الحوار الوطني في ظل متغير الثورة وسقوط الاستبداد
بقلم/ حسن الجريري
نشر منذ: 11 سنة و شهرين و يوم واحد
الخميس 24 يناير-كانون الثاني 2013 02:03 م
سيظل الحوار دوماً الأسلوب الأمثل لحل قضايا الإنسان فرداً وجماعة، وهو خصوصية إنسانية مرتبطة بتكريم الإنسان. والحوار قيمة سياسية وأخلاقية عظيمة وهو منهج رشيد في إدارة التباينات السياسية والاقتصادية والاجتماعية بين فرقاء العمل السياسي لما من شأنه ترسيخ قيم التسامح والتعاون والتكامل، والقبول بالآخر، ونبذ أسباب الفرقة والتشظي والتناحر. ومن خصوصيات الحالة اليمنية فيما يتعلق بالحوار، إن لليمنيين مخزوناً كبيراً، وتجربة ثرية ورائدة في اتخاذ الحوار اسلوباً لحل المشكلات . ومن ابرز تلك التجارب تجربة اللقاء المشترك ومشروعة للإصلاح السياسي والوطني، ثم رؤية الإنقاذ الوطني. والأهداف العامة للحراك الجنوبي السلمي، وتجارب القوى الوطنية الأخرى ، ولم تتبلور مخرجات تلك الحوارات في الواقع بسبب هيمنة الاستبداد والظلم والعقلية الشمولية إبان حكم المخلوع صالح حيث توجد عقبات كبيرة في طريق الإصلاح والتغيير. 

لكن ظلت مضامين تلك الحوارات تمثل عناصر أساسية في تحديد القضايا المشتركة التي يتم البناء عليها وتطويرها بما يخدم المصلحة العليا للشعب اليمني. ومن اجل تحقيق تطلعات هذا الشعب في بناء اليمن الجديد كهدف أساسي للثورة ، فاليمنيون بكل مكوناتهم وقواهم السياسية مطالبون اليوم بالدخول في الحوار الوطني الذي تضمنته المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المدعومة بالقرار الأممي رقم (2014 ).

ومن المهم جداً أن يستشعر اليمنيون الواقع الجديد الذي فرضته ثورة الشباب ومتغيرات هذا الواقع وأهمها علو صوت الشعب وسقوط الاستبداد إذ لابد أن يكون لهذه المتغيرات تأثير جذري لاسيما في تطبيق نتائج الحوار في الواقع . وهذه الفرصة التاريخية تحتم على اليمنيين جميعاً التعاطي الجاد والمسئول لإنجاح الحوار الوطني وذلك بمغادرة المفاهيم الضيقة والدوافع الانتهازية والمعارك الكلامية واستدعاء صراعات الماضي وآلامه.