آخر الاخبار
مآلات المقاومة بعد النصر 2 – 2
بقلم/ علي بن ياسين البيضاني
نشر منذ: 8 سنوات و 7 أشهر و 25 يوماً
الأحد 02 أغسطس-آب 2015 09:11 م
أشرت فى الجزء الأول من المقال إلى دور المقاومة العظيم في تحقيق النصر وواجبها للحفاظ عليه ، ونشير هنا إلى واجب الدولة المفترض نحو المقاومة ، كي تجعلها سندها الحقيقي في قادم الأيام ..
دولتنا وأنظمتنا السابقة والحالية للأسف لم تستطع خلال الخمسين العام الماضية أن توجد جيشًا وطنيًا يأتمر بأمر الشعب ، ويحتكم لقراراته بل للأسف جاءت هذه الحرب الأخيرة ، وعرفتنا الكثير عنه ، لتكتشف الدولة في لحظة هامة أنها دولة بلا جيش يحميها ويحمي الوطن والمواطن ، بل جيش يقتل شعبه ، فكانت المقاومة والتي ولدت من رحم المعاناة ، ولم تستطع الدولة حينذاك أن تقدم شيئًا لهذا الشعب المطحون ، بل فرت من مواقعها إلى دولة أخرى خوفًا على كيانها وحياتها من البطش ..
لكننا الآن نقول : ما هو واجب الدولة نحو المقاومة التي أعادت للدولة كرامتها : نرى أن على الدولة كواجب إلزامي هو عدم إعطاء فرصة للمتطفلين والخائضين في وحل الفتن والتخريب والتدمير أن تستوعب كل هذه الطاقات الكبيرة من رجال المقاومة ، وتتجرد نحوهم دون الإلتفات إلى مناطقية وفئوية أو حزبية بل لانتمائهم للوطن ، والتي نراها الآن حاصلة من خلال التجنيد لبعض مناطق دون بعض ، وقد سمعناها كثيرًا من بعض رجال المقاومة وبحرقة يتألم ، أنه تم توظيف من أبناء مناطق يافع وأبين وتم استثناء أبناء عدن ، ومن ذلك ما حصل في معسكر بالبريقة أنه تم استثناء بعض المقاتلين من أبناء دار سعد ، وقدوم آخرين بعدهم وتجنيدهم وتسليحهم وهم يشاهدون ، فوجب التنبيه لأن مثل هذه الأعمال تنهش في جسد الدولة وتثير سخط الشعب عليهم .
ثم بعد ذلك نقول أن صفوف المقاومة تعج بالشباب القوي الذي لا يملك وظيفة ، وكذلك الشباب الطموح المؤهل دراسيًا لكنه دون وظيفة تناسب مؤهله ، والشائب الذي أخرجه الباطل ، والمحروم من وظيفته التي كان يومًا ما يقتات منها ، ولذلك فعملية الإستيعاب قد تشمل صور شتى من المعالجات منها التجنيد في صفوف القوات المسلحة والأمن لمن يرغب ذلك ، وقد يكون توظيفًا في مرفق حكومي لأصحاب المؤهلات الدراسية ، وقد يكون منها تحسين الوضع الوظيفي لمن هو موظف ببدلات مالية ، وقد يكون من ضمن المعالجات تقديم إعانة شهرية لمن هو غير مؤهل لشغل أي وظيفة ، وقد رأينا من يقاتل بعكازين ، ثم لابد قبل ذلك الإعتراف من قبل الدولة بفضلهم في تحقيق النصر ، واستعادة هيبتهم ثم تكريمهم التكريم اللائق بهم .
وفى الجانب الآخر قد يظهر بعض أصحاب الأفكار المختلفة من المقاتلين ، والذي ربما ارتبط بعضهم بأفكار متطرفة مختلة ساهم في نشرها وإيصال الشباب إليها هو وضع البلاد الإقتصادي المزري فصاروا بلا هدف فى الحياة فتم اكتساب الكثير منهم تحت ضغط الظروف الإنسانية الصعبة ، ولذلك فعلى الدولة إيجاد مراكز تأهيل متخصصة للنصح والتوجيه والإرشاد في كل المحافظات لاستيعاب هؤلاء الشباب وإقناعهم بعيدًا عن المعالجات الأمنية الجامدة التي ارتبطنا بها بحكم الضغط الأمريكي الخبيث ، وتوفير الوظائف المناسبة لاستيعابهم الإستيعاب الأمثل ، لأنهم فى الأخير هم أبناؤنا ، والتركيز فقط على الحل الأمني كحل وحيد أعتقد أنه لن يخدم القضية ، وعلاج أصحاب الأفكار لا يكون إلا بفكر يقابله ويحاججه ليبطله ..
ثم فى الأخير على الدولة ، وفي هذه المرحلة بالذات عدم الوقوع في خطيئة التنكّر والتنصّل من كل من قدّم حياته لتحيا أيها الوزير أو المسؤول وتتربع على كرسيك الدوّار ، وتنسى فضل من أوصلك لتستقر عليه ، فإن حدث ذلك فأظن أن الكراسي ستتهاوى يومًا ما بكل اللئام ناكري الجميل ..