الجنوب .. أول غيث مؤتمر الحوار
بقلم/ عارف الدوش
نشر منذ: 10 سنوات و 11 شهراً و 20 يوماً
الأحد 07 إبريل-نيسان 2013 10:39 ص

•مخرجات الجلسة الأولى أو المرحلة الأولى من مؤتمر الحوار الوطني كانت مبشرة بالخير، مفرداتها سارة ونقاشاتها متوترة لكنها صريحة في الجلسات العامة وفي جلسات اللجان، هناك إصرار من قبل غالبية المشاركين في مؤتمر الحوار على ضرورة أن تأتي مخرجات الحوار كرافعة جديدة في الاتجاه الثوري التغييري خاصة فيما يتعلق بالقضايا الهامة المفتاحية للتغيير، \\\"القضية الجنوبية وقضية صعدة\\\" لا يختلف اثنان على أن الشفافية وسخونة النقاشات حول القضيتين هي التي كانت وراء المخرجات التي نستطيع القول عنها أنها أول غيث مؤتمر الحوار الذي نريده غيثاً مدراراً يغسل أدران البلاد والعباد ويروي شجرة التغيير والحرية لتنبت ساق وفروع وأغصان الدولة الاتحادية المدنية الديمقراطية الحديثة.

•لم يعد هناك بصيص أمل لمعرقلي الحوار في الداخل والخارج المتواجدين في الغرف المظلمة أو المتوارين خلف الصمت أو \\\"اللعب بالبيضة والحجر\\\" لم يعد هناك متسع من الوقت للمناورات وممارسة لعبة الحبل بالشد والإرخاء وفقاً لتكتيك \\\"شَعَرَة معاوية\\\" المتداول في عالم السياسة الزئبقية بعد مخرجات الجلسة الأولى أو المرحلة الأولى للمؤتمر التي قالت بوضوح أن الأمل الذي يتحدث عنه السياسيون والكتاب والمتابعون ويترقبه ملايين اليمنيين واليمنيات بشوق وتلهف بدأت معالمه تظهر جلية واضحة من خلال البيان الختامي للجلسة الأولى لمؤتمر الحوار الوطني.

•فقد حمل البيان الختامي توجهاً ثورياً واضحاً في ما يتعلق بالقضية الجنوبية من خلال تأكيده على تنفيذ الـ 20 نقطة وكذلك إصرار الناس على ضرورة السير قدماً باتجاه الحلول المرضية لجميع الأطراف، فكانت مخرجات الجلسة الأولى لمؤتمر الحوار الوطني هي الرد العملي على التشكيك والإشاعات التي أطلقتها ولا زالت تطلقها مطابخ إعاقة الحوار وتجيير مخرجاته لصالح التوجهات الصانعة للنكسات والأزمات والارتداد والنكوص وهي مطابخ تآمر تقودها وتعمل بها قوى خفافيشية تتلون وتعيد تحالفاتها وفقاً لمصالحها ويعرفها الشعب اليمني جيداً فقد خبر ألاعيبها واكتوى بأساليبها الملتوية، فهي قوى معتادة على المراوغة والتخفي والسكوت والصبر والتحمل وفي الوقت نفسه تعمل بشراسة مستخدمة كل أنيابها ومخالبها الجارحة.

•وفي ما يتعلق بالقضية الجنوبية مفتاح نجاح أو فشل وانتكاس مؤتمر الحوار والتسوية السياسية هناك وضوح بأنه لا تراجع عن السير باتجاه الحل الذي يخدم اليمن ويحافظ على وحدتها وأمنها واستقرارها وهو ما تحدثت عنه المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية بوضوح، صحيح أن الحوار بلا سقف، ولكن هناك شبه إجماع بين المتحاورين بأن الحلول سواء للقضية الجنوبية أو قضية صعدة ستتحقق في ظل المحافظة على وحدة اليمن وأمنه واستقراه ولكن بشكل جديد يحترم التنوع ويحقق المواطنة المتساوية ويؤمن بالمشاركة المجتمعية الفعلية لا الشكلية.

•ومن يشكك أو يقلل مما تم إنجازه أو يعزف على وتر خيباتنا السابقة في الحوارات والوثائق التي توصلنا إليها لن يحصد إلا الريح فهذه المرة الناس متفائلون لأن الضمانات حقيقية وملموسة فرعاة التسوية العشرة هم الضمانة الحقيقية لتنفيذ بنود التسوية التي لابد لها أن تصل إلى دولة يمنية اتحادية مدنية ديمقراطية ولن يسمح المجتمع الدولي بعرقلة العملية السياسية أو إنتاج شكل هجين غير معروف الملامح لأن ذلك قد يؤدي إلى انفجار أكبر بعد فترة بسيطة سيكلف الأمن الإقليمي والدولي مخاطر جمة.

•وهناك مخاوف جدية من تصعيد محتمل بطرق متعددة لتخفيف مخرجات مؤتمر الحوار وخاصة من القوى والأطراف التي فقدت مصالحها أو التي تشعر بأن نتائج مؤتمر الحوار ستسحب بساط الهيمنة السياسية والعسكرية والإقتصادية من تحت أقدامها ولن يكون طريق مؤتمر الحوار سالكاً أو مفروشاً بالورود، فهناك تحديات حقيقية وكوابح ظاهرة ومستترة لكن كل ذلك معمول حسابه وتتوقعه قوى التغيير ورعاة التسوية الذين أعلنوا صراحة وبدون مواربة بأن هناك اتفاقاً دولياً على استقرار ووحدة اليمن، وأن الحلول للمشاكل والقضايا العالقة يجب التوصل إليها تحت سقف الوحدة بشكل جديد وليست تلك التي كادت تمزق اليمن وغير مسموع بأي جنوح نحو التعطيل أو العنف.

•لقد كان البيان الختامي للجلسة الأولى لمؤتمر الحوار واضحاً بما فيه الكفاية وكذلك وثيقة مطالب فريق القضية الجنوبية وما دار من نقاش حول قضية صعدة وإن تعثرت أعمال فريق صعدة أن الحلول تحت سقف الوحدة ولكنها ليست تلك الوحدة التي كادت تمزق اليمن وتفجرها أشلاء بل هناك إيمان وإصرار عميقان بضرورة أن تتجه الحلول نحو الإنصاف والاعتراف والاعتذار سواءً للجنوب أو لصعدة، وقيل كلام واضح واتخذت مواقف بشفافية كلها قالت بضرورة إرساء الأمن والاستقرار والسلام الاجتماعي القائم على احترام مكونات اليمن الثقافية والإجتماعية والجغرافية والإقتصادية والقبول بالعيش المشترك بعيداً عن الهيمنة والوصاية والاستئثار والاستحواذ.

•ويبدو أن المرحلة الثانية من مؤتمر الحوار الوطني ستنطلق متزودة بمخرجات المرحلة الأولى صوب تحقيق معدلات مرتفعة من المخرجات الهادفة لتأمين النتائج المرجوة في ما يتعلق بالوصول إلى الحلول المرضية المتوافق عليها ولا يلغي ذلك أن هناك أطرافاً ستعمل على صناعة التأزيم وتعقيداته.

•أخيراً : الناس في جنوب البلاد وشمالها منتظرون لقرارات وإجراءات جدية تلامس جوهر الحلول للقضية الجنوبية وقضية صعدة تترافق مع مجريات مؤتمر الحوار الوطني خاصةً في ما يتعلق بالاعتراف والاعتذار والبدء بتنفيذ العشرين النقطة في ما يتعلق بالقضية الجنوبية وإزالة المظالم والإعمار في ما يتعلق بقضية صعدة.