إذا كان جيل المستقبل يتسكع في الشوارع ،،فلمن تكون التنمية!!!
كاتب/محمد ميقان
كاتب/محمد ميقان

مأرب برس – خاص

مما لاشك فيه أن التنمية دائماً تكون في أولويات الحكومات في العالم ،،ولابد ان تكون هناك أولويات ومفاضلة بين قطاع وأخر،،ومن ستكون الأولوية له،،وبما ان التنمية هدفها الرئيسي هو الإنسان ،والذي قال فيه احد الزعماء"اغلي ما نملكه هو الإنسان" فلهذا السبب اخذ الإنسان الأولوية في التنمية ،،ولولاء الإنسان ما كانت هناك تنمية ولا أعمار في الأرض !فهو خليفة الرب في أرضه،فإذا أخذنا الإنسان بعين الاعتبار وعملنا جاهدين في تنميته واعطيناه الاولوية فسنكون تنمويين ،، ومثاليين ،وناجحين ، وتنمية الانسان ليست بترفيهه وجعله يلبس احسن الازياء ويركب افخم السيارات ويسكن في ارقى العمارات ، لاْ! "تنمية الانسان" تثقيفه وتحصينه بالعلم والمعرفة ،ورفع مستواه العلمي والإنتاجي لكي يواكب متطلبات العصر في شتى الجوانب.

والشعب هو القاعدة الاساسية للسلطة وهو أرضيتها ،فان قمنا بتقوية هذه القاعدة وتمكينها فستكون الارضية قوية وقابلة للتحديات،، وان اهملنا هذه الارضية فستكون هشة ولن تتحمل اي عدوان او تحدي ،،ولن تواكب متطلبات العصر للتغيير في شئ.

•والشئ الغريب في اليمن ان القاعدة والارضية للبلد وخصوصاً جيل المستقبل والذي يجب ان تكون الغاية من التنمية هي تقوية هذا الجيل ،للأسف انه هش ومتقسم ولا توجد له اهداف ولا خطط في هذه الحياة.

*ويقسم هذا الجيل الى عدة اقسام:-

•الاول : وهي الأقلية تعلمت ،، وحرمت من العمل ،،تثقفت ، وتفاجت بالواقع فاستسلمت له.ولديها اهداف مستقبلية ولكنها ترى الوقت لم يحن لتنفيذها الى واقع عملي.

•الثاني : قسم لن يأخذ الثانوية العامة للظروف الخاصة ، فالتحقت بالإعمال الخاصة ، او مجالس القات ، او غيرها من نوادي الفراغ.. فهي كسولة ولا يوجد لها هدف او خطط للمستقبل ،،ومعظمها ابواق للحكومات الفاسدة ،فهي تجيد التعامل مع هذه الشريحة.

•الثالث : شباب لم يلتحقوا بالتعليم من عدمه، ولن يجدوا من يأخذ بأيديهم ،ويفضلون لقمة العيش على كل شيء،فتوجهوا الى الشوارع والأزقة والأرصفة ،والتحقوا بالعمالة قبل ان يبلغوا السن القانوني للعمل..

* فلماذا نحن معاكسين للعالم كله، لماذا نسخر الانسان بكل قدراته من اجل تنمية مصلحة معينة وغالباً ما تكون خاصة ،ولا نسخر بعض مواردنا لتنمية الانسان ،، لماذا البناء والاعمار وتعبيد الطرقات والانسان يموت جوعاً، لماذا نسمع في البرامج الفضفاضة في اليمن ان التنمية ستكون لها الاولوية ، واننا سنرى المدن الفخمه والبروج العالية والشواطئ الراقية قريباً ،، مع ان الواقع العملي لم يظهر شئ من هذا ،، وننسى الانسان والذي هو اغلى ما في الوطن وهو غاية التنمية ،، وهل بأمكان المواطن البائس الفقير المتخلف ان يذهب في نزهة على شاطئ مريح وهو لايجد مايسد به رمقة ، "لا يعقل هذا" ..فلمن نبني اذا كان جيل المستقبل قد اقضي عليه تماماً.!!لمن ؟ للسائحين او المتنزهين في العطل الصيفية .. اذاً العملية استثمار وتجارة خاصة ،وليست تنمية .

يجب ان نبداء بتعليم المواطن وتثقيفه ، وتحصينه من كل الجوانب ،ورفع مستواه التعليمي والانتاجي لكي يصبح مواطن فاعل ومنتج ،ليس كسول ومستهلك. وهو من سيقود التنمية الى الامام ،، وسيساعدنا في ملئ الشواغر التي تاتي كوادرها من الخارج،، وسيساهم في النهوض بالوطن من شتى الجوانب لانه اصبح مخطط لمستقبله ولديه اهداف وطنية يعمل من اجل تحقيقها ، ولن يكون عرضة لتعريض المجتمع للمخاطر الداخلية والخارجية ،وانما سيكون لبنة في مبنى الوطن..وسيقرر مصيره بنفسه ولن يحتاج للأخرين لكي يقبضوبيده او يوجهوه .

*يجب على الحكومة ان تجعل الانسان هو الغاية من التنمية ، وليس استخدامه وتبديد قدراته من اجل تنمية خاصة لايستفيد منها المواطن.

*وعلى الشعب ان ينتبه لنفسه من متاجرة الفاسدين بقضاياه .وان يتجه الى التعليم لان التعليم هو اللبنة الاساسية في بناء مجتمع مثالي ومتحضر ، وليس شرطاً ان ننتظر الحكومة الى ان تأخذ بايدينا ، يجب ان نتجه الى العلم والمعرفه وان نثقف انفسنا حتى ولو كلفنا ذلك ان ندفع غالي الاثمان ، حتى ولو نهاجر ونغترب لفترات طويلة عن بلادنا من اجل ان نتعلم ونعرف ماذا يفعل الاخرون ونستفيد من تجاربهم في الحياة، فاذا كنا كذلك فستكون حكومتنا من هذا الطراز لان السلطة او الحكومة او النخبة الحاكمة مجرد مراءة تعكس شعبها ،،فان كان الشعب متخلف فالحكومة نتيجته ،وان كان مثالي فسينتج حكومة مثالية ..

*يجب ان نعي كشباب اننا جيل المستقبل ، وارضية الوطن ، وقاعدته ، فلا نقع فريسة للبرامج الكاذبه والفاشلة والتي تتاجر بارواحنا ومعيشتنا ، ورهنت كرامتنا بنجاحها . والا سنكون من حقبة الماضي..يجب ان نقود ولاننقاد لاحد غير رب العالمين ، وهذا لايأتي الا بالتحرر من الجهل والتخلف والتمرد على العواطف التي قيدتنا عقود من الزمن .. ويجب ان نقارن انفسنا بمن حولنا وهو اعلى منا ليس بمن يعيشون الكوارث والحروب لاننا بحاجة الى تنمية انسانية ،اقتصادية وبحاجة الى معرفة وثقافة جيدة ،، لسنا بحاجة الى حروب او مجاعات لكي يهددوننا بالجيران المنكوبين ..

*وارجو ان قد وصلت رسالتي الى كل فطن وفطنه من ابناء الوطن السعيد ،، فلا سعادة للو طن الا بسعادتكم .. ولا تنمية الا وانتم مفاتيحها ،، فالتنمية يجب ان تكون من اجلكم ،، ليس استعمالكم من اجل التنمية الزائفة والتي هدفها الوحيد المصلحة الشخصية وجمع الاموال لاطراف معينة .. ويجب ان تكون المصلحة الوطنية هي القاسم المشترك بين الجميع ،، وان لا تتعارض مصالحنا الشخصية معها!!

m_megan2006@yahoo.com


في الأربعاء 07 فبراير-شباط 2007 07:42:34 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.net/articles.php?id=1118