مأرب بين مخلفات الماضي وتطلعات المستقبل
عبدالله الشريف
عبدالله الشريف

يثور الجدل كثيرا هذه الأيام تجاه أبناء مأرب والتصرفات السلبية التي يقوم بها نفر قليل من أبناء المحافظة تتمثل في قطع خطوط الكهرباء وتفجير انابيب النفط وغيرها من الممارسات التي تضر بالمصلحة العامة للاقتصاد الوطني والحياة العامة وسنحاول هنا تسليط الضؤ على هذه الاشكالية التي كثر اللغط حولها واستثمرتها القوى السياسية للمكايدات الحزبية بعيدا عن الحقيقة الغائبة لمعظم الشعب اليمني والمطالب الحقوقية لأبناء المحافظة .

وغني عن الذكر ماتمتلكه هذه المحافظة من ثروات وموارد هامة للاقتصاد الوطني كالنفط والغاز والكهرباء والسياحة

وعلى الرغم مما تمتلكه هذه المحافظة من موارد وثروات فان مكافئتها من قبل النظام السابق هو عملية تجهيل ممنهج لأبناء هذه المحافظة وإغراقها في الصراعات والثارات القبلية التي جعلت أبناء هذه القبائل يعيشون حياتهم في مملكة خاصة وعزلة تامة عن بقية ابناء الشعب .

ان نظرة خاطفة لهذه المحافظة تعود بك الى الخلف وبالتحديد في القرون الوسطى حيث تفتقد المحافظة الى البنية التحتية والمشاريع الاقتصادية بل ان المثير للغرابة والظرافة في الوقت نفسه والذي لايعرفه الكثير من أبناء الشعب ان معظم مديريات المحافظة باستثناء المدينة (عاصمة المحافظة) لاتعرف معنى الكهرباء ولم يتم ربطها بالشبكة الوطنية ولايزال أبناء هذه المحافظة يعيشون حياة (الفانوس ) ولم يعرفوا بعد ماذا تعني الكهرباء لهم .

ان الممارسات الممنهجة التي قام بها النظام السابق للعودة بهذه المحافظة الى القرون الوسطى وحرمانها من حياة القرن الواحد والعشرين , كان لها بالغ الأثر على ابناء هذه المحافظة , التي ظل رجالها الأحرار يرفضون الحكم الاستبدادي ويعلنون تمردهم لطاعة الحاكم المستبد وسياسات التهميش والإقصاء لأبناء مارب , فسعى النظام السابق الى تفريخ المشائخ وزرع عناصر مستأجره تنفذ أجندة النظام في شغل ابناء مارب بالصراعات القبلية , لقد جاءت الثورة الشبابية السلمية لتزرع بذور الامل لدى ابناء مارب في التغيير فكانوا في طليعة ابناء الشعب الأحرار فانتفضت مارب بمختلف أطيافها وتوجهاتها وانتمائتها معلنة الشرعية الثورية ورافضة لشرعية الاستبداد .

اليوم وبعد إشراق فجر الثورة الشبابية وانتصارها وتشكيل حكومة الوفاق الوطني وانتخاب الرئيس هادي تطلع أبناء المحافظة الى مستقبل مشرق والى تلمس معاناتهم واحتياجاتهم

وباعتقادي ان ماجرى ويجري حاليا من قطع لخطوط التيار الكهربائي وتفجير لأنابيب النفط هو نتاج تركة التخلف والاستبداد وشعور الكثير من أبناء المحافظة بالظلم والإقصاء والتهميش من قبل النظام الأمر الذي نتج عنه حالة عزلة وانفصام عن الحكومة وترسخت مايمكن تسميتها بثقافة اللامبالاة بالمصلحة العامة .

حكومة الوفاق الوطني مطالبة أكثر من اي وقت مضى بوضع معالجات جذرية وحلول عادلة ترضي أبناء مارب بما يكفل استمرار توليد الطاقة الكهربائية والتوقف عن قطع التيار الكهربائي وتفجير أنابيب النفط , وفي الوقت نفسه تتلمس معاناة المواطنين ومشاكلهم وتتمثل هذه المعالجات في :

1- العمل وفي أسرع وقت ممكن على ربط جميع مديريات محافظة مارب بالشبكة الوطنية للكهرباء فمن غير العدل والإنصاف ان تستفيد معظم محافظات الجمهورية من المحطة الغازية لكهرباء مارب في الوقت الذي يعيش ابناء المحافظة على الفوانيس

2- تخصيص نسبة معينة من إيرادات الثروة النفطية والغازية المستخرجة من المحافظة لعمل مشاريع تنموية واستراتيجية للمحافظة وفق خطة شاملة يتم فيها اشراك ابناء المحافظة للعمل على النهوض التنموي بهذه المحافظة النائية .

3- تكليف ابناء المحافظة بحماية ابراج الكهرباء وفي هذا الخصوص اقترح تشكيل لجان شعبية تعمل جنبا الى جنب مع أبناء القوات المسلحة والأمن لحماية الأبراج من اعمال التقطع , بحيث تتولى كل قبيلة حماية الأبراج الكهربائية التي تمر في مناطقها .

4- تكثيف الحملات التوعوية والإعلامية الهادفة الى توعية ابناء المجتمع من خطورة قطع خطوط الكهرباء وتفجير أنابيب النفط والآثار السلبية على الاقتصاد الوطني , وان هذه التصرفات تدخل ضمن أعمال الحرابة والعقوبات القانونية التي سيتعرض لها من يقوم بهذه التصرفات .

ختاما: باعتقادي انه لو تم تغطية المحافظة بالطاقة الكهربائية وشعر أبناء مارب بأهمية الكهرباء سيسعى الجميع الى التكاتف ذاتيا لحماية الابراج الكهربائية ونبذ كل من يقوم بمثل هذه التصرفات .

كما ان مانسمعه عبر بعض الوسائل الإعلامية من كيل للاتهامات بين القوى السياسية بقطع خطوط الكهرباء يعد تغييب واضح ومتعمد لمطالب ابناء مارب الحقوقية والمشروعة وانه مالم تتحرك حكومة الوفاق الوطني لمعالجة مطالب أبناء مارب فان هذه المطالب قد تتحول الى قضايا وحراك شعبي من الصعب السيطرة عليه حال انطلاقه وانفجار بركان الغضب المأربي .


في الجمعة 27 إبريل-نيسان 2012 04:20:57 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.net/articles.php?id=15288