حتى لاتكون دمانا رخيصه !
عبدالغني المجيدي
عبدالغني المجيدي

جاء الإسلام ليحفظ على الناس دمائهم واموالهم وعقولهم ودينهم وعرضهم ، حتى أن الكعبه بما تمثله عند الله من تشريف وتعظيم وفي نفوس الناس جعل الله هدمها اهون من إراقة قطرة دم مسلم بغير حق

وبين لنا الله عزو وجل ان من قتل نفسا أي نفس سواء كان مسلما او كافرا بغير حق فكأنما قتل الناس جميعا

قال الله تعالى في كتابه العزيز :( مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرائيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ) (المائدة:32(

وبين لنا سبحانه وتعالى ان حرمة المؤمن اشد واعظم عند الله وان من قتل مؤمنا بغير وجه حق فقد حكم على نفسه بالهلاك الأبدي في الدنيا والأخرة

قال الله تعالى ( (َمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً) (النساء:93(

لقد تعودنا من النظام السابق على هوان الدم اليمني فأفسد القضاء وتلاعبوا بدماء الناس فلا يبت في قضايا الدماء بسرعه بل تتحول إلى سمسرة ومتاجرة بها ومن يدفع يأخذ حقه من غريمه فإن كان غريمه اكثر مالا ووساطه فلا قصاص له ! إلا ان يحكم شريعة الغاب ويأخذ حقه بيده فسفكت الدماء وكثرت الثأرات في غياب متعمد وممنهج للدولة وشغل الناس ببعضهم ليتمكن ذاك اللص واسرته من نهب البلاد والثروة .

وعودنا المخلوع وشلته ان الدم اليمني رخيص لديه ومهان فنراه يعلن ستة حروب مع الحوثيين يذهب فيها ما يزيد عن 22 الف جندي من خيرة شباب اليمن ثم يهادنهم وكأن شيئا لم يكن وكأن آلاف الضحايا والدم المسفوك لا يعني له شئ ويعطيهم الأمن والأمان

وبعد ان قامت ثورة الشعب اليمني المباركه تفائلنا خيرا كبيرا وتمنينا ان تعاد لنا حقوقنا المسلوبه التي ضاعت منا في عهد المخلوع وزبانيته وأول هذه الحقوق الدماء التي تسفك على كل قارعة طريق دون ان يكون لها من يدافع عنها ويرى عظمها ويقدم مرتكبها للعداله والمحاكمه

وكم كانت مصيبتنا كبيرة ليس لأن القتله والمجرمين والسفاحين من اراقوا دماء الشباب اليمني الطاهر في مختلف ميادين وساحات التغيير قد اعطي ضمانة وحصانة فقط فهذه قد عذرنا قادتنا فيها وقلنا ان درء المفاسد مقدم على جلب المصالح , لكن الصدمة تكمن أننا أعطينا هؤلاء المجرمين والقتلة الحصانة دون ان نشترط منعهم من العمل السياسي ودون ان نشترط خروجهم من اليمن لتهدأ نفوس اصحاب الدم ولا يرى قاتل ولده او والده او اخيه يسرح ويمرح في عرض البلاد وطولها بل ويستمر في إجرامه ويحصد مزيدا من الأرواح الطاهرة البريئة تارة بمسمى أنصار الشريعة وتارة أخرى بقطع الطرق وممارسة الحرابة على الأمنين

ثم ننصدم الصدمة الثانية بما جرى في دوفس ومقتل ما يزيد عن 150 شهيد من أبناء القوات المسلحة والأمن واسر ما يزيد عن 73 جندي في عمل اقل ما يقال عنه غدر وخيانة من أنصار النظام السابق وفي مقدمتهم مهدي مقوله

كانت صدمتي ان الأمر مر بسهولة وظاهرة عويل وصراخ واستنكار على صفحات الجرائد والفيس بوك لكن لم يقدم احد من المجرمين المسؤولين عن إراقة دم 150 شهيد في دوفس للعدالة او المحاكمة

رغم ان الحصانة التي منحت للقتلة لاتعني ان لهم حصانة في كل ما سيعلموه إلى قيام الساعة بل إلى تاريخ التوقيع على المبادرة الخليجية فقط وما سيرتكبوه من جرائم بعدها سيحاكموا عليها فلم السكوت على جريمتهم !!ولما تعميق روح الهزيمة والنكبه في قلوبنا وعقولنا وكأن الامر لم يتغير !

ولأن مرتكب جريمة وخيانة دوفس في أبين لم يحاكم ولم يفضح للشعب ولم يتعلم ان الأمر قد تغير وأن دماء اليمنيين صارت عزيزة وهناك من يحميها بإذن الله ويغار عليها ويرفض سفكها ,فقد تحرك سريعا ولم يهدر وقته كما تهدر دمانا بغير حق وخطط لنهر أخر من الدماء وبات يتحرك سريعا بين عدن وحضرموت وابين وشبوة يوزع السلاح ويجند أنصار الشيطان ويحثهم على الصمود والقتال حتى أخر رجل ثم خطط لجريمة السبعين المفجعة بكل المقاييس فضربنا في عقر دارنا وفي مكمن الأمن لدينا وفي قمة فرحتنا لأنه يرى نفسه اكبر من ان يحاسب ويسائل ويقدم للمحاكمة !!!

سؤالي لكل مسئول حر في اليمن ايهمك الدم اليمني ؟! نتمنى ان يتوقف نزيف الدم في اليمن ؟!!

 إذا بالله عليكم واستحلفكم بالله قدموا مرتكبي هذه الخيانة والجريمة البشعة للعدالة التي حدثت في السبعين وراح ضحيتها ما يزيد عن 100 شهيد من إخواننا في الأمن المركزي كائنا من كان وافضحوهم على رؤؤس الأشهاد واقسم لكم بالله ان حياة العشرات بل والمئات من اليمنيين ستحفظ بإذن الله ، أعيدوا لنا ثقتنا بثورتنا وقيادتنا وأننا في عهد جديد مبشر بخير نبني فيه وطننا بعيدا عن هؤلاء المجرمين ألقتله عندما نراهم وراء القضبان ساعتها سنتنفس الصعداء نعلم ان الخير قادم لليمن وان كل مجرم سيفكر الف مرة قبل ان يزهق نفس بريئه لأنه يعلم انه سينال جزائه العادل ولا احد فوق سيادة القانون في اليمن

وإلا تفعلوا سيستمر الدم اليمني بالنزيف وسيستمر ألقتله بالتأمر ولن يردعهم لا مجلس امن ولا رعاة مبادرة خليجيه مالم نكن نحن من يغار ويحمي دمه

a_alghani11@hotmail.com


في الثلاثاء 22 مايو 2012 08:09:58 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.net/articles.php?id=15685