أطفئوا الحوثي كما أشعلتموه ..!!
بقلم/ خالد زوبل
نشر منذ: 9 سنوات و 3 أشهر و 12 يوماً
الإثنين 15 ديسمبر-كانون الأول 2014 08:54 ص

ما تزال قوى الثورة المضادة من المخلوع والحوثيين ودول الجوار وإيران وأمريكا تمكر باليمن، ولا تألُ جهدا إلا وبذلته للانتقام من قوى الثورة ومن الإسلام السياسي خصوصا المتمثل في التجمع اليمني للإصلاح ثم في مصالح جانبية خاصة لكل منهم، وإن كان الجميع مجمعون على حرب الأخير. لكن حين اجتاحت ميليشيات الحوثيين بتعاون قوات الحرس الجمهوري التابع للمخلوع وبتغطية دولية وإقليمية مفضوحة، لم تجد أحداً تقاتله. وهنا بدأت حرب المصالح، بين الأحلاف على الأعلاف، وشعر الحلفاء ورعاة الانقلاب فداحة خطأهم من تقوية الحوثي، وإن كانت إيران وروسيا قد رقصت طرباً بذلك، لمقايضتهم اليمن بسوريا، والتخلي عن بشار لأمريكا مقابل أخذ اليمن لقمة سائغة كولاية تابعة لها وورقة ضغط على دول الخليج بالذات، وعلى اقتصادهم البحري والحدودي.

وفي خضم ذلك تتوالى سقوط المحافظات وتسليمها للحوثيين، في عمليات مشبوهة من التحالف المشئوم بين المخلوع والحوثي، لكن المؤكّد أن الانفصام قد وقع وبدأ الشرخ، ويدل عليه الانتقادات والحرب الإعلامية بين الطرفين وتبادل الاتهامات بين هادي والمخلوع والرعاة وغيرهم.

وما يجري الآن هو حرب مصالح بين النفوذ الأمريكي الإيراني من جهة، وبين النفوذ الخليجي من جهة أخرى، والوقائع على الأرض تقول أن موازين القوى بيد الحوثيين والمخلوع فقط، مع تقدم الأول وتجاوز إيران وضحكها على الجميع، في خطوات متسارعة وطيش جنوني، عبر فرض خارطة تشكيل دولي جديد في سوريا والعراق واليمن، لُيراد لإيران في اليمن نسخة طبق الأصل من حزب الله اللبناني بميناء بحري وسلاح دولة متكامل، وتوسع واضح بالاستيلاء على صعدة وعمران وصنعاء وأرحب، وستكون المحطات القادمة ذمار والبيضاء وإب والحديدة وربما تعز، وإن كانت قد وصلت مناوشات مراهقي الحوثي إلى هذه المحافظات جميعا.

ويستمر التحالف الانقلابي بمطالبة الإصلاح بالإنقاذ في عمران وصنعاء وأرحب، كتماسيح تطالب أسدا بالقفز للنهر لإنقاذ لبوة جريحة، والتماسيح على أطراف النهر من كل جانب ينتظرون الفرصة للإنقضاض عليه.

وصدّق بعض هذه التماسيح علماء من وراء حدود، وتنادوا يصيحون : البِدار البِدار، أدركوا الإسلام ، واحذروا من المد الرافضي !! في صيحات نشاز ظاهرها حلوٌ وباطنها قبيح! وقد كانوا بكماً عن الظلم السافر الذي سلق الضحايا في كل بلاد من ساداتهم ورؤوسهم.

ثم صدّق هذا بعض الغيورين من المخلصين الأحرار، ينادون الإصلاح بالتدخل، لإنقاذ ما تبقى من الوطن المغدور.

أما إن العواطف عواصف، والعواصف نواسف، وإلقاء الكلام على عواهنه بدون دراسة كافة أبعاد المؤامرة والسيناريوهات المحتملة، يعد انتحارا في ميزان العمل السياسي والشعبي على السواء. ولا بد للإنقاذ، ولابد ليد الإصلاح أن تعمل، لكن حين يريد هو، لا حين ما يُملي عليه الآخرون، وبشروطه هو لا بشروط النازيين الحلفاء!

وإنّ من كبرّوا الحوثي وعظموه، وكانوا يفتحون له الطرقات والشاشات والميادين ويتسولون الشرعية الدولية لإجهاض الإصلاح، قائلين لمراهقة الحوثي: من هنا الطريق، دونكم غريمكم فاقتلوه! هم اليوم المعنيون والمطالبون بكبح جماحه وتحجيمه وإعادته إلى وضعه المدني ونزع سلاحه.

هؤلاء حين أعماهم الحقد على التيار الإسلامي، صاروا يكتبون نهايتهم، في خطوات استراتيجية عبيطة، تقوّي إيران، وتزلزل أركانهم، في نفس الوقت، ولا تحقق لهم ما أرادوا سوى الانتقام من أحجار، أو من رجال قد عقدوا الصفقة مع ربهم، فلا يضرهم ما ستؤول إليه الأمور من الحسنين : الشهادة أو النصر.

هلموا فلتصلحوا ما أفسدتموه، ولتقيموا ما عوجتموه، ولتقدموا البطل المغوار، الكرّار الفرّار ، أحمد علي ابن الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، فقد حدثتني جدتي عليها السلام ببطولاته رغم أني لم أر منها شيئا، فليجربها على الأرض، وليستعيد كرامة اليمن ، والخليج على حدًّ سواء. ونعدكم كمواطنيين يمنيين، ناهيكم عن الإسلاميين بالوقوف خلفه في معركة التحرير، وتقديمه كبطل الملحمة الكبرى والمنقذ بالوكالة، بل وسنختاره رئيسا إن أردتم ذلك، فاليمن أبقى لنا، وسنضحي بأجله بالنفس والنفيس، ضد المشروع السلالي الفارسي، لنحمي بلادنا وما وراءها.

أما أن تفكروا أن تقذفوا بمن تريدوا لإستهلاك الإصلاح أو غيره، في حروب أهلية، بلا مسّ من ريح العذاب، فدونكم البحر قريب للشرب منه، ولن يُلدغ المؤمن من جُحرٍ مرتين.