إصابته في الرأس تحوله إلى عالم رياضيات
متابعات
متابعات
 
 

نحتاج في كثير من الأحيان إلى ضربة قوية على الرأس تفتح أعيننا لنفهم الأمور من حولنا بشكل صحيح. وفي حالة جايسون بادجيت، لم تؤدي الضربات العنيفة التي تعرض إليها إلى فتح عينيه فحسب بل حولته إلى رجل عبقري وعالم في مجال الرياضيات، كما منحته مهارات لحل أعقد المسائل الرياضية والهندسية.

ووفقاً لقناة فوكس نيوز، يشتغل جايسون (41 عاماً) حاليا بائعاً في محل بمدينة "تاكوما" بواشنطن، ولكن من المؤكد أنه سيستقيل قريباً، فمهاراته الجديدة ستفتح له آفاقاً ومناصب لم يحلم بها يوماً.

ومن المثير للاهتمام، أن جايسون لم ينهي تعليمه الجامعي كما ليست له خلفية في مجال الرياضيات، وكانت اهتماماته تنصب على الاحتفال والمرح ولكن حياته تغيرت فجأة بعد خروجه من نادي الكاريوكي في تاكوما، بعدما تعرض لهجوم عنيف من قبل مجموعة من اللصوص، الذين لم يكتفوا بسرقته فحسب بل ركلوه بالأقدام عدة مرات على رأسه.

ويسرد جايسون لقناة فوكس نيوز الحادثة قائلا أنه رأى حينها وميضا من الضوء الساطع وسقط أرضاً على ركبتيه واعتقد حينها أن العصابة ستقتله، ولكنها بالعكس منحته أكبر وأفضل هدية تلقاها في حياته وهي عقل عبقري سليم.

وأظهرت نتائج الفحوصات أن جايسون مصاب بارتجاج في الدماغ وطمأنه الأطباء أن حالته ستتحسن بعد فترة قليلة، وبعد أسبوعين اكتشف جايسون مهارات خارقة، إذ بدأ في رسم مخططات هندسية معقدة علما أنه لم يحسن الرسم قط. ويقول جايسون أنه يرسم مخططات لا يعرف معانيها، مخططات هندسية يراها في تصاميم الأشياء التي تدور حوله.

ويوضح الأمر قائلا: "أرى أجزاء وقطع من نظرية فيثاغورس في كل مكان. لكل زاوية وانحناء وشجرة معادلة، والمخططات الهندسية التي أرسمها تعرف علمياً باسم فركتلات أو الهندسة الكسيرية وهي كائن هندسي خشن غير منتظم على كافة المستويات، ويمكن تمثيلها بعملية كسر شيء ما إلى أجزاء أصغر لكن هذه الأجزاء تشابه الجسم الأصلي".

ويوضح جايسون هذه النظرية قائلا: "مثلا عندي 1000 صورة صغيرة لشخص ما فأقوم بجمع كل هذه الصور بطريقة أحصل عليها على صورة واحدة لنفس الشخص ولكن بحجم كبير."

وتداولت وسائل الإعلام الأميركية والعالمية قصة جايسون ووصفته بـ"العقل الجميل"، كما تم إرساله إلى فنلندا لإجراء فحوص على يد بيريت بروغارد وهو أستاذ جامعي في علم الأعصاب والفلسفة في جامعة ميسوري سانت لويس.

وكشف المسح الضوئي أن دماغ جايسون تعرض لأضرار أدت إلى انحراف مناطق معينة عن مكانها الأصلي. وأوضح بروغارد أن معظم الناس لا يستطيعون الوصول إلى هذه الأجزاء من الدماغ، ولكن جايسون وصل إليها وأصبح بفضل إصابته عالماً، وفي حالته تتطور المهارات بشكل سريع تجعل الشخص إنسانا عظيما وعبقرياً.

وجايسون اليوم سعيد بمهاراته الجديدة ويتمنى أن لا تزول هذه النعمة عليه ابداً وسطر أهدافا جديدة لحياته أولها الاستقالة من المحل ودخول عالم التدريس في مجال الرياضيات. وقال "سأظهر للآخرين أن الرياضيات مادة جميلة وسهلة ومنطقية مثلها مثل العالم من حولنا."


في السبت 12 مايو 2012 07:18:56 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.net/articles.php?id=15512