البنك الزراعي (كاك بنك).. بين النجاح والانتقاد!.
حمزة الجبيحي

ـ بات من النادر جداً في بلادنا أن توجد إدارة ناجحة لمؤسسة حكومية!! وبقدر الفرحة التي يشعر بها المواطن عند وجود إدارة ناجحة,, بقدر ماهو الاستياء عند وجود من يحارب تلك الإدارة!!.. وتتجلى تلك الصورة في بنك التسليف التعاوني والزراعي (كاك بنك) الذي حقق نجاحات ملموسة وفي فترة وجيزة، وبدلا من تشجيعه فقد قوبل بالانتقادات اللامنطقية من قِبَل بعض المغرضين وذوي عُقَد النقص!! الذين عجزوا عن تحقيق أدنى نجاح فيما يخصهم!. حيث يبررون انتقاداتهم بأن (كاك بنك) تحوَّل من بنك متخصص إلى بنك تجاري من خلال إلغاء النشاط الزراعي والعمل بالنشاط المصرفي فقط!!.. وللتوضيح.. نستطيع القول بأن ماعمله البنك الزراعي هو توسُّع وليس تحوُّل!.. أي أن البنك توسَّع بإضافة الأنشطة المصرفية والتجارية إلى جانب النشاط الزراعي الذي كان ولازال وسيظل من الأنشطة الرئيسية لكاك بنك، بل يكمن نجاح إدارة كاك بنك في فتح مزيد من الوسائل العملية التي عملت وتعمل على إفادة البنك في تحقيق المزيد من العائدات والأرباح والتي من شانها خدمة النشاط الزراعي بصورة فعالة وكفوءة. وحيال ذلك، ومن وجهة نظر تحليلية اقتصادية، فان أي بنك متخصص في نشاطٍ ما (صناعي، أو عقاري، أو زراعي.. على سبيل المثال).. فمثل هذه البنوك لو قامت بتوسيع أنشطتها المصرفية والمالية.. حتماً سيكون لها دوراً ريادياً في المساهمة في صنع وتحقيق التنمية.. ولما في ذلك من تأثير ايجابي على الاقتصاد الوطني.. فالنشاطات المالية والتجارية والمصرفية التي أضافها كاك بنك إلى نشاطه الزراعي، تُعَد بمثابة استثمار للأموال من خلال إستغلالها في النهوض بأنشطة البنك والتي في مقدمتها النشاط الزراعي.

ـ قد يتساءل البعض بأن التمويل الزراعي ليس ظاهراً في أنشطة كاك بنك كماهي ظاهرة الأنشطة المصرفية الأخرى.. فبكل بساطة يمكن الرد على ذلك التساؤل بأن التمويل الزراعي لا يظهر بسبب تدني المستوى العام للزراعة في وطننا، ولأن مايقرب من 75% من المساحة المزروعة في الجمهورية اليمنية تحتلها شجرة الزقوم اليمنية (القات!) ونظام البنك الزراعي يمنع تمويل زراعة القات.. أي انه لم تبقَ إلا مساحة ضئيلة في وطننا لزراعة المحاصيل الأخرى وعليه فإنه مهما قام كاك بنك بدعم تلك النسبة الضئيلة فلن يظهر ذلك.. وكذلك بقدر الدعم الحكومي للجانب الزراعي بالبنك بقدر مايقوم البنك بدعم الخدمات الزراعية كما هومقرر لها.. أي انه وقبل انتقاد البنك في هذا الجانب، يجب إنتقاد المواطن نفسه وتوعيته إلى الاتجاه لزراعة محاصيل غير القات!

ـ أن التوسع الكبير الملحوظ للبنك الزراعي لم يأتِ من فراغ.. ولايُعَد إهمالاً للنشاط الزراعي للبنك – كما يعتقد الكثيرون!! -بل أتى من رؤية ثاقبة وعقلية منفتحة لدى إدارة كاك بنك ممثلة بالأستاذ/حافظ معياد رئيس مجلس إدارة البنك والذي جعل من إدارة البنك – من وجهة نظري! – عنواناً للإدارة الناجحة في بلادنا، فمن ناحية (بُعد النظر) وكقراءة مستقبلية – فانه يحق للبنك المتخصص أن يتوسع في أنشطته المصرفية والتجارية الأخرى مما يؤدي إلى كِبَر مركزه من خلال تحقيقه مزيداً من الأرباح والفوائد ولزيادة الأصول وكذلك لزيادة السيولة النقدية لدى البنك ليستطيع تحقيق نجاحاً اكبر في الجانب الزراعي، فيتَّضح انه من الايجابي جداً وفي صالح الاقتصاد الوطني بأن يقوم بنك كـ (بنك التسليف التعاوني والزراعي) بتوسيع نشاطه لما هو أكثر من الزراعة..

إن الأنشطة والخدمات المصرفية التي يوفرها بنك متخصص كـ(بنك التسليف التعاوني والزراعي) وبمميزات كثيرة وتسهيلات عديدة، - وكما عودنا كاك بنك دوما بتقديم كل ماهو جديد من الخدمات المصرفية المتميزة وبصورة سبَّاقة لمنافسيه فهاهو مجدداً يفاجئنا بخدمته الجديدة لأول مرة في اليمن (خدمة بصمة العين)، والي جانب كونه ملكاً للحكومة، فان البنك هنا سيحظى بثقة كبيرة لدى العملاء لجذبهم للتعامل معه، مما يؤدي ذلك إلى زيادة ودائعهم لتزيد السيولة النقدية للبنك وهذا مايتيح له القدرة على استثمارها لتحقيق العائد الأكبر، ونتيجة لذلك كله فان البنك في هذه الحالة، وعند وصوله للنجاح المنشود بواسطة ماسبق ذكره.. سيكون حتماً قادراً على تقديم كل الخدمات والمميزات والتسهيلات في الجانب الزراعي وبشكل اكبر وأوسع وأرقى. وهنا يتضح أن الهدف الرئيسي من كل ذلك التوسع، يصب في مصلحة التنمية الزراعية وغير الزراعية بشكل عام في الوطن.. وباختصار.. فانه يجدر بنا أن نصف الوضع الحالي للخدمات الزراعية والمالية والتجارية التي يقدمها بنك التسليف التعاوني والزراعي بأنها.. (خدمات مصرفية متميزة.. لتنمية وطنية شاملة).. لأن كاك بنك ليس كغيره ممن يظللون الخارج ليحصلون على قصاصات صحفية فيستغلونها للدعاية والتضخيم!!..

إن مؤسسة حكومية كالبنك الزراعي، وبسياسياته الإدارية الحديثة حتماً أن تلك النجاحات التي حققها، هي نجاحات مؤسسية غير مرتبطة بفرد أو زمان أو مكان!!.


في السبت 17 إبريل-نيسان 2010 05:25:40 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.net/articles.php?id=6908