آخر الاخبار
سميع بين خبطة الجدعان ونكثه بالعهود في ملاحقة الحيتان!
بقلم/ د.علي مهيوب العسلي
نشر منذ: 11 سنة و 9 أشهر و 8 أيام
الإثنين 18 يونيو-حزيران 2012 04:52 م

مما لا ريب فيه أن مقياس أي تغيير حقيقي في اليمن يبدأ من توفير وإصلاح الكهرباء ،ونجاح أي حكومة هو في تقديم الخدمات للمواطنين دون عناء!

في وقتٍ نجد فيه ممثلي لجنة حقوق الإنسان العالمية و ممثلية الأمم المتحدة في اليمن يقطرون ألما وحزناً لما يحل باليمنيين من كوارث و مجاعات، ومن استخدام الخدمات و توظيفها سياسيا لمعاقبة الشعب كون ذلك يرتقي إلى الجريمة المنظمة وبالتالي الانتهاك للقانون الإنساني الدولي !

وفي القرار الأخير لمجلس الأمن رقم 2051 ،يمكن أن تصبح اليمن تحت الوصاية الدولية ،أي بحسب المادة الـــ (41) من الفصل السابع في مواثيق الأمم المتحدة ! والذي جاء في القرار من جملة ما جاء به هو " اتخاذ العقوبات على من يعتدي على الكهرباء " .

إننا نناشد مجلس الأمن التدخل لتوفير الكهرباء للمواطن اليمني الذي لو تقدم إلى المحاكم المحلية والدولية واشتكى لما جرى ويجري له جراء انقطاع الكهرباء "الشريان الرئيسي للحياة" لكسب القضية ربما في جلسة أو جلستين ولحصل على حكم مؤكد يقضي بإحالة الحكومة للمحاسبة ، بل وإقالة وزير الكهرباء الدكتور صالح سميع الذي تعفرت على المواطن المسكين في تحصيل الكهرباء بالقوة والنكث بِيَمِينه المغلظة الذي وعد فيه المواطن اليمني وطلب من المواطن أن لا يدفع فلسا واحدا إلا بعد أن يدفع كل متنفذ ما عليه، وتعهد انه سيجر المتنفذين والحيتان إلى العدالة ــــ فلا رحم المواطن ولا تَحصّل الفواتير من الحيتان ــــ سامحك الله يا وزير الكهرباء وأنت مبهرر في التلفزيون صدقك الناس لأنك جئت من الثورة !

وكذلك ستقضي المحكمة بإلزام الحكومة بالدفع الفوري التعويضي و بمبالغ خيالية جراء القطع المتعمد أحيانا من موظفي التحصيل " الذين يلجأون إلى قطع الكهرباء في الحارات" بدلا من تحصيل الفواتير من المواطن . تخيلوا أن هؤلاء الموظفين يقطعون الكهرباء في منتصف الشهر في صنعاء العاصمة المليئة بالموظفين الذين يستلمون رواتبهم في نهايته طبعا , هذا إن لم يكونوا عسكر فالعسكر يستلمونها حسب الأشهر التركية أي كل خمسة و أربعين يوم !!

إن هذا القطع هو جريمة جنائية يعاقب عليها القانون بالحبس والغرامة لأنه قد يؤدي بحياة إنسان ، إضافة إلى الخسائر المادية للمواطن ابتداءاً من تعطل الأجهزة والأدوات الالكترونية و انتهاءاً بالتدمير النفسي الممنهج لعزل الإنسان اليمني عن التواصل مع العالم , والوزير هو أستاذ القانون وهو من ينظر في ذلك !

إن الثورة في الشهور الأولى قد طالبت المواطنين في العصيان المدني ومن ضمن ما ناشدته عدم تسديد فواتير الكهرباء ، لكي لا تذهب تلك المبالغ المُتَحصّلة لقتل شبابنا الأطهار وتعهدت بالعمل على إعفاء المواطنين من السداد عند نجاحها ، وتراكمت المبالغ على كاهل المواطن وهي غير مستحقة فعلا كون الانقطاع كان ولا يزال يتجاوز الحد المعقول والمسموح به إذ يشكل القطع ما نسبته 75% !

 عندما أعلن الثوار ذلك النداء بالعصيان المدني وعدم تسديد الفواتير كانت مكينة الأحزاب المنضوية في الثورة هي الأداة الفعالة في تنفيذ ذلك من خلال النقابات وكذلك المنتسبين لها في الأزقة والحارات وتحقق لها ذلك . والآن المعارضة هي التي تحكم ووزارة الكهرباء من نصيبها، فما الذي جدّ حتى توجّه المحصلين لها بقطع الكهرباء ،فلو افترضنا أن الوزارة كانت من نصيب المؤتمر وعمل ما تعمله من قطع الكهرباء لقامت الدنيا ولم تقعد وبالتأكيد ستستخدم الساحات وربما ستسمى جُمع من اجل الاعتراض على ذلك!

أيتها الحكومة الفاشلة بدلا من التحصيل من الحيتان الكبيرة والتي لو جُمعت المبالغ المستحقة منهم لتكفلت بحل مشكلات الوطن بأكمله.أيها الوزير إن فرض هيبة الدولة على المساكين لن تغطي العجز في الموازنة التي تفوق أضعاف مضاعفة ما يمكن إستحصاله من المواطنين البسطاء للمحافظة على تشغيل وزاراتكم ،فبفعلكم هذا قد أنساكم أن هذا المواطن الغلبان قد احدث ثورة مازال صداها في كافة المعمورة ،فاستفيقوا وحلوا هذه المشكلة لأنكم انتم سببها، إما بالإعفاء من المساعدات التي جلبتموها من مبادرتكم الخليجية أو بالتقسيط المريح دون اللجوء إلى استخدام القوة في قطع الكهربا وتابعوا المخالفين ، واتجهوا للمتنفذين والمؤسسات التي لم ولن تدفع لكم، إلا باللجوء إلى مجلس الأمن في فرض عقوبات عليهم !

أخي الوزير فقادم شهر شعبان أتمنى أن تصوم فيه ككفارة لقسمك الذي نكثت به ، ويليه وشهر رمضان للتوبة والتطهر من الذنوب والآثام ،وأتمنى عليك أن تطلب من قناة سهيل أن توقف تلك المادة الإعلانية التي ترددها في كل وقت ،ومطلوب منك ومن زملائك كذلك الصوم من الكلام!

أما الدول الراعية للمبادرة الخليجية ومن ورائها مجلس الأمن فنناشدكم التدخل لعمل حل جذري لما يعانيه الشعب اليمني من ابسط حقوقه في الحياة وان تشرفوا على توفير الحاجات الأساسية لليمنيين ، فلم نعد نثق بكل الهياكل والمسميات التي فرضتموها علينا وسميتموها دولة!

أما انتم أيها الشباب الأحرار في الساحات لقد صدقناكم وما زلنا ،ولكنكم يبدوا أنكم لا تراجعون أدبياتكم ومواقفكم وبخاصة فيما يخص الكهرباء فراجعوا وجددوا مواقفكم من عدم توفير الخدمات الأساسية لشعبكم ،ولا تخذلوه لأنه وقف بجانبكم وصدقكم وكذّب توجهات صالح وأعوانه وسار في دربكم وتحمل كل المظالم التي مارسها نظام صالح من العقوبات الجماعية والمتمثلة في الكهرباء والوقود والغذاء لكي تنجح ثورتكم ويحصلون على ما كان ينهب منهم لصالح أسرة ، وبالتالي يعود الحق لهم ويحسن ظروفهم ، وليس دفع ما نهب منهم وأنفقه صالح لصالح القلة ،لكي يدفع الشعب اليمني فاتورته بأثر رجعي ،فلا تجعلوا الشعب يُصدِّق بان ثورتكم قد سُرقت عليكم و سُراق آخرون يختطفون من سُراقكم نبل مقصدكم ،فبادروا بإلزام الحكومة الكف عن إذاء المواطنين يرحمكم الله والسلام عليكم!

  alasaliali@yahoo.com