فرصة التصالح الأخيرة
علي الجريم
علي الجريم

فكما إن طريق الجنة محفوفة بالمكارة فان طريق النجاة من أزمة الوطن الحالية لمحفوفة بالمخاطر أيضا فبين شارعي الشرعية الدستورية والشرعية الثورية صدرت الإشارة الصفراء وكلتا الشرعيتين كلمة حق يراد بها باطل مردودة على أصحابها فمتى كان الشارع والدستور محل احترام عند هؤلاء وأولئك .

اللوم والعتب ليس لهما محل من الإعراب في هذه اللحظة إلا أن الحقيقة المرة أن الوطن في خطر قد لا يكون سبيل لدرءة إلا بتحكيم العقل وتغييب الذات والمصلحة والفتوى وكذلك دستور لا يحتكم إلية منذ زمن. لقد عجز اليمانيون عن التقدم للأمام فتقدم الأشقاء الجيران ليضيؤا الطريق وقد اثبتوا بحق صدق النية وحسن الجوار فلا أجد من حل للازمة الخانقة الا القبول بتلك المبادرة كما أرادها القائمون عليها إن كانوا هم الضامنين على تنفيذها فهي من حيث المبدأ والمضمون والتوقيت والحسم - بطلب القبول أو الرفض - لروشتة علاج من طبيب ماهر يعرف مكامن المرض . إن تقدم امراء الخليج كلهم بمبادرة واحدة وبصيغة نهائية لمخرج منطقي بعض النظر ان كان عادلا ام جائرا غامضا أم مفهوما الا انه السبيل الوحيد للنجاة وفقط. ويا ليت قومي يعلمون .

إننا نناشد الجميع بالقبول دون مواراة أو تحفظ ومن ثم طرح المخاوف والتي قد تجد الضوابط التي قد تسد ثغراتها ليقطع الطريق أمام الشيطان أومن تسول لة نفسة المساس بالوطن وبالتالي نمير أهلنا ونحفظ أخانا ونزداد كيل بعير فما حال الاعزا في الخليج إلا كعزيز مصر .

لقد احتوت المبادرة مطالب الأطراف جميعا – طبعا مع حسن الظن بالجميع - فمطلب الشباب رئيس غير ومطلب الرئيس أيادي آمنة صديقة بعيدا عن المشنقة او كما قال وطلب المعارضة السياسية تسوية الملعب السياسي وقد كان لهم ما أرادوا اما الحلم الذي يحلم به غالبية الشعب بان يحكم نفسة بنفسة رافضا الوصاية فهو ليس قاصر وانما منتظر اللحظة التي يقول فيها كلمتة في انتخابات حرة ونزيهة وعندها ستنكشف الأقنعة الا ان الحاجة ماسة إلى الأمن والاستقرار وهذا هو المطلب الفوري .

ايها الشباب ايها الشيوخ ايها العقلاء حتى انتم ايها المجانين بالله عليكم التقطوا اللحظة ولا تكابروا او تمكروا تذكروا قولة تعالى \" استكبارا في الأرض ومكر السيئ ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهلة \"

رسالتي للشباب حافظوا على طاقاتكم وسلميتكم وأهدافكم النبيلة واعتبروا ان الشهر والشهرين والثلاثة لفترة بسيطة فقد عاد رسول الله عن أداء العمرة في الحديبية واجلها لعام قادم وبشروط الخصم وجا الفتح .

رسالتي للشيوخ اللذين اخذوا بيد الرئيس سنون طويلة أكملوا المشوار و خذوا بيده سنين طويلة خارج السلطة فقد انتهت الصلاحية لكم جميعا فتلك بضاعة مزجاة .

رسالتي للفعاليات السياسية عليكم ان تستوعبوا الدرس جيدا فلا للفساد ولا للوصاية ولا لتزييف إرادة الناس مكان فقد استيقظ الشعب .

رسا لتي لكرماء الخليج اصبروا على العنت و لا تتركونا أبدا لا تسمحوا لنا بالسقوط في الهاوية لا تضيعونا وسنحفظ الود وان قدرنا على رد الجميل فمن شيمنا .

رسالتي للاخ الرئيس - اخرج منها أني لك من الناصحين - اكتب التاريخ الذي تريده .

نستطيع أن نعد بغد أفضل ونتمنى أن يحفظ الله اليمن ويجنبها الأزمات فباستقرارها يستمر العطاء .


في الأحد 24 إبريل-نيسان 2011 04:19:44 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.net/articles.php?id=10000