هل يعوا أهمية إسقاط ذمار في قلب الموازين
بقلم/ حافظ مطير
نشر منذ: 8 سنوات و 5 أشهر و 12 يوماً
الخميس 15 أكتوبر-تشرين الأول 2015 09:58 ص
الى هادي وبحاح بدل ان تهتموا ببسط سلطة الشرعية وتحرير الجوف التي لا تمثل قيمه إستراتيجة ومعنويه بقدر ما تمثله ذمار.
فذمار تشكل أهميه إستراتيجية على المستوى المجتمعي والعسكري والجغرافي والتاريخي فهل تعي القيادة ذلك.
انه بتحرير ذمار ستقلب موازين القوى وتنقذ تعز وإب وتسقط صنعاء وتجمد صعده.
فعلى المستوى المجتمعي يعتبر ابناء محافظة ذمار لا يؤمنوا بالتعصب الإيديولوجي أو الفئوي المتعصب وانما هو مجتمع يؤمن بالدولة ومن فرض الدولة وسيطر على مؤسساتها سيطر على المجتمع وقاده الى الواجهة التي يريدها. بإعتباره الدوله لا بإعتباره الشخصي وما تجند العديد مع الحوثي الا بإعتباره الدوله وليس بإعتباره الزعيم المقدس نتيجة إستغلال الحوثيين لفقر المجتمع وجهله و وعدهم بالترقيم العسكري الذي يعتبره الغالبية وظيفه يعيش عيلها تعيله وتعيل إسرته بالراتب الذي يتقاضاه لا بإعتباره محارب من اجل فكره او مشروع معين.
اذ أن بالسيطرة على ذمار سيتم إيقاف التجنيد الذي لا زال الحوثيون يقومون به الى هذه اللحظه؛ وخداع الإسر الفقيرة بانهم سيأخذوا أبنائهم للترقيم والتدريب والعودة وتمنية أهل الأبناء بأنه إذا أصيب ابنهم بانه سيكون لهم راتب ضمن كشوفات الشهداء العسكريين وفي منظور أسرة المجند لا توجد مشكله إذا مات إبنهم طالما وهم سيتقاضوا راتبه وسيعيلهم بعد موته فأن يموت واحد ليعيل اسرته خير من أن يموتوا جميعا" من الفقر والجوع.
كما أن بسيطرة الشرعيه على ذمار ستستطع تجنيد إبنائها لإعادة الشرعية وتحرير بقية المناطق وذلك نتيجة لعملية التجهيل و ثقافة العسكر والمحاربين التي كرسها علي صالح خلال فترة حكمه في هذا النطاق الجغرافي الممتد من راس نقيل يسلح الى راس سماره اذا يعرف هذا النطاق ضمن تقسيم صالح بنطاق العسكر.
أما على المستوى العسكري فإن بتحرير ذمار سيتم إيقاف الإمدادات الحوثية القادمة من صنعاء الى كل الجبهات الحوثية في إب وتعز والمناطق الجنوبية بشكل عام وبهذا ستشل مليشيات الحوثي وصالح وتجبر مليشياتهم على التسليم والإنسحاب في كل الجبهات وستنهي الحرب وستشكل حاله من الإنهزام للمليشيا في صنعاء وستتوقف عن القتال تماما" كون الجيش الشرعي سيعزل مركز السيطرة والتحكم المتمثل بالدولة المتمثله بالعاصمه عن بقية المناطق وبعد ان يعزل مركز سيطرة الدولة عن بقية المناطق والمحافظات اليمنية لايجد الحوثي وصالح من يقاتل معهم وسيتخلى الجميع عنهم نتيجة ما ستحدثه لهم من صدمه نفسيه عارمه وسيكون دخول صنعاء دون قتال وستسقط صعده دون مقاومة وسيتم القبض على الحوثي وصالح دون ان تطلق رصاصه إذا لم ينتحرا بعد سقوط ذمار.
كما إن بعد سقوط ذمار ستشهد القوات الشرعية والحكومة التفاف شعبي غير عادي وستتوقف العمليات والجماعات الإرهابية التي تقودها مخابرات واجندة صالح تماما" لأنها تعرف ان صالح انتهى والقتال من أجله أصبح إنتحار من أجل شخص ميت.
أما على المستوى الجغرافي فهي تمثل حلقة الوصل ما بين صنعاء وبقية المناطق اليمنية وتسيطر بعلوها وموقعها الجغرافي على المناطق الجنوبية والمنافذ الشرقية والغربية إضافة الى كونها منطقة مفتوحه قابله لأن تفتح فيها أكثر من معسكر لتدريب المجندين وللحشد لإسقاط صنعاء.
أما على المستوى التاريخي فهي تمثل رمز للحضارة الحميرية عموما" ولذمار بن علي وأسعد الكامل خصوصا" كما أن رمزية البردوني الفكرية النضالية في العصر الراهن الداعية إلى عودة اليمنين الى قوميتهم القحطانية ذات الجذور السبئية والحميرية والمناهضه لكل أشكال التسلط والإستبداد ستجعل من اليمنيين أن يفيقوا من غيبوبتهم لإستحضار هويتهم المفقودة التي عمل الإماميون طمسها خلال حقبة حكمهم لليمن والتي كرسها علي صالح خلال فترة حكمه وسلط مراكز نفوذه واذنابه لتجنيد المجتمع وإخضاعه لصالحه.
كما أن السيطرة على ذمار يعتبر إسقاط للفكر الكهنوتي الإمامي المتمثل بالحوثي اذ كانت ذمار تعتبر رمزية تاريخية للحكم الإمامي كون مدينة ضوران القديمه الواقعه في مديرية ضوران التابعة لمحافظة ذمار كانت تمثل عاصمه لإحدى الممالك المتوكلية.
وبالسيطرة عليها ستكون بعثت في اليمنيين روحهم اليمنية الأصيلة ذات النفس الحميري القحطاني وانهيت ما تبقى للإماميين من نفس كهنوتي.
فهل يعي هادي وحكومة بحاح مركز ذمار في قلب الموازين ويعجل بتحريرها والتي لا يمكن ان تكبدهم اي خسائر بقدر ما تمثله من قيمه معنويه ورمزية تاريخية وعسكرية.