عندما يظمأأيوب
خليل القاهري
خليل القاهري

-كأن حاله اليوم كما غنى بالأمس"مكانني ظمآن-شق الظمأ قلبي وأشعل في عروقي الدما"،إنه أيوب طارش الذي وهب عمره لليمن بكل تفاصيلها،ألان بألحانه المتفردة كل القلوب القاسية وأذاب بترانيم صوته كل ذوي الأحاسيس،تقف الأمة اليمنية إجلالا لألحانه الخالدة في النشيد الوطني في كل محفل،خلقه الله فنانا مبدعا وهيأه لما خلق من أجله ولكن ذنبه أنه جاء في بلد يتنكر لكل من يسدي له جميلا،بلد يتصارع فيه الساسة ويتخاصم فيه ذوو النفوذ ويمضغ فيه شعبه أوراق القات كل يوم على دندنات أيوب ويهيمون بكلمات أغانيه ولكنهم ينسون بل يتناسون كل شيئ بمجرد فراغهم من طقوسهم تلك،

أيوب طارش وهب نفسه لليمن وللشعب وللأرض وللسهول والجبال توزعتها فكفتها وزيادة وهاهو اليوم يتوسل من يرثى لحاله ومن يجود متكرما بمنحة علاجية لمتابعة العلاج وهاهو موضع طلب التبرع له لأن ناهبي البلد وخيراته من المسؤولين والساسة والعسكريين يكتنزون الأموال الطائلة للإنفاق على رحلات تفسحهم وأسرهم خارج البلاد ويحصلون على منح علاجية عاجلة لمجرد أن احد أطفالهم أعياه الإرهاق أو فاجأه الصداع،فيما عمالقة البلد تفتك بهم الأمراض وتتلقفهم الويلات ويموتون بحثا عن سبيل لحياة آمنة صحيا ومعيشيا

لم يكن أيوب مناطقياً يوما ما لأنه وحده من علم الناس الوطنية،فهو من تغنى بأمجاد الوطن ومنجزاته وسماواته وأرضه فكانت رائعة"ياسماوات بلادي باركيننا"،وهو من لقن الساسة وأدعياء الوحدة دروس وعبارات الوحدة قبل الوحدة بسنين طويلة وكانت رائعة"النشيد الوطني –وحدتي وحدتي يانسيجاً حكته من كل شمس"،وعشق عدن مبكرا قبل أن يباشرها النهابون بسطو منظم على أراضيها فترنم برائعة"عدن عدن"،وذابت أحاسيسه المخلصة وهو يغني"سحرك ياأرضي فريد"،و"عانقي ياجبال ريمة شماريخ شمسان" وتنقل داعيا للم الشمل قبل أن ينبري"الوحديون"و"الوطنيون" للدفاع عن الوحدة منتهكين كل معاني التوحد فغنى"قد جمع باللقاء والحب شمل الحبايب-بين سيئون والحوطة وصنعاء ومارب"،قبل أن لم يكن يعرف الساسة والعسكر عن سيئون والحوطة سوى أنها ستكون مناطق لاستقطاع هكتارات من الأراضي وأنها ليست سوى مناطق لإقامة مشاريع تخصهم وذويهم

-تغنى العملاق أيوب طارش مبكرا بالحضارة والأمجاد ودعا الى البناء والاعمار والزراعة والفلاحة والصناعة والتجارة قبل أن يتاجر "النخبة"بمقدرات البلاد والعباد فكان أن غنى"عن معبد الشمس كم لك محتجب واحبيب-و"قولوا لمارب متى سده يضم السيول"،حن أيوب كثيرا الى كل ذرة في الثرى اليمني فترنم بكثير ممايدل على ذلك"سلام ياكل ذرة رمل أرضي سلام من اللحية ومن مارب وحتى سهام"،و"مُدوا الأيادي جماعة من الجند لا جماعة"،تساوت عنده تهامة وتعز وذمار والبيضاء وحضرموت والمهرة وشبوة وتمكن من اقناع الناس بفكر الوحدة مبكرا فيما تفنن الساسة في زرع الفتن والأحقاد والضغينة والمناطقية جاعلين من الوحدة سلعة للبيع والشراء فليتهم تحلوا بواحد في المائة مما لديك ياأيوب أيها المخلص في زمن اللأوفياء وأيها الرائع في زمن البؤس وأيها الجميل في الزمن القبيح،

-صحيح أنك ابن تعز وقد تغنيت بجوها وروعتها وأرضها وسماءها ووديانها وسهولها وجبالها ولكنك في ذات الوقت مثلت وطنا بأكمله وبكل ناسه،،فليت وادي الضباب وجبال الأحيوق وهضاب الأعبوس وحامي تعز "جبل صبر" –ليتها-كانت تسمع أو ترى كي تبادلك الوفاء عاجلا وتقيك الحاجة لمسؤوليين معظم وقتهم خارج الخدمة،لقد تماهيت معها وأنت تخاطبنا"والأرض والزرع والدردوش قد ضمنا"وهي كذلك تحس بك كما نحس بك نحن محبوك من العامة والبسطاء والذين لو يملكون بأيديهم حيلة لمنعوا المرض من مجرد الاقتراب منك،،،لك الله ياأسطورة الزمان ومعشوق الناس والأرض والثرى والمطر والزرع والسيل،وثق أنك وأنت تظمأ الآن للعلاج والتعافي فإننا سنكون معك بقلوبنا وسترتفع أكفنا ليل نهار بأن يهبك الله الصحة والعافية وطول العمر وبالمقابل فإن البسطاء والشعث الغبر والعامة سيدعون لك ويدعون على كل من هضم الحقوق وأهان المبدعين وتنكر لأمثالك –فقط-لأنك لاتجيد المجاملات ولاتتردد على مجالسهم كما يفعل آخرون –سندعوعليهم بأن يحكم الله بيننا وبنهم بالحق وأن ينتقم من الظالمين ولو بعد حين،،وثق أن الظمأ لن يشق قلبك هذه المرة وأننا سنسكب دموعنا وفاء وإخلاصا لك بالدعاء والبذل وماأمكن


في السبت 31 مارس - آذار 2012 07:35:32 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.net/articles.php?id=14874