التناقضات السياسية في المشهد السياسي اليمني
عصام عبد القادر
عصام عبد القادر

في بواكير العام 2011خرج شباب اليمن الحر المؤمن بحتمية التغيير الى ساحات الحرية .بصدور عارية ينشدون الدولة المدنية والمواطنة المتساوية ،يأملون بأن يروا يمنا بعيدا عن الشتات والفرقة والتمزق .فحظيوا باحترام الجميع وقوبلوا بمعاملة حسنة من المجتمع الدولي .
اما عام 2014 والفروق الشاسعة بينه وبين سابقه بعامين فأعتقد اني لن استطيع استعمال الالفاظ المنتقاة لوصفه ،انعام الضيم بكل انواعه ’ولكني سأورد لكم ذلك في الاتي :
عام مضى تاركا خلفه حملا ثقيلاً ،وأهات مستدامة ،ومشاريع انانية ضيقة ،فبين التعنت المؤتمري ،وبين التحالف الحوثي الجنوبي ،الى السكون الاصلاحي وخنوع هادي وزمرته ،خلافات (برجماتية)تدفع بالوطن الى الهاوية ،وتوصله الى مصيره المحتوم ،ومحرقته المدوية،ايام قلائل تفصل بين الامن والاستقرار النسبي ’وبين التحول الى النموذج السوري والعراقي ،
فالقاعدة كثفت من شعبيتها ازاء التعاطف القبلي التي تحضى به وخاصة بعد حربها مع الحوثي ،وهذا مايعني كثيرا من الدماء والتفجير ،
والحوثيون كثفوا من قبضتهم على اجهزة الدولة وسلاحها ازاء ما يحظوا به من تخاذل امني مريب ،وهذا من مايعني مزيدا من الرعب والتهجير،
ومع ذلك نكون قد حظينا بدعم دولي لانظير له ولا يقارن ،فالولايات المتحدة قد عملت كثيرا من اجل ان تصل باليمن الى ماهوا عليه الان وزرعت الكثير من القلاقل داخل المجتمع اليمني ؛فمن يلاحظ السياسة العامة لدى الديمقراطيين التي توصف بعدم الاتزان بإصدار القرارات الغير رشيدة في الشأن اليمني ،فبين رفض الحوثيين وبين السكوت على امتداد نفوذهم ،وبين تأييد صالح الخفي ودعمه الى مطالبته بمغادرة البلاد ،وبين دعم هادي وبين محاولة اقصاء الاخوان في اليمن لمحاولة ارضاء الجارة ،موقف ضعيف ومعروف وأصبح لا ينطلي على اي شخص له ادنى خبرة في المجال السياسي او يتابع المشهد اليمني ،
ان هذا التخبط من قبل الولايات المتحدة انكشف القناع عنه وهو جزء لا يتجزءا من سياساتها الخارجية القائمة على المصلحة الذاتية لها واللعب على جميع الاوتار .
اما الجارة الشقيقة وما الحديث المطول عنها وما تعانيه من عدم اتزان في سياستها الخارجية ،فبين ترميم وجه صالح وبين والتدخل لحلحلة الوضع عبر المبادرة الخليجية لإنقاذه ،وبين تأييدها لكافة قرارات هادي وبين محاولة الانتقام من العدو لإيران عبر الحرب الاقتصادية وبين دعم حليفه الحوثي في اليمن لمواجهة الاخوان ،وبين احتضان (محسن _والزنداني) .
فبين كل مذكر انفا تهديد خفي لليمن العظيم. اليمن على وشك التشطير بين الشيعة والسنة اضافة الى الدولة الجنوبية .


في السبت 31 يناير-كانون الثاني 2015 10:02:28 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.net/articles.php?id=41048