الجميح ... وما خلف السطور
بقلم/ علي السيد
نشر منذ: 13 سنة و 4 أسابيع و يوم واحد
السبت 26 فبراير-شباط 2011 04:11 م

شدني الشوق أن أجيب على "د..محمد جميح " في مقال نشر في بعض مواقع الانترنت "الأخبارية اليمنية" بعنوان " اليمن.. من يجرؤ على الإجابة ؟.."..

حيث ذكر الكاتب أسئلة وعلامات استفهام وتعجب ضمنها في المقال .. فعلل ذلك بأنه يريد إثارة وإقلاق المجيب ليضعه في حيرة وضبابية ..

كما تساءل "الجميح" وتعجب من خروج أبناء محافظة صعدة .. في مظاهرات ومسيرات سلمية ..مطالبين "بإسقاط النظام" .. فخروج أبناء صعدة إلى الشارع أمر طبيعي .. حيث أن أبناء صعدة والمناطق الأخرى هم أول من ذاقوا الظلم بأنواعه المختلفة .. على مدى ست سنوات من حروب أكلت الأخضر واليابس .. ودمرت البيوت وشردت الآلاف من مواطنيها .. وقتل الكثير منهم على أيدي النظام في اليمن فلماذا يتعجب "الجميح" من موقف أبناء صعدة ؟؟.. وخروجهم إلى الشارع ؟؟...

كما أن عشرات ألآلاف من أبناء صعدة تظاهروا وانتفضوا وتضامنوا مع بقية أبناء الشعب اليمني في المحافظات الأخرى .. في المقابل تعج الكثير من محافظات اليمن ويجوب شوارعها مواطنين يطالبون "بإسقاط النظام" ويدعوه للرحيل ..

فكانت الشعارات والعبارات متوحدة ومتساوية في اللفظ والمعنى .. في كل من محافظات اليمن .. حيث أن المتظاهرين يرددون عبارات "الشعب يريد إسقاط النظام" .. "فليرحل عملاء الأمريكان" ..

كما أن المتغيرات التي طرأت على الساحة العربية والإسلامية ..لا تعتبر قدراً محتوماً .. كما يزعم "الجميح" بل تعتبر ثورات وانتفاضات حقيقية تفاجئ بها الأمريكيين ودول الإستكبار .. وفي نفس الوقت أن من يركبون موجة التغيير والإنتفاضات التي قامت بها الشعوب المسلمة هي "أمريكا وإسرائيل"

.. لكي يتسنى لهم أن يوجدوا موطئ قدم في البلدان العربية والإسلامية من جديد.. بعد رحيل وسقوط عملائهم من زعماء العرب ..

حيث تساءل "الجميح" عن ما يجري في اليمن قائلاً "كيف سيكون التغيير ..

متى سيحين ؟..أقول للأخ "جميح " أن التغيير الذي دأبت به الشعوب المسلمة سيكون جذرياً وسيشمل كل أزلام أمريكا في المنطقة .. حيث أن الشعوب قد سئمت من زعماء ظّلوا ولا زالوا يمارسون القمع والظلم والإستبداد.. تجاه أبناء شعوبهم ..وبالتالي تلطخت أياديهم القذرة بدماء شعوبهم ..

 وفي نفس الوقت لا يأبهون بذلك ولا يتحرجون .. فالشعوب خرجت وتريد التغيير في ظل مشروع قرآني بحت يمنع الاختراق وقد نجحت في ذلك .. بل إن إرادة الشعوب فوق كل الإرادات .. وما حصل في تونس ومصر هو خير دليل وشاهد .. فالتغيير قد بدأ .. وهو قادم إلى كل موطئ وبلد يتواجد فيه زعيم أو رئيس عربي "عميل للأمريكان"..

كما أن تساؤلات أخرى ذكرها جميح "ما حجم التضحيات التي يتطلبها التغيير ؟..كم يكفي من المعانات لخروج المولود ..من سيدفع ثمن التغيير ؟....

يا دكتور "جميح" التضحيات التي تخشها لا بد منها .. ومهما كانت كبيرة أو صغيرة .. فالشعوب ستتحمل ذلك .. فهي من طلبت التغيير والله سبحانه وتعالى معها وهو القوي العزيز.. بيده الأمور كلها والمتغيرات في هذا الكون .. هو يملكها وهو القادر عليها .. فأردتٌ أن أذكّرك أن هناك إلهاً بيده ملكوت كل شيء وهو السميع البصير..

أمّا من شأن معانات خروج المولود فلا تقلق لإن الولادة في هذه الأيام لا تتعسّر فأيام معدودة ويسقط النظام في أي بلد يريد شعبه المطالبة في إسقاطه .. أما من سيدفع الثمن ؟.. فأمره بسيط فالنظام والأمريكان هم سيدفعون ذلك فالشعوب لا يعنيها الثمن ..حيث أن دفع الثمن ليست فاتورة كهرباء أو فاتورة تلفون كما يتخيلها الجميح .. بل هي حرية وعيش كريم ..

وفي سياق تساؤلات "الجميح " التي قال من يجرؤ على الإجابة عليها "ما هو مستقبل المشروع الإمامي في ظل التغيير ؟.. ما مستقبل المشروع الإنفصالي ؟.. من المستفيد من التغيير ؟..

يا "جميح" لا تكون عنصري في استخدام مصطلحات قد عفا عليها الزمن ..حيث وإنك آلان تريد أن تسخرها وتضعها كـ "سؤال تُعجز من يريد الإجابة عليه " ..

فأبناء الشعب اليمني أصبحوا أكبر مما تقول وما تتحدث عنه .. حيث أن الكثير من اليمنيين ممن يكتبون ويتحدثون عن اليمن وكأنه في العصر الحجري..إن المستقبل هو للجميع ولن يستثني أحد ومن المفترض أن تدعوا إلى الإعتصام والوحدة ورأب الصدع .. كما أنك في كل خطاباتك وكتاباتك تحاول أن تمزج العنصرية والطائفية والمذهبية .. وتحشر الكل في زاوية ضيقة ..

وتستبعد من تريد وتدخل من تريد وكأن القضية مزاجية ..

كما أن المستفيد من التغيير هي الشعوب المسلمة .. التي تحركت بحفاوة وجّد لترفع صوتها ..لا للذل .. لا لظلم .. لا ..لاستبداد ..لا للعمالة ..

ارحلوا يا عملاء الأمريكان ..كما أن المستفيد الأول والأخير مما يحصل من تحرك للتغيير ..هي الشعوب المسلمة الواعية .. التي تريد أن ترجع إلى القرآن وتعتبره منهجاً قويماً وتفعله في واقع الحياة اليومية وتتحرك في إطاره وفي ظله ..

كما أن الأخ "جميح" تساءل عن " دور الخارج ؟.. وأين سيقف السادة حمد وعبدالله وأوباما ؟ .. وهل ستكون لندن معنية بالتغيير في اليمن ؟..

احيّي الدكتور المخضرم الفائق في الذكاء في طرحه لهذا السؤال .. حيث أنه من المعروف عن دور الخارج .. بأنهم يقفون إلى جانب الأنظمة التي صنعوها .. وهم أحرص الناس في الحفاظ عليها .. وعلى بقائها .. في نفس الوقت ما حصل في تونس ومصر وما سيحصل في بقية البلدان العربية والإسلامية .. تفاجئ به الخارج واقض مضاجعه وأصبح قلقاً للتطورات الأخيرة .. التي شهدها عالمنا الإسلامي والعربي ..

أما من شأن دور حمد وعبدالله وأوباما ؟ .. فمن المعروف أن عبدالله قد أصيب بمرض مزمن الله أُعلم كيف يشفى منه ويعود إلى سِدت الملك .. وعندها لكل حدث حديث .. أما حمد فهو في دولته وإمارته فلا يتدخل فيما يجري في البلاد العربية والإسلامية .. فلا أدري لماذا أقحم "الجميح" حمد بن خليفة أمير قطر؟؟ ..هل يريد "جميح" أن يذّكر القطري بما يجري في اليمن ؟!

.. وهل يريد أن يخبرهم بأن أبناء محافظة صعدة تضامنوا مع إخوانهم في بقية محافظات اليمن .. وخرجوا إلى الشارع لينتفضوا ويتظاهروا سلميا ً بدون رفع السلاح ؟!!..

كما أن محللين ومراقبين سياسيين تحدثوا في الآونة الأخيرة أن الحوثي انتفض سلمياً وأيد مطالب الشعب اليمني .. برحيل النظام وتحول من حركة مسلحة غامضة المطالب .. إلى حركة شعبية سلمية تطالب بإسقاط النظام ..وتقول أنها في طليعة ما يقوم به أبناء الشعب اليمني المسلم ...

كما أن دور أوباما والإدارة الأمريكية تجاه ما يجري في البلدان العربية من إنتفاضات وتحرك للتغيير بات واضحاً .. وأمر مسلماً به .. فقد شكّلت هذه الإنتفاضات مفاجئة كبيرة لإدارة أوباما وأجهزته الإستخباراتية التي يصفها البعض بأنها اقوي جهاز إستخباراتي في العالم ..

كما أن "الجميح" تناغم في سؤاله الأخير عن دور حمد بن خليفة أمير قطر ..

والملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود .. ورئيس أمريكا "أوباما" وختم سؤاله عن دور بريطانيا فيما يجري في اليمن .. حيث إنه من المعروف أيضاً أن هذا الكاتب يسخّر كتابته لتخدم جهات هو يعرفها .. فلم تكن هذه الأسئلة في مخيلته أو من بداهيته .. ولكن هو حاول أن يُغازل هذه الأطراف .. ويلفت نظرهم إلى اليمن .. حيث أن هذه الأطراف تهتم باليمن والملفات اليمنية ..

كيف لا و"الجميح" ردد عبارات متكررة وملحوظات متواترة في أسطر مقاله وهو يتحدث عن مشروع الحوثي ويركز الضوء عليه ..كما أردف قائلاً في الأسطر ما قبل الأخير ..إنه سيقف ضد مشروع الحوثي وسيسخّر قلمه ضد جماعة الحوثي ..

أريد أن أسئل "الجميح" هل باستطاعتك أن تقف ضد مشروع الحوثي بقلمك كما تزعُم .. وفي المقابل عجزت دول تمتلك ترسانات عسكرية ضخمة وتمتلك جيوش ومعدات كبيرة .. كما إن هذه الدول تمتلك مؤسسات إعلامية متطورة مسموعة ومقروءة وتلفزيونية .. وفي نفس الوقت خرج الحوثي منتصراً في شتى المجالات ..فأنا لم أبالغ في ما سردته من وقائع قد حدثت ويعرفها الخاص والعام ..

ولكن كلمة أخيرة أريد أن أقولها لسماحة الدكتور "محمد جميح " عليك أن تفهم أن هناك صراع بين الحق والباطل وكلاً له أهله في التقديم والعمل ..وكما أن لكليهما رموزاً وأعلام وأتباع .. حيث أنه لا يوجد في هذا العالم سوى مشروعين متصارعين..فالأول هو المشروع القرآني البحت الذي أراده الله وارتضاه للمسلمين ليكون بذلك دستوراً إلهياً للحياة بكلها ..

والذي نزّله الله على نبيه محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم .. كما أن المشروع الثاني " الصهيو الأمريكي " والمعروف لدى كل الناس بأنه ينشُر ثقافة الفساد والانحراف والإلحاد .. ورموزه الشيطان وأولياؤه وكما جاء في الأثر " إذا لم تستحي فصنع ما شئت " .

alialsied@gmail.com