اليوم العالمي للمرأة: الثورة والمرأة
السفير ميكيليه سيرفونه دورسو
السفير ميكيليه سيرفونه دورسو

في الثامن من مارس، يحتفل العالم باليوم العالمي للمرأة وهو يوم مخصص للتأكيد على الحاجة المستمرة للعمل باتجاه المساواة بين الجنسين. إنها حاجة مستمرة لأن النساء في مختلف أنحاء العالم لا يزلن لا يتمتعن بحقوق متساوية مقارنة بالرجل، ولكن في عدة بلدان في العالم اتضح أن النساء لا يتمتعن بحقوق متساوية مقارنة بشقيقاتهن في أجزاء أخرى من العالم.

أما في اليمن، يعاني الرجال والنساء من نفس المشاكل: الفقر والأمية والبطالة وعدم الحصول على الرعاية الصحية .... الخ. بالرغم من ذلك، تعاني المرأة أشد من الرجل في بعض القضايا، فمعدل الأمية يصل إلى 70% بين النساء اليمنيات بينما 30% من الرجال اليمنيين أميين. إن النضال من أجل تعليم المرأة لا يعتبر نضالا من أجل المساواة بين الجنسين فحسب، بل هو نضال من أجل التنمية الاجتماعية والاقتصادية. ففي الواقع وفي جميع أنحاء العالم، بإمكان الجميع أن يرى أن هناك رابطا قويا بين التعليم وحقوق المرأة والتنمية الاقتصادية والازدهار. إن كان اليمن قد تبوأ وللأسف ذيل المؤشر العالمي للفجوة بين الجنسين على مدى الأعوام الماضية، فيمكن لليمن أن يفخر بأنه أظهر نساء متميزات – فملكة سبأ هي مثال بارز من الماضي، ولكن كان هناك مؤخرا قدوات يحتذى بهن كمساعد الأمين العام للأمم المتحدة أمة العليم السوسوة، والمخرجة خديجة السلامي وبالطبع الفائزة بجائزة نوبل للسلام توكل كرمان.

لقد رسخ الاتحاد الأوروبي حق المساواة كسياسة جوهرية في علاقاته الخارجية في كل من المجال السياسي وفي التعاون التنموي. وفي الجمهورية اليمنية، كانت بعثة الاتحاد الأوروبي الرائدة منذ عدة سنوات في تمويل المشاريع اليمنية القيادة والتأسيس الهادفة إلى تعزيز المشاركة السياسية للمرأة، وإلى نشر الوعي بحقوق المرأة، و إلى تحسين مؤشرات صحة المرأة وضمان طفولة آمنة للفتيات اليمنيات وإلى تعزيز حصول المرأة على العدالة والتمويل. وفي الوقت الراهن، فإن حقوق المرأة يجري تُدمج في كافة برامجنا وتظل محورا بارزا لحوارنا السياسي مع الشركاء اليمنيين على كافة المستويات. كما دعمت بعثة الاتحاد الأوروبي المرأة في اليمن في مجالات مختلفة عن طريق تنفيذ مشاريع مختلفة مع عدة شركاء بتكلفة إجمالية بلغت يصل إلى 6 مليون يورو منذ عام 2008.

واليوم، يمثل اليوم العالمي للمرأة فرصة أخرى لتحية النساء اليمنيات على إسهاماتهن الإيجابية في تأسيس اليمن الجديد. فعلى مدى العام 2011، رأينا النساء اليمنيات يقفن جنبا إلى جنب مع أشقائهن الرجال ويشاركن بشكل كامل في الثورة للمطالبة بدولة مدنية حديثة وديمقراطية وبالحقوق وبحياة كريمة وبالأمن والاستقرار. لقد آن الآوان لضمان تلبية هذه المطالب وذلك عن طريق ضمان التمثيل العادل للمرأة في المحاور اليمنية الأساسية بدءا بالحوار الوطني القادم، و عن طريق ضمان الاستمرار في سماع صوت المرأة في كل عمليات صنع القرار على الصعيد الوطني وعلى الصعيد المحلي. ينبغي أن تشارك كافة مكونات المجتمع اليمني في بناء اليمن الجديد ويجب ألا ينسى أحد أن النساء هن نصف عدد سكان اليمن ولا يمكن أن يهمشن.

يقف الاتحاد الأوروبي على أهبة الاستعداد لدعم تحقيق دولة المساواة الحقيقية بين الرجل والمرأة في إطار الجمهورية اليمنية. إننا نشارك المرأة اليمنية في طموحاتها لبناء مجتمع يتمتع فيه الرجال و النساء بالمساواة السياسية والاقتصادية والاجتماعية: مجتمع يستطيع جميع الأطفال فيه أن يتمتعوا بطفولة سعيدة وآمنة؛ مجتمع يعمل فيه الرجل والمرأة معاً للارتقاء بمعايير المعيشة في مجتمعهم. سيبني اليمنيون معا يمنهم الجديد، و سيحمونه معا ..... يمنا جديدا يشمل ويحترم كل حقوق الإنسان الأساسية بما في ذلك المساواة بين الجنسين؛ يمنا جديدا يسمح للشعب اليمني كافة في تنمية بلدهم من أجل الجميع: يمنا جديدا لن يظل بعد الآن حلما بعيد المنال بوجود العملية السياسية الراهنة التي ينبغي أن تكون شاملة وصادقة وعادلة. 


في الأربعاء 07 مارس - آذار 2012 12:44:45 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.net/articles.php?id=14333