والمحترم.., بالتأكيد لا, لأن زملاءه البرلمانيون في اللجنة لم يتوانوا في ذكر الأسماء , وهو ليس أقل شجاعة منهم , طالما وأنه يصف الأمر بالشجاعة ,إلا لو كان زملاءه هولاء فعلوا ما فعلوا بشجاعة وطنية وليس برلمانية ,أي أستمدوا الشجاعة ليس من الحصانة والمقعد البرلماني وإنما ممن التقوا بهم من مواطنين , وسواء كان هذا أو ذاك فإن ما ورد في التقرير بالنسبة للمواطنين ليس على شيْ من الشجاعة , فالتقرير بالأسماء عند المواطنين ليس شجاعة ,وإنما الشجاعة فعلاً هي أن يتحرك البرلمان لردع ومعاقبة أصحاب هذه الأسماء ,أياً كانوا لأن الدستور ينص على أنه لا "سلطة فوق سلطة الشعب", والبرلمان هو سلطة الشعب وبالتالي هو أقوى من كل شخصيات وصفات هذه الأسماء, وأقوى من الحكومة وأقوى من الرئيس أيضاً. فلماذا يتوانى أعضاء البرلمان في أظهار قوة برلمانهم.. ويصرون على جعل الدستور مجرد " حبر على ورق" لماذا لا يتخذون موقفاً شجاعاً لانقاذ الناس والوطن, ووضع حد لنهب أموال الدولة والمواطنين, كيف لعشرة أشخاص أو عشرون أو حتى ألف أين يكونوا أقوى من 22 مليون شخص هم من يقف وراء البرلمان..!!

هذه هي الشجاعة الحقة التي نريدها من العواضي وزملاءه إنقاذاً لأنفسهم وللناس وللوطن..فالمواطن اليوم لم يعد يروقه سماع أي تقارير طالما وناهبي الاراضي أكبر من تلك التقارير..فالمواطن اليوم أصبح لايروقه سماع مثل تلك التقارير طالما ووجودها مثل عدمها وهو الشيء الذي بلاشك يفهمه عزيزنا ياسر العواضي والذي بلاشك مازال من الشخصيات الوطنية التي فرضت احترامها بالساحة اليمنية..

alhassan1982@hotmail.com


في الثلاثاء 27 إبريل-نيسان 2010 04:44:53 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.net/articles.php?id=6977