عن فائقة الإحساس وجميلة المشاعر
طارق مصطفى سلام
طارق مصطفى سلام

هزتني من الأعماق تلك الكلمة المعبرة والمؤثرة جدا التي ألقتها اليوم (الاثنين الموافق 24/6/2013م) مستشارة الأخ رئيس الجمهورية لشؤون المرأة السيدة فائقة السيد في مؤتمر الحوار الوطني الشامل في فندق الموفنبيك والتي عبرت فيها عن مشاعر متدفقة ومتداخلة فيها الكثير من الألم والعتاب إلا أنها نابعة من صميم القلب وكامنة في عمق العقل والوجدان.

فائقة المشاعر والوجدان لم تتردد للحظة في التعبير عن ما يجيش في صدرها من معالم رسمتها قساوة السنين وظلم الأهل والأقربين .

نعم أعتلت فائقة (الرفيقة )المنبر لتعبر عن رأيها في تجارب الأحداث السالفة وتعتبر منها ,وتطلب منا جميعا أن نفعل ونمتثل لذلك .

صرخت فينا الرفيقة فائقة : كفى بغضاء وعداء ..كفى توجس وتربص .. كفى فرقة وشتات .

نعم ,فائقة الصادقة ,أبنة عدن الشامخة والمتسامحة ,طلبت منا أن نتمثل روح عدن وقيمها النبيلة ,المترفعة عن التفاهات والصغائر ,وأن نسموا بأنفسنا وعقولنا وسلوكنا عن الأحقاد والضغائن ,وأن نعي دروس الماضي ونتعظ منه 

نعم , رفيقتنا الغالية الحالية ,حينما أعتلت المنبر لتقول كلمتها الفاصلة ,تمكنت منها المعاناة وأخذتها صدق الأحاسيس والمشاعر وسموا اللحظة المهيبة والخالدة ,فلم تحيد ,بل أحسنت الوصف والتعبير .

أختنا الراشدة ,فارسة قيم النبل وصدق المشاعر ,أرادت تقارب الأجيال وتواصلها ,فأنبرت للفرقة والتباعد ,شاهرة حبها لليمن ,الأرض والإنسان ,لتحكي لنا عن مشاعرها في تلك اللحظات الأخيرة ,التي كانت ترتسم فيها الوحدة على لوحة ناصعة البياض تلغى فيها خطوط الفرقة والتشطير , لتفاجأ في تلك اللحظات بحرص بعض الرفاق على نكي الجراح ,لتطفو على السطح ذكريات الحزن والصراع بين رفاق اليوم في الحوار وفرقاء الأمس في الأحداث , -يناير1986م - .

نعم هي تحكي عن التاريخ الأليم للعبرة فقط ,وتشرح كيف أصر الرفاق في الطرف الأخر من الضفة على حرمانهم من حق المشاركة في تلك اللحظات الهانئة التي تحقق فيها حلمنا (جميعا) الكبير المنتظر في إعادة الوحدة واللحمة للجسد المنشطر .

نعم ذهب الرفاق بعيدا في غرورهم وغيهم عندما أصروا على رحيل جزء هام من شموخنا المنكسر(بنائنا المنقسم والمرتهن)عن صنعاء المدينة التي أردناها عاصمة لوحدتنا الواعدة التي كانت حينها تطرق الأبواب الموصدة كافة .

نحن لم نفعل شيئا جديدا (حينها) سوى أننا قسونا على أنفسنا مجددا ,عندما فرضنا في غباء منقطع النظير وسلوك أهوج مشين ,رحيل النصف الأخر من الروح التي تمزقت والجسد الذي تشطر ,فتشظى الوجدان إلى شطين والقلب إلى نصفين .. يوم أن مكنا وسمحنا للشيطان الأحمر أن ينفث سمومه في سمائنا ويعبث في أهوائنا ويفرق بين نجومنا.. فباعد فيما بيننا.

نعم , يا من انتِ فائقة النبل والجمال .. ,فأنا واحدا ممن أساءوا في لحظة كان يجب أن يحل فيها عمق التسامح والتقارب والعناق عوضا عن تعميق التنافر و الفرقة والضغائن ,نعم في تلك اللحظة السانحة كان جدير بنا أن نلتقط المبادرة التاريخية ونلم الشمل ونوحد المجزأ والمشطور لا أن نتبادل الأدوار في التشظي والتشرذم ,والتناوب على الشتات.

ولأختي فائقة الإحساس وجميلة المشاعر والوجدان .. نعم نحن (الطغمة) قد أسئنا وقسونا ,ولا حرج لنا في هذا الاعتراف والإقرار ,وكوني أحد أولئك الطغاة الجناة ,فهل تقبلوا مني بالأصالة عن نفسي ونيابة عن حقبة من تاريخنا المدان هذه الكلمات الخجولة التي تقدم لكم جميعا في النصف الأخر من الروح المعذبة والجسد المشطور واجب الأخوة والمحبة ؟

.. فتقبلوا مني أجمل التحية وتقبلوا منا صادق الاعتذار .


في الثلاثاء 25 يونيو-حزيران 2013 04:03:03 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.net/articles.php?id=21060