عدمٌ ملهوف على عتبات الوجود المُحمدي!!
عبد الرحمن العسلي...
عبد الرحمن العسلي...

منثور الوجود في أودية العدم، مسلوب الروح في متاهات الحياة، ضوء ينفذ عبر جُزيئاته في عالم النور، تائهٌ وأيُ تائه، مشردٌ في فضاءات الكمال ، مسكين ذو ابتسامة في عالم النور الأزلي ، ضعيف في ساحة السمو المُحمدي المكسوة بالأخلاق الجميلة ، أداري القدوم عليه بالأمل به ، أُدافع خجلي البريء بفرحتي بالوقوف بين يديه ، أُتمتم بآيات تعودتُ على التعلق بأعتابها عند قدومي على رحلة استثنائية ، يا للحسرة!! لم تطاوعني الآيات على تثبيتي فالرحلة اليوم رحلة الى سماوات محمد صلى الله عليه وسلم ، سأعُيد جملتي الأخيرة: رحلة الى سماوات محمد صلى الله عليه وسلم...

أيتها النفسُ العاطشة، أيها الجسد النحيل المُحب ، أيتها الروح المُثقلة بالآمال ، ايها الوجه المتجمل بالابتسامة، أيها القلم الأنيق ، نداء الى عالمي الخجول ، الى دمعاتي وابتساماتي ، الى طموحاتي و أملي ومعاناتي ، إليَ انا ، نداءٌ عاجل واستنفارٌ كامل ، خذوا زينتكم فأنتم قادمون على سماوات الرسول النبي الأمي ، تجملوا وتطيبوا و تكحلوا ، توضؤوا وأحسنوا وضوؤكم ، أيا ابتسامتي أسرفي في أناقتكِ ، أيا خجلي أبدع في حركات مُقلتيك ، أيا مسكنتي ارسمي على شفتي عجزي ، ارسميه بألوان التذلل والحاجة ، و زيدي تلوينه ببساطتي الفقيرة المُدلــلة، نداءٌ أخير أنْ تهيئوا فلقد حان الوقت للقدوم عليه...

إلهي تعاظم عليَ الخجل والحياء فأرسل معيَ نفحاتِك اللطيفة لأقدمَ عليه بسيطا مُطأطأ الرأس ، الهي هو أفضل خلقك فلا املك سوى حُبي لك لأجعله بين يديَ قُربةً تجمعني به ، على الله توكلنا وبه أستعين ، أسأل الله التثبيت ، ثبتني يا إلهي فلقد بدأ قلبي ينبض حياءً وتقديرا لهذا الرسول الإنسان ، لهذا الرسول الرحيم النور المُضيء درب البشرية الى معالي الأمور و أروعها...

سلام عليك يا رسول الله ، سلام مملوءٌ بالتقدير و الحبِ و الفخر ، سلامٌ ولا أشرف منه الا انت ، ولا أخجل منه الا أنا ، السلام عليك ورحمة الله وبركاته ، أيها الحُب حيث إبداعات الأشياء هي من وحي عظمتك ، يا روحٌ أضافت لمعنى الأرواح شرفا وتكريما وحلاوة ، يا خليلَ الرحمان وعبده المُصطفى ، يا لحن الحياة الباعث لمكارم الأخلاق حياتها من جديد ، يا لون الصفاء الخاتم لمكنونات الجمال والكمال النسبي البشري ، يا رحمة مُهداة تنثر النور في كل الظلام ، تنشر الحياة في الأموات ، تختم بالعدل على كل صفحات الظلم لينتهي ويفنى ، يا خلاصة الرُقي وعلامة التسامح في ذراري بني آدم المتناثرة في قِبلة الزمان ذات المنارات المتفاوتة في الجمال والطول والإبداع...

صلاتي المُتخلقة بأخلاق الفُقراء تناشدني ان أنثرها بين يديك كي تخاطبك و تقول بِلُغتها الريفية الهادئة : جزاك الله عنا أفضل ما جُزي نبيٌ ورسول عن أمته ، بك –بإذن ربنا- تعلمنا معنى السمو والرُقي والتسامح والمحبة والبناء والطموح والنجاح والتفاؤل والصبر والعزيمة والإبداع والتفكير والاحترام والبناء ، بك –بإذن ربنا- تعلمنا بشاعة الدنو والكُره والبُغض والهدم واليأس و الفشل والجزع والكذب والإتباع الأعمى و العنف و عدم تقبل الآخر ، بك أخرجنا الرحمان الرحيم من تقيد الأرواح في الشهوات الى التحليق بها الى عالم التقرب الى الودود ، بك تعلمنا كيف نحمد الرحمان الرحيم ، كيف نتذلل بين يديه ، كيف نُناجيه ، كيف نتقرب اليه ، تعلمنا أن التمسكن وانكسار القوى الطامحة بين يدي العفو سمو وأي سمو ، تشريفٌ وأي تشريف ، تعرفنا على رب الجمال عبر المنارات المُحمدية الموغلة في الارتفاع و الباعثة لنورٍ زيته الرحمة و زجاجته الصدق ووضوح الهدف ، هو محمد صلى الله عليه وسلم و كفى لنا به فخرا...

سأتغنى بالصلاة والسلام عليك يا حبيب الفُقراء ما حييت ، سأزين شفتايَ بها ، وأتقرب الى الله بها كي ترضى لرضاه ، سأجعلها زادي و عُدتي في أفراحي وأتراحي ، سأصلي عليك حين ابتسم بفرحه ، سأصلي عليك حين تتسلل دمعاتي كفصيل مُتمرد ، سأصلي عليك حين أرى الناس مُبتسمين و سعيدين ، وسأصلي عليك حين ارى الفُقراء يستطيعون ارسال عيالهم الى أماكن تضمن لهم تعليما مرموقا ، سأصل عليك حين ارى دولنا تتقدم وتُنجز وتنافس أمم الأرض في الإبداع كل الإبداع ، وسأصلي عليك حين تعترض طريقها المشقات والتحديات ، هي زادي في تحفيز قومي الى الوصول ، وهي زادي كذلك -تخفف المي- ان هم اضاعوا الوقت للوصول ، هي دليلي الى البسطاء حتى يعيشوا سُعداء ، هي دليلي حتى أحاول ان أُبين الحق لمن اضاعوا الطريق ، هي مربوطة بك يا من أُرسلت رحمة للناس كلِهم ، يا رحمة العالمين يا رسول الله.


في الأربعاء 07 سبتمبر-أيلول 2011 07:31:34 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.net/articles.php?id=11533