حين تصبح العلمانية فكر تفكيكي باستبطان
كاتب/رداد السلامي
كاتب/رداد السلامي

كأحد ابناء حركة الاخوان المسلمون واليها انتمي ،ومن صلب تربويتها تشربت تكويني الاول، يمكن ان اقول وبكل ثقة بالله أننا لا يمكن الا ان نكون هناك حيث توجد القيم الاسلامية الاساسية الصلبة ، ورغم ان فيها من يعمل على الضد من القيم ومرد على فعل ذلك ، فإنني اؤكد ان هؤلاء إما ان مكائد السياسة هي من جعلتهم على ذلك النحو ، بحيث صبغتهم لعنة الميكافللية بهذا السلوك ، أو أنهم يقعون ضمن تيارات فكرية وفلسفية وسياسية لكنهم مردوا على توتيد وجودهم في الجسم الحركي متسنمين مناصب قيادية مكنتهم من فعل الاقصاء والتطفيش خصوصا لمن يحث على القيم الاساسية والتمسك بها مضمونا ، وهؤلاء هم اخطر من اختبرت وجودهم ، إذ ان براجماتيتهم والصياغة الحركية للحركة وفق قرابة النسب والدم او المصالح المشتركة التي رتبتها تحت ستار العمل للحركة فيما هم يعملون لذواتهم هي من تدفعهم الى فعل ذلك ، لأن التكوين الحي لمضمون العمل بالقيم الاسلامية وتجسيد مفهوم الاخاء الاسلامي الذي يمثل احد أبرز أسس الحركة الاسلامية وارتباطها "إنما المؤمنون إخوة " لن يكون بنفسية هؤلاء من حيث احتقار من يحث على القيم الاساسية ووصمه بالسلفية فدعوتنا ايضا سلفية وليس في ذلك عيب الا من المنظور المعلمن الذي شوه المفاهيم والمصطلحات الاسلامية ،أو محاولة دفعه خارج اطار الحركة باستخدام اساليب تلوينية وحصاره في اساسيات الحياة ، كتجويعه ، وما اليها من اساليب لازالت تعمل بها وتكررها .

 

وهي تستخدم الروائح الكريهه حتى في عملها ذلك فهي تقنية تعمل على محاولة تثبيت الشتات الذهني كي لا يستجمع المفكر الحاث على الاسس عقله لانتاج الفكر المقاوم او المكافح للفكر المادي الوافد بكل تسمياته ومذاهبه المستوردة ، وهي تستخدم مصفوفة من الذين تستغرب حقا ظاهر ادعاءتهم ليمارسوا وبكل حقارة النفي التطفيشي عبر الكلمة حتى ، مما يؤكد ان اساليب العمل العلماني المادي جارية باستبطان وبهكذا اساليب ،في محاولة تاصيل وجودها من خلال ترابط ذكي يعمل ضد المفكر او الفرد المسلم الذي يؤكد على ضرورة العودة الى المرجعية التشريعية الاسلامية في الحكم والتشريع والتقنين في كل مجالات الحياة الاسلامية كي يتأسس العدل وتتاسس الحياة بتوازن ناهض.

 

الفرد المسلم المنتمي الى حركة اسلامية اصيلة ذات مسؤلية تاريخية كحركة الاخوان المسلمون حين يجد تلك الاساليب عليه أن لا يتذمر بل يلبس درع التقوى معززا من لجوءه الى الله ومتحديا العمل التفكيكي الذكي والخفي في آن بحيث يكشفه ويشير اليه بقوة قلمه منبها من خطورة صاحبه ولو كان في غاية ما يبدو انه صلاح او لايصدق بأن ذلك يمثل مكمن العمل التفكيكي الخفي واداته الذكية.

 

إن الحياة جملة من التحديات التي يجب ان نواجهها بترابط قيمي وعملي قائما على مبدأ سورة "العصر" ، وإن تنقية مجتمعنا من سموم العلمانية المستبطنة التي تسري بحركة بطيئة اكيدة المفعول هو جهد متضافر ومتكاتف ، وإن تقديم ذوي الافكار المادية والاعتناقات الفلسفية كحملان وديعة وشخصيات نبيله دون التنبيه لاساليبهم هو جزء من تدعيم حركة العلمنة وتبييض سواد جوهرم الملوث بقيم الانتهاك والافساد ، لأن من يفعل ذلك لن يكون الا شخصية براجماتية مستفيدة وتاجر قيم ذكي وجب تنبيهه وايقاظ ضميره بالله أو ابطال مفعول عمله بابطال أساليب عمله .

 

إن ذوي الضمائر الرخوة الذين كتبت عنهم كثيرا كرجل وجد ذاته منفيا من اطاره الحركي والقيمي الذي يمثل مجالا حيويا له ذات يوم من قبلهم هم من يقفون وراء كل تفتيت ذكي لقيم الفرد وتمزيق لروحه وهم من يتواطئون مع هتك عرضه خصوصا حين يكون ذو قلم ذكي ملتزم تجاه فكره الاصيل وتجاه قضايا أمته ومجتمعه واقفا ضد كل اشكال التمنيج الفكري والتمييع القيمي وحاثا على فعل الخير وتاكيد اتجاهاته وتعزيزه في واقع الحياة.

 

إن ذوي الضمائر الرخوة المزدوجة في الفكر والمستبطنة للفكر المادي او التي عاشرت مدة طويلة ذوي هذا الفكر حتى شكلها ببراجماتية غريبة حقا يصنعون فعل النفي والهتك والعدوان والارهاب المشفر ضد القلم الصادق والصلب إنهم يخشون ضمير القلم الملتزم لأنه أصدق فكرا واعمق ادراكا لمكنون عملهم وطبيعة ذواتهم التي شكلها مع المدى التعايش مع الاخرين والذين بدورهم طعموهم بسموم افكارهم حتى خلقوا مع المدى هذه النفسيات ، وهنا تكمن خطورة دعوى التعايش دون الانتباه لمفعول أثره التفكيكي مع المدى.

 

إن الفرد المسلم مطالب بتعزيز اللجوء الى الله وحده ، فالتمسك بالله وطاعته والعمل بالقيم الاساسية وتجسيد الفكر عمليا دون انفصاله عن العمل يعزز فاعلية البقاء والثبات ، وفاعلية القوة المقاومة بجسارة المؤمن الحي قلبه بذكر ربه "والذين اهتدوا زدناهم هدى" صدق الله العظيم.

  
في الخميس 01 ديسمبر-كانون الأول 2011 02:03:33 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.net/articles.php?id=12591