الطريق إلى التمديد! لماذا ولمن نمدد ؟
طارق مصطفى سلام
طارق مصطفى سلام

الطريق إلى التمديد هو عنوان لمادة ثابتة سأقوم بكتابتها بشكل منتظم في هذا الحيز المحدد خلال الفترة القادمة ترصد لنهج مؤسسة الرئاسة في تعاملها مع متطلبات مرحلة التغيير والتجاوب مع القضايا الملحة التي يطالب بتحقيقها طلائع الشعب المكافح ويعاني منها عامة الناس في معيشتهم اليومية .

ونأمل أن نحقق من جملة الملاحظات ومستوى النقد الذي سوف نعمل على توجيهه في هذا السياق ونخص به سياسات وممارسات الأخ الرئيس هادي وطاقم مستشاريه ومساعديه في نهجهم وإدارتهم للشأن اليمني حرصا منا على أعانته في أداء مهامه وواجباته الرئاسية على الوجه الأمثل والأصوب من خلال الرصد للقصور والكشف عن العيوب والأخطاء في قيادته لمرحلة تاريخية هامة كالتي يمر بها الوطن الآن ,وتؤسس لبناء اليمن المدني الجديد الذي لابد لهُ من تجاوز أخطاء الماضي القريب والبعيد.

وسنعمل على هذا المسار في تقويم نهج مؤسسة الرئاسة إلى ان يتضح الخيط الأبيض من الخيط الأسود فيما يخص نوايا التمديد للمرحلة الانتقالية من عدمها ,أو ترشيح الرئيس هادي لولاية ثانية , بمعنى أنه طالما ظل هادي على رأس السلطة في اليمن فلابد لنا من رصد وتقييم أدائه العام المرتبط بمصالح الناس ومصير وطن يمر في مرحلة من أكثر مراحل تاريخه المعاصر تعقيدا وأهمية ويؤسس ليمن مدني حديث معاصر ومتطور .

وفي شأن التقارير التي تحدثت عن بحث أطراف محلية ودولية خطة طريق للتمديد للرئيس هادي سواءً لشهرين تحت مبررات فنية تتعلق بطبيعة الاجراءات المطلوبة دستوريا وقانونيا لاستكمال التجهيزات الإدارية والفنية اللازمة للعملية الانتخابية , او التمديد لعامين إضافيين بذريعة الحرص على اللحمة الوطنية والسيادة اليمنية وحساسية وخطورة المرحلة الدقيقة وضغط متطلباتها العديدة وتوافق القوى السياسية وإجماع الأطراف الوطنية كافة للتمديد لهادي !.

لماذا نمدد المرحلة الانتقالية ؟ وهل هادي هو القائد المناسب للمرحلة القادمة ؟.

ولكن السؤال الذي يجب أن يطرح ابتداء, كيف وصلنا إلى هذه المرحلة والوضع القائم حاليا والذي يفرض علينا التمديد ؟ وماهي الأسباب والمبررات التي فرضت التمديد؟ بمعنى من هي تلك الأطراف والجهات التي أعاقت تنفيذ مهام المرحلة الانتقالية والمحددة بالإطار الزمني في المبادرة الأممية الخليجية , وفي ظل ضوابطها العديدة وضباطها العددين المشرفين على متابعة تنفيذ بنودها الملزمة وسير آليتها المزمنة على النحو الأمثل ؟, وماذا عن دور الدول العشر الراعية للتسوية ؟ أليسوا الحريصين على استكمال تنفيذ المبادرة ؟ أذن لماذا لم يمارسوا ضغوطاً كافية على الطرف الذي يعيق تنفيذها ؟ ثم أين هي الإجراءات الرادعة والعقوبات اللازمة على الأطراف المعرقلة ؟.

ومن ناحية أخرى فهناك أعداد كبيرة ومجامع كثيرة من الفئة الصامتة (وأريد في عمودي هذا أن أعبر عنهم ) ممن لا تؤيد ولا ترغب في التمديد , ليس لشخص هادي , بل من حيث المبادئ الوطنية والأسس القانونية , ولتجربتنا الطويلة والمريرة كشعوب عربية (مضطهدة) مع قياداتها (الدكتاتورية) التاريخية بسبب من هكذا تمديد !,كذلك لم نرى(حتى الآن) في الواقع الميداني أي أسباب موضوعية ملحة تفرض وتعزز من قناعة التمديد , وكذلك لم نلمس (بتأثير واسع وحجم مناسب)خلال الفترة المنصرمة بروز العامل الفردي والحافز الذاتي للمعني بالتمديد المتمثل بتلك السجايا الشخصية القدوة في الإيثار والبذل والعطاء, والصفات الرائدة والمتميزة في التصدي للمهام الكبيرة والجسام , وعن الكاريزما الملهمة في شخصه القيادي والقدرة على المبادرة والتأثير إيجابا في محيطه الإنساني , تزكيه وتبرر لهُ مثل هذا التمديد الذي يفرض عليه أعلى درجات الالتزام والانضباط في تحمله للأمانة وتقلده للمسؤولية ,وتمثله للسلوك الإنساني الرفيع وقيمه الحضارية الراقية وامتلاكه للأخلاق العالية ومما يؤدي للاطمئنان إليه في السراء والضراء .

ومن هنا جاءت الحاجة الموضوعية والعضوية لوضع ضوابط وشروط للقبول بالتمديد في شكل حزمة من المهام العاجلة والواجبات الملحة للمرحلة الراهنة واللاحقة ,والمتمثلة في قائمة من العهود والمواثيق من الواجب الامتثال لها والتقيد بها لإنجاز التغيير المطلوب في واقعنا المزري والمتردي , وجملة من المزايا والسجايا التي يجب أن يجسدها في سلوكه وصفاته من يرغب بقيادة المرحلة القادمة للتغيير والعهد الجديد والالتزام ببنودها ومهامها العديدة ..ومن يرغب في التمديد .

وهنا أيضا لابد لنا من كلمة نختزل فيها ما سبق ذكره بالسؤال التالي: -

لماذا نمدد لشخص هادي؟ وماذا نريد من هادي أن يجسده ويلتزم به في سماته وأدائه ؟ وماهي المهام والمتطلبات التي نشترط عليه أن ينجزها في الفترة القادمة من خلال منحه مثل هذا التمديد؟ , بمعنى , لماذا نمدد المرحلة الانتقالية التي هي في الأصل ممددة ؟.. والتي كانت محكومة مسبقا باتفاقية وضوابط دقيقة ومبرمجة , وألية مجدولة ومزمنة ! وتحظى بتوافق الفرقاء السياسيين كافة في الساحة الوطنية عامة !.

هذا السؤال تحديدا هو القضية الهامة والمحورية التي باتت تحظى باهتمام الناس جميعا , بل ربما أنها أصبحت القضية الوطنية الأولى الجديرة بالفحص والتدقيق لعلاقتها الجوهرية والعضوية بالتأسيس لليمن الجديد المدني والحديث 

نعم , ذلك هو السؤال الأهم والأعم الذي سوف نعمل للرد الشامل عليه في الفترة القادمة من هذا الحيز المتوفر , وإيفائه حقه من البحث والعناية والتدقيق لوضع معالم على الطريق , وهو الجهد الذي يجب أن يبذل ويوجه لرسم خارطة واضحة الخطوط للطريق الأمثل والأمن للتمديد .والله من وراء القصد وهو ولي الهداية والتوفيق .


في الجمعة 31 مايو 2013 09:36:34 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.net/articles.php?id=20664