وانتهت أسطورة الغول
بقلم/ تيسير السامعى
نشر منذ: 13 سنة و شهر و 15 يوماً
الخميس 10 فبراير-شباط 2011 08:03 م

( إن الأمة مدينة لأولئك الشبان الذين أعتبرهم أجمل وأنبل ما أنجبتهم مصر لأنهم بثورتهم ردوا إلي أملا غاب وراء السحب الداكنة التي تكاثرت في سماء مصر وشاءت المقادير أن أعيش لحظة انقشاع تلك السحب وبروز شمس ذلك الأمل الذي ملاء أرض مصر كلها بضياء ودفء افتقدته طول العقود الأربعة الماضية) هذا ماقاله الكاتب الكبير الأستاذ محمد حسنين هيكل عن الشباب الذين فجروا ثور 25 من يناير في مصر .

إنا بدوري أقول ليس عن شباب مصر فقط بل عن كل الشباب الحر في الوطن العربي لاسيما الذين كان لهم قصب السبق وفجروا ثورة تونس الخضراء فقد جسدوا بشجاعتهم وإقدامهم وإصرارهم ملحمة الإنسان الخالدة و هو يناضل من أجل غدا مشرق يعيش فيه الآخرون سعداء , لقد عزفوا أنشودة الحرية وأغنيه الكرامة وأعادوا للحياة روحها من جديد يحكى عن فجر مشرق يملأ الأرض ضياء وبهجة و يذكرنا بالأيام الخوالي و الذكريات الرائعة ذكريات الثورة و التضحيات من أجل الوطن و التي لم نعد نقرأ عنها إلا في كتبت التاريخ فقط.

لقد ذكرني أولئك الشباب بقصة الغول الذي كتبها الأديب اليمنى الكبير محمد عبد الولي و التي تحكى أن امرأة عجوز ضعيفة في أحد القرى عندما عجزت عن إيجاد دواء لابنها المريض وعلمت في نهاية الأمر أن دواء أبنها الوحيد هو قلب الغول ملك الجبل ذلك الوحش القاسي الذي نشر الرعب و الخوف في القرية صار الكل يهابه , فقررت تلك المرأة الضعيفة أن تقتل ذلك الغول مهما كلفها من ثمن فذهبت إلي مكانه في الجبل ووقفت أمامه بكل شجاعة وإقدام قائلة له (يا غووول كن من شئت مهما تكن قوتك فإنني أم أبحث عن دواء لابني وقد علمت أن الدواء ليس سوى قلبك لذلك أتيت لأخذ الدواء أردت أم لم تريد) لقد انهارت كبرياء الغول أمام شجاعة وإقدام المرأة هنا لم يجد أمامه إلا لغة الاستعطاف و الحوار الكاذب من باب الخوف على المرأة حتى لا تكون ضحية من ضحايا التهور ، لكن إصرار المرأة على منازلة الغول وقتله ورفضت كل دعوات الحوار عندها تلاشت قوة الغول التي لم تكن إلا وهم أمام صمود وإصرار المرأة التي استطاعت آن تقتل الغول و تعود إلى القرية هي تحمل قلبه دواء لابنها المريض ,

هؤلاء الشباب كشفوا للعالم كله إن الأنظمة الحاكمة في الوطن العربي ما هي ألا كذالك الغول الذي كان يخيف ويرهب الناس وفي النهاية انتهى على يد امرأة ضعيفة لقد التي ظلت هذا الأنظمة عقودا من زمن تخيفت الشعوب عن طريق أجهزة أمنية شديدة القمم مستعينة بوسائل الإعلام لكن الآن انكشف أمرها ظهرت للعالم على أنها ليست إلا وهم كاذب ,