أزمة اليمن بين رجعية الشيخ وثقافة الدكتور
بقلم/ فريد العولقي
نشر منذ: 8 سنوات و 7 أشهر و 19 يوماً
السبت 08 أغسطس-آب 2015 06:09 م
أستغربت كما استغرب الكثيرين الهجوم الذي شنه (الشيخ) سلطان البركاني على شخص (الدكتور) رشاد العليمي الذي وضح جليا أنه نم عن حقد أو كره تخصص فيه الشيخ سلطان البركاني منذ سنوات بحكم جلوسه مع الزعيم مما جعله يفوز بلقب الحاقد الأول في أرب أيدول بين السياسيين اليمنيين بلا منازع.
 إن الشيخ سقط سقوطاً لا خلاص منه في هجومه على الدكتور والذي لخص جليا حالة الأزمة الحقيقية في اليمن والتي تتضح في الرؤية الوهمية للمشايخ والرؤية الحقيقية للمثقفين فأزمة اليمن مازالت بين صاحب علم وثقافة ورؤية وفكر وبين شيخ لا يفهم في دنياه إلا لغة السلاح والقات والقبيلة وطول اللسان بطريقة فرش الملاية لكل من يختلف معه سياسياً أو فكريا.
إن المشايخ مازالوا يتطلعون إلي عقلية القبيلة والمشيخة والفكر الرجعي وثقافة الغاب وبلطجة الطرح وبلطجة السلوك والأفعال الشاذة عن محيط المجتمع اليمني الذي يتقبل الأخر مهما فعل.
إن هجوم الشيخ كان معبراً عن رؤيته ورؤية زعيمه الفاشل سياسياً وأخلاقياً، فالشيخ والزعيم كلاهما مازال ينتميا إلي عصور التخلف والرجعية، وهما الذين جعل اليمن في هذا المستنقع وعليه يقع وزر الأفعال التي تحدث داخليا وخارجياً بسبب أفكارهم الرجعية التي سببت الدمار والخراب للأخضر واليابس.
لا أحد يمكن أن ينسي ماذا فعل السياسي والملياردير المصري أحمد عز المصري في بلاده عندما وضع على كاهله الدفاع عن الحزب الوطني في موقفه المشروعة والغير مشروعة وأيضا عندما خاض الحزب الوطني الانتخابات وأخذ بتزوير كافة المقاعد دون أن يترك مقعد واحد للمنافسين فجعل الناس تنقلب على الرئيس مبارك الذي فعل وأنجز لمصر ما لم ينجزه على عبد الله صالح والذي يعد أقل رؤساء الربيع العربي فساداً.
وكذلك فعل الشيخ سلطان مع (الزعيم) حيث أوهمه بأن يتم خلع العداد وتصفير العداد فضيع زعيمه وضيع نفسه وضيع العداد.
إن الشيخ أصبح غير قادر على قياس الواقع المحيط وغير قادر على أن يتجاوب مع تغييرات العصر .. فعقلية القبيلة مازالت مسيطرة على الشيخ المسكين الذي انزلق في براثن السقوط الأخلاقي قبل السقوط السياسي التي سقط فيها منذ سنوات بحكم الفتن التي أتقنها بين الناس هو وزعيمه.
أما الدكتور فيري اليمن دولة الفكر والحضارة والثقافة والعلم والمستقبل الذي يجب أن تتبوأ اليمن مكاناً مرموقاً يليق بها بين جيرانها بسواعد جيل عظيم من الشباب الذين يبهرون الدنيا في العلم والأدب والثقافة والأخلاق.
أما الشيخ فمازال يري اليمن مجموعة من قُطاع الطُرق وبالتالي فهو يري اليمن مجرد غنيمة ونفوذ ومجموعة من الأبقار يمكن أن يسوقها كيفما يشاء ووقتما يشاء عن طريق أصحاب المصالح والنفوذ وأصحاب القلوب المريضة والضمائر الميتة، هذا هو الفرق بين الشيخ والدكتور، واعتقد أن إشكالية اليمن الدولة تتلخص فيما تمخط من خلاف بين قوي التقدم التي يمثلها الدكتور وقوي الرجعية التى يمثلها الشيخ.
فالشيخ سلطان لم ولن ينسي عقلية القبيلة التي توارثها جيلاً بعد جيل وحقد بعد حقد، أما الدكتور فمستحيل أن يضحي بتاريخه الضخم مع العلم ورصيده الطويل مع احترام الناس من أجل أن يرضي الزعيم وأصحاب الرايات الحمر.
إن الشيخ مازال يعيش بين كهوف الماضي ويعيش بنظرية الجمود الفكري، والرؤية المريضة لدولة أقل ما يقال عنها أنها عظيمة.
 أما الدكتور فمازال يري اليمن بلاد الحكمة والعلم والمستقبل الباهر الذي يمكن ان يقود المنطقة لحياة افضل للبلاد والعباد .
والتاريخ مازال أذكي مما نتصور فهو القادر على أن يفضح ماضي الشيخ الغير نظيف في السياسية وربما في أشياء أخرى.
كنت أتمني من الشيخ أن يضع مصلحة اليمن فوق كل اعتبار ،وكنت أتمني أن يكون الشيخ بحجم المسئولية التي فرضت عليه وفرضت علينا وكنت أتمني من الشيخ أن يعود إلي رشده لا أن يعود إلي صباه ويمارس تقاليد الأطفال في شتم ورجم من يكبرونهم قدراً ومقاماً وعلماً.
كنت أتمنى من الشيخ أن يتعلم فنون الحديث عن مفهوم الدولة والسلطة وطريق تقدم الشعوب وقراءة تاريخ الامم ولكن الشيخ فضل قراءة كتاب عودة الشيخ إلي صباه عن قراءة تاريخ الشعوب وتطور الأمم .
كنت أتمني أن من الشيخ ان يستبدل عملية القلب المفتوح بالعقل المفتوح، ويفتح قلبه وعقله لليمن أرضاً وشعباً ، ولكن الشيخ توقف نموه السياسي والعقلي واصبح غير قادر الا رؤية مصلحة الزعيم فقط دون اكتراث بمصلحة الارض والوطن .
فالشيخ مازال يعتقد ان اليمن علي عبد الله صالح ، اما الدكتور فيرى اليمن في نظرة الامل التى تملاء عيون الشباب الحالمين بوطن يكرث عبادة الله والتراب لا عبادة الاشخاص والمناصب والاموال .