هادي.. و وزير خارجية صالح!
بقلم/ د.علي مهيوب العسلي
نشر منذ: 11 سنة و 5 أشهر و 5 أيام
الأحد 21 أكتوبر-تشرين الأول 2012 04:59 م

في اعتقادي ليس مصادفة أن يعقد وزير الخارجية الدكتور أبو بكر القربي مؤتمره الصحفي هو والضيف الكريم وزير خارجية تركيا الشقيقة أمام جدارية مكتوب عليها برعاية فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح .. إلى أخر ما كتب في الجدارية!

وهذا يعني أن الأخ وزير الخارجية مازال مهووسا بزعيمه صالح ،وفي هذه الحالة فإنه كوزير للخارجية لم يعد يمثل اليمن الجديد ،بل يمن العهد السابق ،وعليه فكل تحركاته مشبوهة ،وبخاصة وثورة الشباب تنادي بأعلى صوتها بضرورة عودة الاموال المنهوبة من قبل صالح ونظامه الذي نهب ثروات الشعب وأودعها لحسابه في البنوك الاجنبية بصور شتى، وهو كذلك بعمله هذا غير الأخلاقي والتضليلي ،وغير التوافقي فإنه يضر بجوهر المبادرة الخليجية والياتها التنفيذية الذي أرتضها رئيسه وحزبه ووقع عليهما !

وهو بهذا الفعل يحاول أن يفتعل أزمة لكي تتعالى الأصوات بتغيير الحكومة التوافقية ليسهل لهم تبديل من أخلص لليمن وتناسى رغبة وأهواء الرئيس السابق ومن افتقدوا مصالحهم التي كانت لا تُعدَّ ولا تحصى !

لقد أتى الوزير الضيف ليثني على حكمة اليمانيين وتوافقهم بإخراج البلاد من الصرعات والحروب ، إلى الانتقال السلمي للسلطة ،والذي افتقده النظام السوري ،وباعتراف وتأييد الجميع من أن اليمن قد تعدت مرحلة الخطر بتبنيها المبادرة الخليجية والياتها التنفيذية رغم تحفظي الشخصي عليها ،ومن أهم تحفظاتي ما يمارسه هذا الوزير وغيره من إساءة لليمن ورئيسه وعدم الالتزام بما يمليه عليه الواجب الوطني ،لا الانقضاض على ما تم تنفيذه حتى الآن !

لقد تحدث الكثير من الخبراء والمحللين على التجربة اليمنية الفريدة ،والتي يمكن تسويقها إلى دول أخرى ،إلا أن الأخ الوزير في تصرفه اليوم في المؤتمر الصحفي له وللأخ وزير تركيا الشقيقة ، قد حاول إثبات العكس ، مما تحدث عنه العالم عن النموذج اليمني المتبع !

لقد تم انتخاب هادي رئيسا للجمهورية اليمنية بتأييد شعبي لم يحصل عليه من سبقه في يوم من الأيام ،فلماذا يضلل وزير خارجيته هذه الصورة الجميلة بإظهاره صورة مغايرة توحي بأن الرئيس مازال هو \\\"فخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح \\\" ، ان ما جرى اليوم يعد جرما يستدعي من الاخ رئيس الجمهورية تحويل وزير الخارجية الى المسألة !

إذن لماذا معالي وزير خارجية \\\"صالح \\\" تعمد اظهار ما يشير أن الرئيس هو غير عبده ربه منصور ؟ ؛ وفي مؤتمر صحفي تناقلته وسائل الإعلام المحلية والعالمية!

إنه بارتكابه هذه الحماقة الدبلوماسية وأمام ضيف يؤيد الحل السياسي القائم في اليمن ،فباعتقادي أن الوزير الضيف والوفد المرافق قد اخذوا انطباعا سلبيا عن الدبلوماسية اليمنية ،ومن ان من يقول ان المبادرة قد حققت الشيء الكثير فهو مخطئ ، فهناك ما زال انقسام سياسي حاد حيث وزير الخارجية تعمّد أن تكون الخلفية للمؤتمر الصحفي هو الإشارة للرئيس السابق ،ومن عدم إظهار الرئيس السيادي لهذا البلد في هذا المؤتمر الصحفي !؛ ولربما أن القربي قد تلقى توجيهاته من رئيسه \\\"الزعيم \\\" وطاقمه غير الشرعي لان يسيء لليمن قيادة وشعبا بهذا الإخراج السيء !؛ فما هو التقييم المتوقع للزائر العزيز عند عودته الى بلاده؟ ؛ من البديهي وهو يرى ما يخالف الاعراف والبرتوكولات الدبلوماسية ، أن يخرج بخلاصة أن المبادرة الخليجية والحكومة التوافقية مهددة بالانهيار جراء هذا الملعوب الذي ربما خُطط له، لكي يعطي هذا الانطباع عن اليمن ! ، قد يقول قائل أن علي عبد الله صالح هو قائد المنجزات ، وأن هذه الجدارية ليست مستحدثة حتى يكال كل هذا التشكيك بالأخ الوزير ! وهي لوحة تذكارية توثيقية منذ افتتاح الوزارة في تاريخ سابق ! ؛ ولنفترض أن هذا الأمر صحيح ! ؛هل كان من الضروري أن يكون اختيار المؤتمر الصحفي أمام تلك الجدارية؟ ؛ ألم يكن من الممكن تغيير الموقع والانحراف قليلا الى اليمين أو إلى اليسار ، حتى لا تظهر الصورة وكأن الرئيس الحالي هو \\\"صالح\\\" ؛ثم إذا كان ترتيب القاعة لا يسمح إلا وفقا لما حصل ،فلماذا لا ترفع صورة الرئيس التوافقي وتبرز كخلفية للمتحدثين بدلا من تلك الجدارية التي تشير إلى تاريخ افتتاح القاعة أو الوزارة ، بينما هادي يشير إلى رئيس الدولة الانتقالية ، أي إلى مرحلة جديدة ،وهو الذي جاء من خلال المبادرة الخليجية التي تغنى بها الأخ الوزير الضيف وناقشها على أنها جاءت ملبية لرغبات اليمانيين وتُناسب خصوصيتهم التي قد لا تكون مُناسبة لبلد أخر الآن !

معذرة أيها الضيف الجليل من هذا التصرف غير اللائق من وزير خارجيتنا، فللمبادرات والحوارات أخطائها ، وهذا خَطِيئتها ، كونه لم يفهم التغيير بعد ! ؛ ويظن وبقايا نظامه أنهم بفعلتهم هذه يستطيعون العودة إلى الوراء ،هيهات هيهات ان يحصل ذلك ! ؛ فعجلة التغيير كما قال رئيس الجمهورية قد بدئت ولن تعود إلى الوراء!

أيها الأخ الرئيس إن اليمنيين قد ضاقوا من تسيرك للدولة بهذا التغاضي عن قضايا ليست عادية بل مسيئة لك وللشعب اليمني ، وان ما حصل من مسرحية في وزارة الخارجية قد أساء لشرعيتك وللأعراف الدبلوماسية وقناعة اليمنين ! ، وعليه نطالبك أن تضع حدا لهذه التصرفات بإقالة وزير الخارجية الدكتور ابو بكر القربي ،فلا يجوز بعد ثورة الشباب المظفرة ، ان يخطي احد مثل هذه الأخطاء الشنيعة ويبقى في منصبه

  alasaliali@yahoo.com