عاصمة اللؤلؤ حيدر آباد
د.عبدالمنعم الشيباني
د.عبدالمنعم الشيباني

*** أهدي هذه المقالة نايف الطيار وعبد الله الصنوي وهاشم علي في مدينة ميسور الحرير جنوب الهند وإهداء خاص للرائع هيمان الشرعبي..

من كمال المرؤة والاعتراف بالجميل أن أشكر الثلاثة الأصدقاء (نايف وهاشم والصنوي) في ميسور، ضيفوني أقلاص الشاهي في بوفية الصديقية (البيكري) إذ أخذت وبحماس أحدثهم عن حيدر آباد ومزاياها وعن "الفاصولية" هناك وعن بطولاتي وإنجازاتي أيام الماجيستير..

ولا أكتمكم سراً أن مدينة الحرير ميسور لم تجلب لي إلا العلل والتحسس والسعال الديكي والحصباء، كم أكره هذه المدينة وكم يعشقها غيري، أسميها الحرير فتجلب لي العلل والأمراض، يقتلني التحسس أيها الناس ويقتلني سعالٌ شديدٌ شديٌد مصحوبٌ بالغثيان، ولم ينفعني زيارة المشافي كلها..، وكم أسفتُ على مفارقة عاصمة اللؤلؤ، وحسبي منها تلك اللآلئ على جيد نجوى أم أحمد (نجوى القميرية)، امرأة الشاعر (طفلة من فضة):

  خليليَ مرا بي على أم أحمدِ قميريةٍ بكرٍ كأن لم تولًدِ

إنها حيدر آباد (عاصمة ولاية أنذرا براديش، حيث أكبر تجمع للمسلمين)، هذه المدينة الواسعة مهبط إبداعٍ علميٍ وأدبيٍ بالنسبة لي...، زوروني هناك تجدوني في المقهى أكتب وأنجز على طعم أكواب الشاهي الحيدر آبادي الأصلي اللذيذ، وتجدوني في مقري الدائم (بيتي وعريشي ومقري، مسجد صغير في تارناكا) هو مقري وبيتي هناك، بصحبة زوار من أهل الله (أهل التبليغ والدعوة) يفدون كل ليلة نتذاكر معهم ويذكرونا بتزكية النفس وحضور القلب وصدق التوجه...، أكون في هذه المدينة أكثر روحانيةً ونشاطاً وإنجازاً علمياً وأكثر تحصيلاً، منطلقاً من ذلك المسجد الصغير (بيتي وعريشي)...، وإن ولعي بالشاهي لا يوصف وصرتُ من غير فخر مشتهراً لدى أصحاب الشاهي في كثير من (أزغاط المدينة)..، كم يضحكون عجباً أني أشرب الأربعة والخمسة أقلاص في آن ٍ واحدٍ، والهنود يقتسمون القلص الواحد لإثنين...، أجوب حيدر آباد سيراً على الأقدام (لا أعرف قيادة الدراجات وأخاف من ذلك، لعقدةٍ نفسية قديمة)..، وأعلق على كاهلي خريطةً من القماش (صناعة هندية، يستعملها الشخصيات الهامة من الطبقة الراقية البراهمة وتشبه تلك التي كانت الأمهات تصنعها للأولاد في المعلامة يضعون بها القرآن -الختمة أو الجزء)... قلتُ كم أكون منتعشاً هناك من بعد صلاة الفجر حتى آخر الليل، ومن بعد صلاة الفجر تجدوني في (مطعم سان مان، مطعم نباتي هندوسي، للحوح الدوسة والبوري العُشار والإيتلي والصانونة والشاهي)، مطعمٌ نظيفٌ منذ الصباح الباكر، ثم أمر على عناوين الصحف الصادرة..،، لن أفارق هذه المدينة حتى أنجز أشغالي البحثية بعون الله ومشيئته وقدرته وتوفيقه هو سبحانه...،، وفي هذه المدينة كتبت أحلى قصائدي بنكهة الهند وعاصمة التاريخ حيدر آباد وعبق الذكريات والحنين..، ولن أنسى (مقهاية نيمرا) في تشارمينار حيدر اباد القديمة، حيث أحتسي هناك عشرات الأكواب من الشاهي الأصلي بأفخر الأكواب، على شاطئ مقهى الذكريات والحنين إلى الماضي الجميل..

ولا أريد التحدث عن شؤون اليمنيين في حيدر آباد ، هم نخبة طلابية متميزة دراسياً وأظنها أفضل نخبةً من بين كل الولايات، وهم الأفضل رياضياً وكروياً وقد كتبنا عن إنجازاتهم الكروية المشرفة ، وقيل لي أنهم وصلوا للمبارآة النهائية مع منتخب الجالية السودانية في الدوري العربي للجاليات ، هم أصدقائي ويكفيني صديقٌ واحدٌ هو رفيق العُمري (المترجم العملاق أبو النواف) ، عرفني صديقاً (مجنوناً) وعرفته صديقاً (عاقلاً)...، (هو الآن في ولاية النارجيل- كيرالا)...، ولا شأن لي بما يجري بين الأصدقاء من تراشق وتخاصم هناك من أجل الزعامة والقيادة ، فالإنسجام والتنوع الجميل والنضج الواعي والألفة الحميمة بين اليمنيين في ميسور، بل والكرم الحاتمي في مدينة (الألف مائدة) لا نجدها في حيدر آباد إلا قليلاً ، أجدني أحيي كل اليمنيين في كل الولايات و تحية خاصة لليمنيين في مدينة الحرير عناوين النضج والمحبة والكرم الأصيل ..، ولا أريد أن أزيد في القول، فالوسط الطلابي في حيدر آباد يعيش حالة من التوتر والتشنج وأشد ما أخشاه أن تشتعل الحرب العالمية الثالثة من هذه المدينة بين الأجنحة المتصارعة، يعيشون فصاماً نكداً وخصاماً أشد نكداً وكلٌ يدعي أن الشرعية معه،(وكلٌ يدعي وصلاً بليلى وليلى لا تقر لهم بوصلِ)..

مالي أنا وللمؤتمر، فأنا لا أنتمي لحزب السلطة والحمد لله، وكل اليمنيين في حيدر آباد أصحابي ، ولكني أرجو أن يعم السلام والوئام هذه المدينة كما هو الحال لدى اليمنيين في مدينة الحرير الذين سطروا ملاحم يمانية سمع بها العالم بأسره ((عودوا إلة مقالتنا: اليمنيون في مدينة الحرير))....، ومن هذا المنطلق، نطالب بإزالة كافة أشكال التوتر وسحب المعسكرات ونزع كافة أسلحة الدمار الشامل من أيدي الكتل المحتربة ، ونطالب بإيقاف كافة أشكال الحملات والحملات المضادة والبيانات والبيانات المضادة، وليلزم قادة الأجنحة بتنفيذ( بنود العهد والإتفاق) وأن تشكل لجنة من قبل هيئة الأمم المتحدة لفض الإشتباكات الإعلامية المتبادلة وأن تكون هذه اللجنة دولية محايدة و مشكلة من الأعضاء التالية اسماؤهم:- (سعيد السابلة وسيف الحرزة وعبده الكوز وسعيد الويط والقشوة) ......

ومضتان شعريتان:-

*** إلى توفيق محمد سعيد الشرعبي

يعودُ المساءُ طرياً إلينا كأن لم يمر عليه الصباح ولا زارهُ سِنةٌ من نهار ِ

يذكرنا غيرُ ناسٍ بأسيافنا مشرعاتٍ تشق إلى الناعساتِ الخطى

فاتحاتٍ وتكبر كالجرحِ أيامُنا

من جراح انتصاركَ توفيقُ ثم انتصاري

سلاماً لتوفيق أطلبه كل حينٍ يسامرني كلما أسلمتني عُيونُ المعاني

واطلبهُ ثورةً لاعتذاري

*** إلى حبيب ثابت العريقي

للبردوني من قصيدة وردة الليل

قلتُ يوماً أحب شعر المعري

بلغوا بي إن المعري عشيقي

وأنني أزوره كل يومٍ

وله ورشةٌ جوار العريقي

وبأنـي أنا قصيدةُ حُبٍ

وأنا منـهلٌ رويُّ الـبريق ِ

وردةٌ أننـي على الليـلِ أغفو

كلمـا جاء بالضياءِ صديقي..!

*شاعر يمني وباحث في الأدب الإنجليزي

Abdulmonim2004@yahoo.com


في الإثنين 13 أكتوبر-تشرين الأول 2008 06:11:33 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.net/articles.php?id=4275