«عاصفة الحزم».. مواقف لا تُنسى
عبدالوهاب بحيبح
عبدالوهاب بحيبح


قبل انطلاق عاصفة الحزم كانت دوائر السوء تحيط بمأرب المحافظة التي لم تخضع للإنقلاب الحوثي المدعوم إيرانياً، حينها كانت تعد العدة لسحق مأرب بعد اجتياح عدن، وأعدوا لذلك الطيران والفيالق والجيوش والمليشيا، بمعنى اعدوا كل إمكانات الدولة مدعومة بالمليشيا، وقتئذٍ كنت قريباً وحاضراً أحداث قانية، كان القتالُ محتدماً في "قانية مراد" المنطقة الفاصلة بين البيضاء ومأرب من جهة جنوب مأرب، كانت الحرب بين أبناء قبيلة مراد (قبيلتي) ومن معهم، وبين اللواء الثالث مشاة جبلي الموالي للحوثي وصالح معزز بالمليشيا، كانوا يواجهونا بسلاح الدولة ونحن بسلاحنا الشخصي، قاومهم رجال القبائل باستبسال هذا قبل اجتياح عدن بثلاثة أيام.. 

أثنا اجتياح المليشيات لعدن وخروج الرئيس هادي، بلغتِ القلوبُ الحناجر عند كل مقاوم للمشروع الإيراني في اليمن، وقرر ابناء القبائل الدفاع حتى الموت وفي أعينهم اليأس ، لأن الدولة بعتادها أصبحت بيد الطرف الآخر وهم بسلاح شخصي بسيط ، فقرر ابناء القبائل الانتقال إلى وضع الدفاع والإستماتة ، لقد علم ابناء القبائل في قانية بسقوط عدن عبر مكبرات الصوت التابعة للعدو وسمعوا أهازيجهم وضربهم بالرصاص جوا فرحا بسقوطها، كانت حالة العدو المعنوية مرتفعة جداً ومعنويات الطرف الآخر وكل حر في اليمن محبطة ومنكسرة، كان الأبطال في حالة إحباط شديدة، 

وفي منتصف الليل أتت الفزعة العربية وقصفت ما كان يعد لمأرب قبل تنفيذه بساعات وجالت صقور الجو العربية سماء اليمن، قاصفة لدوائر السوء التي أعدت لسحق الأحرار المعارضين والرافضين للمد الإيراني الذي اجتاح وطنهم، ليلتها علم الأبطال في "قانية" وغيرها بهذا الخبر فرفعت معنوياتهم حتى السماء، ونتيجة لهذا الحماس الكبير تم تطهير قانية من قبل أبناء القبائل اليوم الثاني للعاصفة مدفوعين بحماس إنطلاقها فكان أول انتصار بفضل الله ثم بفضل العاصفة.

"عاصفة الحزم" حمتنا وأعادت الكرامة للأمة، فبعد أن كنا مستهدَفين ومحاصَرين من قبل مليشيا إيران التي اختطفت دولتنا بتعاون من "صالح" ها نحن اليوم نحاصرهم ونسترد أجزاء واسعة من وطننا، لم يقتصر الأمر على "عاصفة الحزم" الجوية بل اعقبتها "إعادة الأمل" التي شملت وركزت على الوضع الإنساني والعسكري فكان لها الدور البارز في رفع العبء عن الشعب اليمني.

"التحالف العربي" وعلى رأسه المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، لم يكتفِ بالضربات الجوية بل حرّكَ جنوداً على الأرض ومعدات ضخمة وضحى بدماءٍ طاهرةٍ على أرضنا، وعزز من تمسكنا في استعادة الكثير من المناطق التي كانت بيد المليشيا، كما دعمونا بكل الإمكانات من أجل بناء جيش وطني من الصفر، واشرف على ذلك التحالف ولايزال، القوة الصاروخية الإعتراضية كان لها دور عظيم ولازالت في حماية منشآتنا الاقتصادية ومنها أهم الحقول الإقتصادية "حقول صافر النفطية والغازية والكهربائية" فقد اسقطت عدة صواريخ باليستية أطلقها العدو لتدمير هذه الموارد الإقتصادية الهامة جداً.

ما قام به التحالف العربي وبالذات المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، لن ننساه أبداً، لقد وقفوا ضد الانقلاب سياسياً وعسكرياً وضحوا بجنودهم على أرضنا، وسخروا قنوات إعلامية كثيرة، وبرامج إعلامية لردع الإنقلاب، واستخدموا ثقلهم السياسي وكل أوراقهم من أجل اليمن، دشنوا ولا زالوا حملات إغاثية في الصحة والتعليم والغذاء والبناء وأسسوا مراكز كبيره كمركز الملك سلمان للإغاثة وكذلك هناك دور إغاثي كبير جدا يقوم به الهلال الأحمر الإماراتي، ووصلت هذه الإغاثات إلى مديريات محرومة لا تعرف أي معونات أبدا حتى في عهد حكم "صالح" ناهيك عن علاج جرحى الجيش والمقاومة وووووووووإلخ, 

لا استطيع حصر ما قدمه الأشقاء وما أوردناه الشيء القليل، لن نقبل بأي تطاول على الأشقاء ولن ننسى وقوفهم معنا والذي لا زال، سنبادلهم الوفاء بالوفاء فما قدموه لليمن سيبقى في ذاكرة التأريخ للأجيال.

 
في السبت 27 أغسطس-آب 2016 02:54:56 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.net/articles.php?id=42561