هددنا بالصوملة فتصومل
شيلوب الحميري
شيلوب الحميري

الملايين العطاش المشرئـبَّةْ ** بدأت تقتلع الطـاغي وصحبَهْ

سامها الحرمانَ دهراً لا يرى الـ**ـغيث إلا غيثه والسُّحبَ سُحبَهْ

لم تنل جرعة مـاءٍ دون أن ** تتـقاضاه بحرب أو بغَضْـبَهْ

ظمِئتْ في قيـده، وهْي ترى ** أَكله من دمها الغالي وشُـربَهْ

بهذه الأبيات التي قالها الشاعر والمناضل والصحفي والزعيم الوطني والمفكر والكاتب والروائي الشهيد محمد محمود الزبيري أبو الأحرار أستهل حديثي عن ثورة تترنح بين الوصول إلى الهدف المنشود والبقاء في المربع الذي هي فيه الآن مع محاولة جرها من قبل الـــ(عيال) الذين كبروا جسمانياً وعسكرياً.

وفي معمعة الحرب الإعلامية والثورية التي يحاول كل طرف أن يوظفها لمصلحته لتسجيل أعلى مكاسب سياسية وثورية تستقطب شريحة أكبر للفكر المنادي له والأهداف التي وضعت من قبل كل طرف, ولكن دائماً ما نجد أن الإعلام الثوري هو الذي يسحق غيره بلا منازع تاركاً وراءه وتحت غضبته فتات الإعلام الرسمي المعتمد على فبركة الأقوال والأفعال وإخراجها بحلة ممكيجة ومبهرجة وجوفاء تخلو من المضمون الصادق والنابع من حب الوطن والإخلاص للشعب الذي أعطاهم الثقة يوماً ماء.

وفي أتون تلك الحرب الإعلامية يظهر لنا الرئيس الذي هددنا بالصوملة كمادة إعلامية من قبل النظام, نقرأها تارة كبث الحياة في روح النظام الذي أصبح كالذي يتخبطه المس وتارة نراه مادة إعلامية للاستعطاف والاستجداء لمن بقي في قلبه قليل من التردد في السير وراء ركب الأحرار من الشعب اليمني والالتحاق بميادين التغيير.

لقد تمثل لي التعيس عفواً (الرئيس) بعدت أشكال قالها هو على لسانه أو قالها أحد أزلامه قبل أشهر قام المحروق بسلامته يهددنا بصوملة وحرب ضروس وهاهي المعالم الأولى تظهر على محياه مبتدئة بتغيير صورته ولون بشرته (لقد صدق في هذه وهو كذوب), وكذلك منذ أشهر قال لعلماء الدين في اليمن إنه حفيد الملك الحميري ذو يزن ولكن ما نراه اليوم قد أصبح العكس وتبين لنا انه أصبح شبيه بأحفاد أبرهة الأشرم, فهل نراه يواصل العزم على تدمير اليمن حجرًا حجرًا أم أن صحته لم تعد تسعفه على ذلك. لم أعد أعلم هل هذا هو الرئيس الذي حكمنا 33 عاماً أم أنه أحد لاجئي مخيم خرز أو أنه الوحل الذي قال عليه الصوفي هو ما كان يغطي وجه رئيسه رغم سماعي أن الطين يستخدم لتنظيف البشرة, ولكن يبدو أنه فهم خطأ ووضع وحل لوجهه فأسود وجهه لسواد قلبه. اللهم لا شماتة.

لقد كانت مجزرة جمعة الكرامة هي القشة التي قصمت ظهر البعير فتعالج منها البعير وظهر لنا ولم يعلم أن ظهوره بوجه مشوي سوف تكون الصخرة التي تطرحه أرضاً ولا تعيده.

إن هذا الظهور سيعيد الحماس الثوري مره أخرى بعد أن بدأ يتململ بين تشكيل مجلس انتقالي ووطني وعسكري, وبدأ البعض ببث المهديات في ظل بقاء رموز النظام على كراسيها, وتارة من خلف الحجب, لذلك ظهور الأسود العنسي على شاشة الفضائحية سيجعل الشباب يواصلون اجتثاث ما تبقى من أزلام النظام ولكن بوتيرة أسرع, وأكبر من ذي قبل, وسوف يكون ظهوره محل نقمة على أتباعه؛ لأنه تبين مدى صحته التي كانت طوال شهر محل تحليل وتمحيص على مدى سيطرته على المؤسسة العسكرية الموالية له.

فمن هذا المنطلق يتضح لنا أن المؤسسة العسكرية بيد أبناء زعيم الحرب الصــ(اليمني), ومالي, فالدور آت عليهم الآن, هم وأبواقهم الإعلامية, وستكون المرحلة الآتية فرنًا سياسيًا وثوريًا لحرق باقي وجوه وكروت الــ(عيال) سياسياً وخروجهم إلى جانب صاحب الوجه الموحل.

لذلك جل ما نطلبه من إخواننا في الساحات والميادين أن يشدوا الهمة, وأن يكون التصعيد موازٍ لتطلعات الشعب في المرحلة الحالية والمقبلة, مع عدم التأخير في حسم الأمور واستغلال كل شاردة وواردة في التغييرات السياسية, وجعلها وقود للثورة بدلاً من دفع المزيد من دماء الأحرار وأن يكون التصعيد عاجلاً غير آجل.


في الأحد 10 يوليو-تموز 2011 06:02:24 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.net/articles.php?id=10976