قسطرة وطن .!؟
بقلم/ علي السورقي
نشر منذ: 11 سنة و 3 أشهر و يوم واحد
الثلاثاء 15 يناير-كانون الثاني 2013 11:41 ص
 

الوطن هو الأرض والإنسان معاً . ولنا وطن إسمه القدسي اليمن مهد العروبة وصانع حضارة راقية كان لها حضورها في فعل حضارات الأمم من خلال التبادل المدني والتواصل الثقافي والتفاعل الحضاري مررنا عبر جسور التأريخ بمراحل التوقف تارة والمراوحة أخرى ولكنا كشعب أبي سرعان ما يتجاوز المحن ويعبر مسار التحدي إلى شاطئ التغيير إلى الأفضل متحدياً منعطفات المستحيل ومطبات التخلف والفوضى

وها نحن اليوم نقف على عتبة التحدي من جديد في رسم خارطة الوطن وتحديد المصير في بناء اليمن الجديد على أسس الدولة المدنية وإستعادة روح المواطنة المتساوية وتفعيل دور القوانين التي تلزم الجميع باحترامها ولكن من المفارقات العجيبة ..!! أن هنالك بعض القوى المجبولة على إثارة الفوضى وإقلاق السكينة العامة تعمل ومعها بعض القوى الخارجية على ما يمكن تسميته بقسطرة الوطن من خلال مفاهيم عقيمة ورهانات مشبوهة بل هي دخيلة على ثقافة ومجتمعنا اليمني وسلوكياته الحضارية فالحوثية كفيروس بشري ينخر في جسد الوطن ويحاول عبثاً إصابته بمرض الطائفية مستمداً ثقافته من قُمالإيرانية

وهناك قوى تعيش على فتات التأمر والخيانة الوطنية تسعى إلى زرع سرطانها الخبيث في جسد اللُحمة الوطنية حقداً منها على الوطن وتنفيذاً لأجندة خارجية إقليمية ودولية تفضل مصالحها على حساب أمن وإستقرار اليمن وهناك مازال كافور يرقص على لُعبة مصطلح الإرهاب ويمارسه بطرق مباشرة وغير مباشرة من خلال بلاطجته وخفافيش سلطته المنتهية الصلاحية سعياً منه وأزلامه إلى إشاعة فاحشة السياسة ولُعبتها القذرة في محاولة يائسة لتركيع القوى الثورية وإعاقة مسارها المنطلق بقوة وإرادة لا تلين نحو التغيير وهناك ممن يفتقرون للحس الوطني ويفتقدون قدسية الإنتماء للوطن يمارسون الأعمال الإجرامية كالإغتيالات للرموز والكفاءات الوطنية المدنية والعسكرية .!!

وأيضاً الأعمال التخريبية للخدمات العامة ذات العلاقة العضوية بالحياة اليومية والمعيشية للمواطن ترافقها عمليات العصابات والتقطعات على الطرق الرئيسية مدعومة من بعض الشخصيات السياسية والإجتماعية التي فقدت مصالحها الذاتية أوهى في طريق الفقدان نتيجة طبيعية لما سيؤول إليه التغيير الجذري في المرحلة القادمة ومشروع اليمن النهضوي الحضاري الجديد ..؟

فكل هذه الأوبئة المنتشرة في جسد اليمن تثخن كاهل المرحلة وتعيق مسار التغيير الثوري والذي جاء بفعل شبابي فتي كبديل للقوى التقليدية وحكم الفرد والأسرة .. وهى تحاول بكل ما أوتيت من تصحر فكري وإفلاس سياسي عرقلة التوجه الديمقراطي الحقيقي وإفشال الإجماع الوطني في الحوار كمدخل للتفاهمات وخيار للخروج من دائرة الفوضى محاولة بائسة لقسطرة الوطن وتلويث دمه النقي من خلال تجسيد ثقافة الكراهية والفوضى الخلاقة حقداً منهم على اليمن

فهل يا تُرى سيعي هؤلاء النفر إن اليمن وطن الجميع وأمنه وإستقراره فوق الرهانات الفردية والحزبية والقبلية .!؟

نأمل أن يدركوا هذا ما لم فهم الأخسرون .. ولن يمـــروا مهما توسعة ثلمة الجرح بأفعالهم الإنتقامية من اليمن الحبيب ولن يفلحوا في سياستهم المرتهنة حيث هم .؟ بل لن ولم ينجحوا في قسطرة الوطن .. فدمه مؤكسد نقــــي.