الم يحن للجيش السوري أن ينضم لثورة شعبه!!
بقلم/ عمرو محمد الرياشي
نشر منذ: 11 سنة و 9 أشهر و يومين
الأحد 24 يونيو-حزيران 2012 04:03 م

طالما أزكمت انفونا تلك الشعارات الوطنية التي تنادي بالتضحية والفداء من أجل القضية الفلسطينية وقضايا الأمة العربية ليس تضحية و حبا وإنما ستارا وغطاءً لتأمر وفساد تلك الأنظمة السياسية المستبدة و نموذجنا اليوم هو عن النظام السوري الذي كان أحد صانعي القنابل الوطنية الصوتية تجاه القضية الفسطينية وقضايا الأمة العربية فلم نرى انجازا واحدا يحسب للنظام السوري تجاه القضية الفسطينية اسوة بباقي الانظمة الطاغية ... بل لم تكن المؤسسة العسكرية السورية جاهزة في مواجهة أي تحدي خارجي او مواجهة العدو الاسرائلي وقد صرح بذلك ضباط الجيش السوري قبل غيرهم وكشفوا كثير من أوراق الفساد التي تملىء هذه المؤسسة العسكرية التي تولاها أقارب الاسد وسخروها لأجل أهداف تعنى بالشأن الداخلي لخدمة بقاء نظام الأسد وكان ذلك كله مقدما على اية حسابات وطنية سورية فكم شاهدنا اختراق الطيران الإسرائيلي لأجواء العاصمة السورية وعمليات إسرائيلية تتم بداخل العمق السوري دونما رد او تحريك تجاه السيادة السورية من قبل الجيش السوري .

لم يكن تصفية كثير من الكوادر الوطنية في الجيش السوري ابتداء بإنقلاب كان قائده / حسني الزعيم وذلك عام 1949م حتى جاء انقلاب البعث في 1963م سوى فترات سوداء في تاريخ الجيش السوري حيث تحول عمليا من مؤسسة عسكرية حامية للوطن الى جيش يعمل فيه بعض القادة يحملون ولاءات ضيقة ارتفع سقفها فوق ولاء الوطن السوري .

هذه الانقلابات والاستقلابات كانت احد الأسباب في تسليم الجولان الى إسرائيل وملف الجولان يحمل كثير من الأسرار والرموز الخفية التي تثير الغموض عن كيفية تصعيد ملف الجولان من قبل عائلة الأسد ... الكثير قد لا يعلم ان الجولان سلمت لإسرائيل بإستشهاد حوالي 200 جندي سوري فقط بينما كانت سرايا الدفاع بقيادة رفعت الأسد والتي كانت حينها تعتبر أقوى تشكيل لدى الجيش السوري الذي لم يطلق طلقة في حرب 73م .

بالرغم من الشوائب التي لحقت بالربيع العربي الا انها كانت سببا في إعادة كشف حقيقة كثير من الأنظمة وما هي مصداقيتها الفعلية على الأرض لمن خفي عن الأمر.

لقد شاهدنا حقيقة تلك الجيوش التي سُلبت وطنيتها ومهامها النبيلة في حماية وسيادة وشموخ أمتها ونراها كيف تحولت مطية من اجل الحفاظ على ديمومة الحكم الأسري مقابل قتل مئات البشر من شعوبها .

لقد هزمت تلك الأنظمة الحاكمة الجيوش العربية قبل ان تهزمها إسرائيل فضاعت الروح الوطنية بشكل كامل ... نحن نرى ونشاهد كيف هي بطولات الجيش التابع لنظام الأسد وهو يقتل شعب سوريا الأعزل ويرتكب المجازر الوحشية بحق مواطنين سوريين .

فهل هذه القومية والوطنية والعروبة التي كان نظام الأسد أول من يروج لها ... لماذا لم يرينا الجيش السوري هذه الشراسة والشراهة في القتل تجاه عدو خارجي ... لكن هذا هو حال جيوشنا العربية لم يبقى منها سوى فئة أدمنت وامتهنت المنفعة المادية وسرقة الوطن عوضا عن حماية وفئة أخرى من الجنود المعدمين فقد أي صلة بالوطن وبالدين ولم يبقى منه سوى الضعف والهزيمة والفرار من ارض المعركة . نعم وبكل أسف هذه هي جيوشنا وهذا هو وقعها .

فقد استشرى الفساد في مفاصل الأنظمة العربية والإسلامية ونرى ان الأنظمة اتخذت من المؤسسة العسكرية والأمنية والاستخبارتية مشرعا وحاميا لها وجعلت من الفساد مبلغ الانتشار ما يحرك الجماد والأموات ... فما نراه اليوم من قمع وانقلاب على الثورات الشعبية سوى دفاعا عن الفساد والاستبداد لا غير .

وما حدث من حراك شعبي على مستوى الشارع العربي عامة والسوري خاصة لم يكن سوى خطة أولى نحو وقف هذا الداء المنتشر في أدق تفاصيل الدولة .. فهل نرى حراك للجيش السوري واللحاق بشعبه السوري البطل في معركة تحقيق المصير وبناء وطنا حرا كريما للجميع وليس مسخرا لخدمة فئة او أسرة وأجندة طائفية لخدمة إيران وحزب الله .