مدارس (قم) و(الحجاز) من التحالف إلى التصارع
وافي مانع عتيق المضري
وافي مانع عتيق المضري

استفاق اليمنيين بعد 33 سنه من حكم صالح على تركيبة جديدة للبنية الاجتماعية للشعب اليمني وخاصة في شمال الشمال فقد أستطاع بسياسة فرق تسد التي انتهاجها تمزيق ذلك النسيج المميز والمعتدل للشعب وكان ذلك جلياً في مذاهبه الدينية حيث كان المذهبين الأساسيين وهما الشافعية في معظم اليمن والزيديه في صعده وبعض المحافظات الأخرى يتعايشان بسلام فلا زيدي يسب الصحابة ولا شافعي يشير بالبنان إلى الزيدية فمسجدهم واحد ومجتمعهم واحد وعيدهم واحد وليقدر احد أن يفرق بينهم ...

إلى أن أدخل علينا نظام صالح المدارس الدينية الجديدة قم الشيعية والحجاز الوهابية وكان الداعم والحليف الرئيسي لهما من أجل التصدي للمد ألإخواني ذو المنهج والفكر الوسطي المعتدل والزاحف على تلك المنطقة . ومن المفارقة أن معقل تلك المدارس محافظة صعده فالشباب المؤمن نشأ وترعرع وتلقى الدعم فيها وأستمد منهجه من المدرسة الشيعية الاثنا عشرية الإيرانية بكل ما تحمله تلك المدرسة من تطرف شيعي يرفض الأخر ويحاول فرض فكره بقوة السلاح كما فعل الصفويين بالشعب الإيراني وتركوا المذهب الزيدي المعتدل والقريب جداً من المذهب الشافعي في اليمن وأصبح الولي الفقيه والحق التاريخي هو المسيطر لدى أصحاب المدرسة الجديده ومن ثم التطلع إلى الحكم وهذا الذي أزعج النظام لان دعمه وتحالفه معهم كان لمهمه أخرى نتج عن تجاوزهم لتلك المهمة ستة حروب أرتكب خلالها صالح ونظامه جرائم وحشية بحق المدنيين العزل الذي ليس لهم فيها لأناقة ولا جمل...

ومن الغريب بعد الثورة المباركة والتي انظم أليها الوحثيين بعد اندلاعها وأيدوا مبادئها محاولة من يسمون أنفسهم بأنصار الله الاستيلاء والتمدد خارج محافظة صعده بقوة السلاح والنار بطريقة استفزازية تعبرعن انتهازيه للوضع القائم مستغلين انهيار الدولة وانشغال الشعب بالثورة بل وصل الأمر بهم إلا أن يحاصروا المدرسة الدينية الأخرى في دماج متحججين بأنها مدرسة تكفر الثوار وتدعم النظام متجاهلين بأن مايفعلوه أشد وأعظم فإن كان للسلفيين فتاوى ضد الثورة فأنتم تطعنوها من الخلف بتصرفاتكم هذه ...

أما مدرسة أخواننا السلفيين القادمة من أرض الحجاز ونجد فحدث ولا حرج ضيعوا التراث الإسلامي وحصروه في ثلاثة أشياء طاعة ولي الأمر وحف الشارب وتقصير الثوب ومن لم يفعل ذلك يلقى أثما يحرمون الانتخابات ولأمانع لديهم من انتخاب الرئيس يسمون ثورة الشعب على الحاكم الظالم خروج ويتقربون إلى الله بطاعة ولي الأمر المجرم السارق القاتل بل ويدعون له في المنابر يختلفون على طريقة الوضوء ويتفقون على تكفير ما سواهم فهم الفرقة الناجية ومن دونهم في النار والمصيبة وضعهم صالح في دماج وسط صعده في معقل الزيدية لا لشئ إنما للاحتكاك بأتباع المذهب الزيدي والحد من تمدد الإخوان وبدل ما كان اليمنيين متسامحين أصبحوا متشددين لا يقبل بعضهم بعض فأصبح الزيدي رافضي والسلفي ناصبي وكل هذا من مخرجات تلك المدارس التي زرعها صالح في محافظة صعده ...

وفي ضل هذا الوضع أريد أن أوجه رسالتين الأولى لأتباع الحوثي وخاصة أصحاب المدرسة الاثناعشرية الدخيلة على المجتمع اليمني وأقول لهم الفكر يقاوم بالفكر والسلاح لن يجدي فالحرب ضد الشعب ليست كتلك الحروب التي خضتموها ضد صالح ونظامه والتوسع الحاصل من قبلكم يثير الكثير من الشكوك خاصة هذه الأيام ونريد منكم الكف عن التمدد وإيذا الآخرين وحسن النية والتجرد والإخلاص للثورة وفك الحصار عن دماج وبعد نجاح الثورة لكل حادث حديث ...

أما الرسالة الثانية فأوجها للتيار السلفي وخاصة أتباع المدرسة الوهابية ونظام صالح أصحاب الفتاوى الجاهزة أتقوا الله في ما تقولون . الشعب اليمني ينهب ويقتل ويجوع وأنتم تبررون ذلك للحاكم متناسين قول سيدنا أبو بكر أطيعوني ما اطعت الله فيكم فإن عصيته فلا طاعة لي عليكم ولا أعتقد إن علي صالح أطاع الله فينا إلا أذا كان نهب المال العام وقتل الناس والسماح للطائرات الأمريكية بقصف اليمنيين طاعة عندكم فهذا شئ أخر وأريد أن أذكركم إن أحد الصحابة رضي الله عنهم رفض السمع والطاعة لمجر أنه شك إن سيدنا عمر اخذ ثوب زيادة عن المسلمين فما بالك إذا كان الحاكم لدية 37 مليار نهبها من أموال الشعب .... 


في الثلاثاء 22 نوفمبر-تشرين الثاني 2011 03:32:07 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.net/articles.php?id=12438