‏ اقرأوه ...ستجدون فيه انفسكم
د . عبد الوهاب الروحاني
د . عبد الوهاب الروحاني

 لا يختلف اثنان منصفان ان مولد المؤتمر الشعبي العام في اغسطس 82 كان نقطة تحول في مسيرة صراع اليمنيين بين السلطة والمعارضة، بين الشمال والجنوب، وبين القبيلة والعسكر ..

واقول "صراع" لاننا دوما نصارع طواحين الهواء.. والمؤتمر قاد الى تهدئة الزوابع وحلحلة المشكلات، ولملمة الشتات .. وفعل الكثير الكثير:

‏ ‏* جمع القوى الوطنية السياسية والحزبية، وفئات المجتمع الحية على طاولة واحدة وكلمة سواء.

‏*اقر أهم وثيقة يمنية وطنية، وحدوية، جمهورية، اسمها ‏"الميثاق ‏الوطني"، الذي صاغه ‏الكل، ‏واجتمع ‏عليه الكل.

* فتح ميلاد المؤتمر بابا للوسطية ‏والاعتدال في الحياة السياسية اليمنية، وتعلم اليمنيون في ظله الاختلاف، والقبول بالآخر بداخل ‏‏الاطار التنظيمي الواحد.

‏ ‏* بميلاد المؤتمر تعلمنا ابجديات الممارسة الديمقراطية، بغض النظر عن تفاصيل شكلها ولونها، لكننا به تعلمنا كيف نقف امام الصندوق.

‏ * أوقف ما كانت تسمى بحرب ‏الجبهة الوطنية في المناطق ‏الوسطى 1978-1983 ‏(تعز، اب، ‏البيضاء، ذمار، ريمة، وامتداداتها)، ‏التي ارهقت اليمن واليمنيين .. ‏ علمنا الاختلاف:

‏من هناك، بدأنا نقرأ الرأي المختلف في "الأمل" الاشتراكية، و"الشعب" البعثية، و"الصحوة" الاخواتية، وغيرها من الإصدارات الحزبية والاهلية، وبدأنا نشهد السباق الحزبي للسيطرة على المنظمات الجماهيرية والابداعية.

‏ ‏* فتح ميلاد المؤتمر بابا جديدا ‏للحوار بين الشمال والجنوب، ‏وبالشعب والمؤتمر وشريكه ‏الاشتراكي اقمنا الوحدة في مايو ‏90..

فكانت ‏الوحدة هي الحدث ‏الابرز اضاءة في ‏تاريخ اليمن ‏المعاصر.

اقرأوا "الميثاق الوطني" وتمعنوا في نصوصه ومضامينه ..

وصدقوني ستجدون فيه اليوم ما يمكن ان يجمع اليمنيين قاطبة، لانه كُتب بقلم يمني، وروح وطنية خالصة، تُجلُ الدين وتحترمُ قيم المجتمع وعاداته وتقاليده النبيله.. ‏ ‏اقرأوا الميثاق .. فهو ليس رؤية حزب ولا فكر طائفة أو فرد او جماعة، انما هو رؤية وطنية من الماء الى الماء ولا يختلف عليها عاقلان .

وإن وجدتم ما يمكن الاختلاف عليه فحدثونا به..!! عندما صُيغ الميثاق الوطني ووضع للاستبيان والاستفتاء كنت لا ازال طالبا جامعيا- أي انني لم اشارك حينها في صياعته، لكني قرأته وفهمته وانا هناك بعيدا، حيث كنت اطل من غرفتي في "اكتيابرسكايا دفا" على أحد روافد نهر "سفيسلاش- Река Свислочь" بمدينة منسك البيلاروسية؛ لكني كبرت بمشاركتي في إعادة صياغته بعد الوحدة، وبما ينسجم مع روح اللحظة ونفَس الوحدة والوطن الكبير. ستجدون الوفاء:

‏من هنا، اعود واقول لكم اقرأوا "الميثاق الوطني"، وستجدون فيه الوطن الواحد بكل إتجاهاته، واطيافه، ومناطقه، واعراقه، ومذاهبه..

اقراوا المؤتمر وستجدون فيه من لا يزال على وفائه وامانته وصدقه .. ستجدون البسطاء الطيبين, والعمال والفلاحين والطلاب والعلماء والاكاميين.

. ستجدون رجالات الدولة الذين لم يفرطوا، ولا يزالوا على العهد بالدولة والوطن.. ستجدون صادق امين ابو راس رئيسا، صان المؤتمر من الغدر ولم يخنه، ولا يزال على وفاء لانتمائه وقيمه ..

لم يتاجر بالمؤتمر، ولم يقتات ويتكسب باسمه كما يفعل "المتنبعون" .

. المتنطعون. ‏ ‏المؤتمر كبير بحجم الوطن وناسه، يؤمن بالدولة، وينتهج الوسطية والاعتدال ..

لا مكان عنده للعصبية القبلية، ولا الطائفية، ولا القروية، ولا المذهبية.. ‏ ‏

ذلك هو المؤتمر ..

وذلك هو ميثاقه الذي ندعوكم لقراءته والحفاظ عليه والتمسك بمفاهيمه ..

اقراوا الميثاق وستجدون فيه السلام والمحبة والوحدة ..

ستجدون فيه انفسكم. سلام عليكم يوم تعشقون السلام، وسلام على المؤتمر يوم مولده ‏ويوم اصر على الاستمرار والبقاء..


في الأربعاء 09 أغسطس-آب 2023 06:23:22 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.net/articles.php?id=46492