لماذا لا نعترف اننا اغبياء
نشر منذ: 18 سنة و أسبوع و 4 أيام
الخميس 16 مارس - آذار 2006 10:51 ص

 * توماس فريدمان

لم تتح الفرص أمام ظهور الحقائق في الجدل الدائر حول محاولة شركة «موانئ دبي العالمية» لتولي ادارة بعض الموانئ الاميركية. من الصعب تخيل وجود جدل أكثر جهلا وزيفا وخوفا من كل ما هو اجنبي من الجل الذي يشارك فيه الجمهوريون والديمقراطيون على حد سواء، بشأن السماح لشركة دبي لإدارة الموانئ بالإشراف على خدمات الشحن والتفريغ في بعض الموانئ الاميركية. وإذا كان لدى البعض شك في السابق بأن هجمات 11 سبتمبر جعلت الاميركيين أغبياء يجب ألا يساوره الآن أي شك من هذا النوع. لا نريد لجان تحقيق حول ما قبل 11 سبتمبر. نحن في حاجة الى تحقيق حول ما بعد 11 سبتمبر... حول كل صغيرة وكبيرة نفعلها، ابتداء من المصادقة على التعذيب وانتهاء بالتنصت على المكالمات الهاتفية من دون الحصول على امر قضائي ، وتحويل سفاراتنا في الخارج الى قلاع وحصون. الأمر المثير للقلق حول قضية شركة الموانئ يتلخص في ان دبي تعتبر بمثابة النموذج الحديث الذي يجب ان نسعى الى رعايته والاهتمام به في العالم العربي ـ الاسلامي. لكننا لم ندر نقاشا أمينا حول المشاكل الحقيقية او حول الحلول الحقيقية.

المشكلة الحقيقية تحدثت حولها في الآونة الاخيرة اخصائية العلاج النفسي وفاء سلطان خلال لقاء اجرته معها قناة «الجزيرة» الفضائية. قالت وفاء وهي تتحدث حول العالم العربي ـ الاسلامي ان «الصراع الذي نشهده ليس صراع أديان او صراع حضارات، إنه صراع بين اضداد...، بين عقلية تتبع للعصور الوسطى وعقلية اخرى تتبع للقرن الواحد والعشرين. إنه صراع بين الحرية والقمع، وبين حقوق الإنسان من ناحية وانتهاك هذه الحقوق من ناحية اخرى. يمكن القول ان وفاء عبرت عن حقائق يدركها الكثير من المسلمين، وهي ان حضارتهم، في اماكن كثيرة، تعاني اضطرابا وتخلفا عن ركب العالم في مجال العلوم والتعليم والصناعة والابتكار، في الوقت الذي تزداد فيه قوة قبضة رجال الدين المتشددين والحكام الدكتاتوريين ومروجي العنف مثل اسامة بن لادن وصدام حسين، فيما لا يزال الرئيس بوش يتحدث عن العراق والعالم العربي وكأن الديمقراطية وحدها هي العلاج. ولكن المشكلة اكثر عمقا من ذلك، إذ اننا نتعامل مع حضارة لا تزال تهيمن عليها الى حد كبير البنية القبلية. كان بوش على حق عندما تحدث عن اهمية جعل العراق نموذجا يناقش فيه المسلمون العرب مشاكلهم الحقيقية، إلا ان بوش أخطأ في اعتقاده في سهولة مهمة تحويل العراق الى هذا النموذج. لا اعرف على وجه التحديد ما يمكن ان ينتهي إليه العراق، لكنني أعرف بالتأكيد اننا لن نكرر غزو العراق في أي وقت قريب. ترى، هل هناك سبيل آخر؟ نعم... من خلال رعاية النماذج العربية باتجاه الاصلاحات والتطور، وتعتبر دبي ـ سنغافورة العرب ـ افضل مثال.

قد يقول قائل إنه ليست هناك ديمقراطية في دبي، كما انها ليست بدون اخطاء. لكنها بالتأكيد جسر يقود الى الخروج من الفشل فيما يمكن ان تستعيد دبي كرامة العرب من خلال النجاح وليس الانتحار. فالتقدميون العرب يشعرون بالصدمة تجاه سلوكنا. ولذا، بصرف النظر عن نتيجة تجربة العراق، نريد لتجربة دبي ان تنجح. دبي تمثل النموذج الذي نريد العالم العربي ان يحذو حذوه، لكننا للأسف طلبنا من دبي أن تذهب الى الجحيم.

اليمن.. ثورة بتصرف الاحتلال "البلدي" والجمهورية تحت التهديد
الانتفاضة الثالثة قادمة
من خفايا السجون نداء لرئيس الجمهورية ولكل ذي عدل
بوش .. وانتهاء النفوذ الأمريكي
مشاهدة المزيد