التسامح بين المفاسد والمصالح !
بقلم/ د: محمد الظاهري
نشر منذ: 11 سنة و 5 أشهر و 27 يوماً
السبت 29 سبتمبر-أيلول 2012 08:24 م

رغم إدراكنا أن اليمن تمر بظروف (استثنائية ) ؛ إلا أنه يتعين على أولئك الذين يرفعون شعار التسامح مع خصومهم , أنْ يتسامحوا أولاً , تجاه مخالفيهم في الرأي والرؤية , في إطار تنوع الآراء والاجتهادات , داخل الساحة الثورية نفسها.

نعم : أنا مع قيمة التسامح , والعمل الجاد على تغيير بعض مكونات ثقافتنا اليمانية العنيفة إلى متسامحة .

 بشرط ألا ينتهك الخصومُ حقوقنا وحرياتنا , متدثرين بمقولة ضرورة الاعتراف بالآخر والتسامح تجاهه . بينما هم , حقيقة وفعلاً , مازالوا ثأريين , وما زالت أيديهم إلى الزناد أقرب !

فالتسامح لا يرادف التضحية بالحريات والتنازل عن الحقوق أو انتهاكها , مهما تحدث البعض عن فقه المقاصد والمفاسد , واستدعاء قاعدتيَّ : (أن درء المفاسد مقدمٌ على جلب المصالح ) و( درء مفسدة كبرى بمفسدة صغرى )

فالملاحظ أن الطغاة يوظفون هاتين القاعدتين لصالح وجودهم وبقائهم في الحكم , واستئثارهم بالسلطة والثروة لأطول فترة ممكنة.

فهم يفسدون مفاسد كبرى , ويدفعون المعارضة (الإسلامية تحديداً) باتجاه القبول بالمفاسد الصغرى , بينما ما يحدث في الواقع , أن المفسدة الكبرى تفرخ مفاسد صغرى , تتحول مع الزمن والتراكم إلى مفسدة كبري . وهكذا دواليك !

ولذا يُلاحظ أن المستبدين برعوا في توظيف فقه المقاصد والمفاسد والتوازنات لمصلحتهم من دون شعوبهم المظلومة !

حيث تتعاظم المفاسد , ويتراكم الفساد , فلا يتم درء للمفاسد ولا جلب للمصالح !

ولذا يحضر فقه الواقع , وعلم أو(فقه الثورات ) ليحدثنا , أو هكذا نفهم , بأن الصمت على الاستبداد والقبول بالفساد الصغير , مع الزمن , يتراكم ليغدو فساداً كبيراً .

ومن ثَّم نحن نفهم وندرك , أن ثورات الحقيقية للشعوب الحرة تأتي للقضاء على الظلم والاستبداد , وكذا على المفاسد صغيرها وكبيرها . وأن النصفية وعدم الحسم يعيق التغيير, ويجهض الثورات .

ولذا فلتكن خطوتنا كاملة وغير نصفية ؛ نصرة لثورتنا , وتحقيقاً لاستقرار وتطور وطننا اليمني الحبيب .