اشتباكات ساحة التغيير
بقلم/ وليد البكس
نشر منذ: 12 سنة و شهرين و 27 يوماً
الجمعة 30 ديسمبر-كانون الأول 2011 06:18 م

  alboox@gmail.com

هذه الساحات كانت وماتزال هي الملهمة الأولى للثورة،ولا احد ينكر ذلك.لكن الذي يحدث داخلها الآن(اخص هنا ساحة التغيير صنعاء)ليس له علاقة بتبعات التغيير في مفاصل المؤسسات والمرافق في البلد.لأننا ببساطة لو قلنا بأن الثورة امتدت إلي المرافق بفعل الزخم الموجود في الساحات سنكون نلنا من حق التفاعل الشعبوي المستمر في هذه الجهات التي تتهاوى،وتتساقط كل يوم .

مصنع اسمنت البرح،التوجيه المعنوي،مركز قوات خفر السواحل،جامعة ومكتب التربية تعز،شركة الخطوط الجوية اليمنية،مركز المعلومات التابع للرئاسة،المؤسسة الاعلامية بشكل عام وعلى رأسها الإذاعة والتلفزيون،الكلية الحربية،إدارة الأحول المدنية.كما ان البقية تأتي تباعا.كلي أمل بهذا الفعل الأكثر وطنية .

هذه الثورة التي تسري الآن في اليمن في مفاصل إدارات الدولة؛هي من يجب ان يدعم ويجري توجيهه بشكل ممنهج.ومن الضروري ان تستهدف المخلصين لفاسد النظام المتعفن وأزلامه،أصحاب قلة الضمير،الانتهازيين في كل المجالات،المستفحلة منذ ثلاثين سنة .

هذا الكلام لا يسخر من الساحة بمن فيها،كما لا يمكن ان يصنف على انه دعوة للإقصاء او الانتقام،على القدر الذي يمثل بداية حقيقة لإعادة بناء البلد:إعادة إنتاج اليمن الجديد .

وعلى العكس مما نقوله هنا يجب ان يسارع القلقين على سمعتهم،بتقديم ذممهم المالية إن لم تكن الاستقالات جاهزة،حفاظا على ما تبقى من ماء الوجه.و تجنبا لقطار الثورة المندفع بحميمية الوصول.حتى المحطة الأخيرة.ونأمل ان يكون بإيعاز وتوجيه قادة الساحات المنشغلين بالمحاصصة على المنصة،او إثارة التفرقة خارج إدارة تصوب بوصلة الثورة الحقيقي .

يا أخوة دعوكم من الباحثين عن أنصاف الثورات،ومثيري النعرات المناطقية،حمالي الأجندة المذهبية والحزبية والطائفية.هذه ليست لحظتهم بالضبط،نعرف جميعا ان هذا النظام زرع ألغامه في طريق الثورة منذ يومها الأول.فتفجرت به قبل الساحات،حاول مرارا شطب الساحات،تشطيرها و تأطيرها؛فلاحقته الخيبات.وتجرع الفشل.إجترح طريق القناصة وجيوب المليشيات فسقط بشرك أفعالها .

هذه الثورة بكل ساحاتها؛هي الأكثر نقاء وبهاء،من كل هذه الأحقاد المتراكمة المبيتة المدفونة والجاهزة في خيم أصحابها.شهداء الساحات هم من يشكلون المرجعية الأولى والأخيرة،ولا يمكن تناسيهم او تجاهل لحظة سقوط احدهم بقذيفة(أر بي جي).بحق كل الشهداء في تعز وأبين،صنعاء،صعدة،وحجة والحديدة،عدن وأرحب،مأرب و شبوه و اب.ان لا تتسببوا بشيخوخة هذا الثورة اليافعة الناضجة الصامدة .

بحق كل الدماء التي اهرقة ولم تجف بعد،ان لا تعقدوا لعبة الساحة(مصنع الثورة الحقيقي)و لا تجعلوها تزداد غموضا وصعوبة،إن لم تكونوا بخير وعافية(في قيادة الساحة في مساحتها او في منصتها الرائعة ببرامجها وأنشطتها بكامل قوتها السياسية والشبابية والعقلية) فالشارع أيضا ليس بصحة جيدة وعافية كافية،ومع ذلك مايزال يواجه بقايا النظام في أروقة الإدارات ويطرد فسدتها بكل جراءة،وهو المنظر الذي يجب ان يدعم وتسانده الساحات بعنفوانها الزاخر .

لا يمكن ان تظهر الساحة مرتبكة عاجزة عن الابتكار،رائحتها تفوح بالسوء.الهمجية يجب ان تنتهي الآن؛لان الشهداء لم يعلموننا فن المواجهات،الاشتباك بالأيدي والعصي في ما بيننا،لقد ضربوا للعالم أروع صور الحاضر،قدموا حياتهم لتعيشوا انتم وتظهروا أبطال أكثر منهم في الشاشات و الصحف،فكيف تتناسوا هذا،وتنحدروا بجوهر تضحياتهم بترهاتكم ونزواتكم المقيتة .

لا يمكن لهذه الساحة ان تفقد قوتها؛خامتها الفعالة في لحظة انتظارها الوطن طويلا،يرغب بالمزيد من شبابها،ويركن إليهم؛لتجديد شرايينه من ( كولسترول ) الإحباط والكسل والانكسار والعبث والذوق والجهل والنفاق والفساد وانهب والسلب،وممارسة الأشياء الصغيرة .

من الضروري أن تصبح ساحتنا أفضل وثورتنا أدق هدفا بأي شئ؛بمعاهدة صلح،باتفاقيه حب،بمفاوضات مسبقة ليس فيها غش وتدليس وتأجيل وفساد ومداهنة بأسماء الشهداء،بدمائهم.نرجوكم توقفوا عن كل هذه الخزعبلات حتى لا تفقد اسر من استشهدوا ومن عذبوا ومن غيبوا في غياهب النظام السوداء الأمل المنشود، وألا تفقد الساحة:الثورة قلبها الأبيض.الذي غضب يوما على كل ما هو مهدر ومجهض فى حياتنا في الوطن: الوقت والكرامة والعقل والحرية والحب والحلم والإنجاز والموهبة