هذا هو سلطان
محمد جمال الدين
محمد جمال الدين

يا موت رفقا بالورى إحسانا ***** أشقيتنا وحَرَمتنا السلوانا

أبكيت ارض الله قاطبةً ولم***** ترحم بها أرضًا ولا إنسانا

حملتها الأحزان مثقلةً وكم *****دمعٌ يقـرح مقلةً أعيانا

فالكون إنسانًا و اوطنةً بكى ***** حزنًا وأبكى من مشى الأطانا

كادت جبال الأرض تهوي حسرةً ***** لمّا الأيادي أسدلت أكفانا

وتجمد الدمع بعين الأبحرِ ***** زمنًا وقد يبقى بها أزمانا

من حقها تأسى وناسي قبلها ***** فلقد فقدنا مهجةً وكيانا

كلٌ بكى شهجاً وحشرجةً وقد***** صار البكاء لجمعنا عنوانا

مات الذي يسقي الُدنا خيرا فمن ***** يسقي القلوب محبة وحنانا؟؟

كانت به الأيام تلقى انسها *****وترى به سلما لها وأمانا

فمن الذي من بعده يعطي لنا ***** أنسا ويعطي مثلما إعطانا ؟؟

ب

(سلطان ) في هذا الزمان منارةً ***** تَهْدي المسير وترشد الربانا

وشعاعها يطوي الدجي ويشيّدُ ***** صرح الضحى ويقوّي الأركانا

فكأنه والخير قد خلقا معاً ***** في لحظةٍ وترعرعا إخوانا

فمن التي يوما ستنجب مثله***** ظنا أرى كل النساء عوانا

حاشا بأن اسم النساء مسبةً***** ما كنتُ يوما ظالما نسوانا

فلربما من بعد قرنٍ تنجبُ ***** أنثى وليداً مشبهاً (سلطانا)

فالله يرسل كل قرنٍ شمعةً ***** تُحي الدنا وتجددُ الاديانا

وتشذب الأنفاس من درن الهوى ***** وتحاصر الشيطان والأعوانا

ج

يا صاحبي إن الحروف لتخسر ***** في وصفه وتبين الخسرانا

حتى ولو قلتُ الحروفَ جواهرا ***** وبنيتُها من لؤلؤٍ بنيانا

ورفعتُها مثل الهَدى أو تشبه ***** بعلوها وشموخها (طوقانا)

ونظمتُ كلّ هنيهةٍ أرجوزةً ***** أو قلتُ في ساعٍ به ديوانا

لكنني سأقول بيتاً علّه ***** بعد العناء يرجّح الميزانا :

\\\"لو كان بعد (محمدٍ) من مرسلٍ ***** كان الرسول لعهدنا (سلطانا) \\\"

 

سلطان ثغرٌ باسمٌ وفؤادُه ***** لا يعرفُ الأحقاد والاضغانا

ولسانُه شهدٌ ترقرق أحرفا***** من حسنها ستظنها قرانا

والبسم يسبق قوله فكأنه ***** قبل الجلوس يقدّم الريحانا

فيفوح عرف الفرْح من أردانه ***** فترى المكان مشعشعا فرحانا

فإذا استمعت لقوله لا ترتجي ***** بعد السماع بلاغةً وبيانا

فكأنه رب البلاعة ينثر ***** عند الحديث جواهراً وجمانا

يروي لك ما تشتهي من قبل ما ***** تُلقى سؤالك أو تحث لسانا

فكأنه يقرا سطور نفوسنا***** ويترجم النظرات والاعيانا

ببساطةٍ في جملةٍ يعطي لك ***** من كل علمٍ نافعٍ أطنانا

هذا هو (سلطان ) أو قل انه ***** مَلَكا مشى بين الورى أزمانا

مَلَكا مشى فينا وكنا نجهل***** هذا الملاك واسمه (سلطانا)

لو كنا ندري أمره قلنا له: *****\\\" يا ايها الملك الكريم حنانا

*****\\\" ياايها الملك الكريم كرامة***** ابدل شرور زماننا احسانا

املا فضاء نفوسنا بضياءك***** يا فجرنا وصباحنا وضحانا

كن عائنا هذا الزمان وأهله***** يا أيها لملك الكريم رجانا

نرجوك أن تكسوالدنا بمحاسنٍ ***** وتخيط من حًبٍ لها فستانا

وانثر شذى الإخاء فينا كي نرى ***** روح الإخاء تحطم الطغيان

وتحطم الشر البغيض بدهرنا ***** فلقد سقانا ذلةً وهوانا

فالكُرْه والبغضاء اشقي دهرنا ***** إنسانه ونباته وحيوانا

فا رفقْ بدنيانا وكن عوناً لها ***** وأعدْ لها إنسانها انسانا\\\"

د

يا صاحبي إن زرت يوماً دوحةً ***** فانظر لها وتفحص الالوانا

فإذا رأيت الغصن مياساً وتحسبه ***** عند التمايل يافعاً سكرانا

والدوح يزهو ضاحكاً ومداعباً ***** خصر الشذى ومدغدغاً اوجانا

قل جازما: قد زار هذي الدوحةَ ***** (سلطان ) أو أهدى لها قمصانا

فتضوع الخير الذي في ثوبه ***** وسما فعانق غيمة لسمانا

فرحا بكى غيم السماء فأرسل ***** دمعا روى الأرواح والابدانا

فاستبشرت كل الحياة كما ترى ***** هذا الجمال الساحر الفتانا

هذا هو (سلطان) ما وطئ الثرى ***** إلا أتى الخير الكثير لثرانا

يا صاحبي قل يا مروج الدوحةِ ***** ادع الإله وسبحي الرحمن

وادعي ل(سلطان ) الفقيد برحمةٍ ***** تغشى الفقيد الطيب الاردانا

فجمعينا ندعو الإله ونسأل ***** بجلاله لفقيدنا غفرانا

فالأرض والإنسان قالا: ربنا *****اجعل ثراه حدائقا وجنانا

واجعل له دارا جوار(محمدٍ) ***** واجعل له بفناءها ولدانا

والحور تسعى قائلات : سيدي ***** مُرْنا نلبي ما طلبت الانا

وختامها صلوا على الهادي الذي***** بمكارم الأخلاق قد ربانا


في الإثنين 21 نوفمبر-تشرين الثاني 2011 08:01:59 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.net/articles.php?id=12431