إقتحام السفارة من المستفيد مما حدث ؟
بقلم/ يوسف الدعاس
نشر منذ: 11 سنة و 6 أشهر و 10 أيام
السبت 15 سبتمبر-أيلول 2012 03:35 م

أثارت الأحداث التي رافقت المسيرة الشعبية المنددة بالفيلم المسيء للرسول (ص) إلى أمام السفارة الأمريكية بصنعاء علامات تساؤل واستفهام العديد من المراقبين حول من هي الجهة المستفيدة من هذا الحدث الذي يتضح كل يوم انه تم التخطيط له بعناية وذكاء في هذا التوقيت لإيصال رسائل متعددة إلى أكثر من طرف .

الجهة التي خططت ونفذت ، استثمرت مشاعر السخط عند الناس للتوجيه والزج بهم إلى التعبير عن سخطهم بطريقة تسيء للشعب اليمني وحكمته وثورته التي حافظ على سلميتها طوال فترة الثورة ولا يزال حتى اليوم رافضا الانجرار نحو للعنف .

دلالة الحادث يحمل رسائل عدة : الأولى للأمريكان وحجم الاستياء من دورهم خلال فترة الثورة وانحيازها مع مطالب الشعب بالتغيير السلمي ودعم خطة المرحلة الانتقالية والمبادرة الخليجية والتخلي عن الرئيس المخلوع والضغط عليه للتنحي .

الرسالة الثانية إلى الرئيس عبده ربه منصور هادي وحكومة الوفاق بإظهارهم بمظهر العجز والفشل عن توفير الحماية للسفارة وضبط الأمن والاستقرار وتمرد من نوع جديد تجاه القرارات الرئاسية الأخيرة بتغيير رئيس جهاز الأمن القومي والاستخبارات العسكرية وتحذره من الاقتراب من عش دبابير الأمن المركزي والحرس والجمهوري .

والرسالة الثالثة للمجتمع الدولي وهنا تعود بنا الأذهان إلى حصار مبعوث مجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني ومعه السفراء في مقر السفارة الإماراتية للهروب من توقيع المبادرة الخليجية ، وهذه الرسالة في حد ذاته تهديد للمجتمع الدولي ولسفرائه في اليمن للضغط عليه للتوقف عن دعم خطة الانتقال السلمي .

الرسالة الرابعة : للشعب اليمني بأنه ليس بمقدور احد توفير الأمن والاستقرار سوى المخلوع وأبنائه وأبناء أخيه بالأجهزة المختلفة وان الحكومة بعد التغيير لم تستطيع توفير الأمن ولا الحفاظ على أرواح الناس .

الرسالة الخامسة : تشويه صورة شباب الثورة أمام المجتمع الدولي وسلميتهم وبأنهم أدوات عنف وان الثورة لم تعد سلمية .

يتساءل شباب الثورة حول عدم قيام الحراسة المكلفة بالسفارة بدورها بحمايتها مما تعرضت له رغم استطاعتها في أوقات سابقة منع شباب الثورة من العبور بمسيراتهم المقدرة بعشرات الآلاف من جولة عصر أو كنتاكي خلال 8 أشهر كاملة .

جهاز الأمن المركزي المكلف بحماية السفارة يضرب إجراءات واحتياطات أمنية مكثفة تجعل من السفارة كقلعة حصينة من كل الجهات وتحيط بها السياجات الحديدية العازلة وإغلاق كل الخطوط المؤيدة إليها فكيف تمكن المحتجون من العبور والدخول من البوابة الرئيسية والعبث والنهب أمام أفراد الأمن المركزي المكلفين بالحماية .

تناقلت المواقع صور تظهر التساهل والتواطؤ من قبل الأمن المركزي تجاه ما حدث من نهب بل وظهرت مقاطع فيديو توضح فتح البوابة الرئيسية أمام المتظاهرين للدخول وتدمير أفنية السفارة ونهبها وكان واضح ايضآ مشاركة أفراد من الأمن المركزي النهب بالزى الرسمي كلها دلالات ومؤشرات على تورط الأمن المركزي والذي تناقل ايضآ إزاحة الحواجز الإسمنتية القريبة من السفارة قبل وصول المسيرة بل وإبلاغ الموظفين في السفارة من منتصف الليل السابق لعدم حضورهم إلى السفارة في اليوم الثاني ألا تدل كل هذه المؤشرات على تورط الأمن المركزي بهذه الأحداث وأركان حربه الدنجوان يحيى صالح بكل هذه الأحداث وهو من له الباع الطويل في إراقة دماء الشباب في شوارع العاصمة وبقية المحافظات طوال فترة المسيرات والمظاهرات .

تحدثت قناة البي بي سي في تقريرها عن أن أول من قام بالدعوة بالخروج للمسيرة كانت من المؤتمر الشعبي العام وشاهدنا كذلك دعوات الخروج والحشد نصرة الرسول (ص) من على قناة اليمن اليوم التابعة لبقايا النظام واستمرارها بالدعوة حتى من بعد الأحداث وعبر علماء الدين الذين اطلوا من منبرها .

ناشطون محسوبون على جماعة الحوثي كان لهم السبق في الدعوة والحشد للمسيرة وكانت صفحاتهم في الفيس بوك واضحة ويتحدث شباب من داخل ساحة التغيير عن تعبئة للمسيرة وعن اخذ مبالغ مالية من محلات مجاورة لدعم المسيرة للخروج والتوجه نحو السفارة الأمريكية وكان واضحا شعارات الحوثية التي كتبت في مبنى السفارة الأمريكية وإنزال الأعلام الأمريكية من فناء السفارة ووضع علم مكتوب فيه شعار لا اله إلا الله محمد رسول الله في مشهد يعيد للأذهان تقارب أهداف أنصار الله وأنصار الشريعة في أهدافهم ووسائلهم .

احد الشبان الحاضرين أفاد بوجود شخصيات محسوبة على بقايا النظام مختبئة خلف المباني تقوم بالتحريض على الدخول للسفارة ونهبها مما يثبت تورط بقايا للتخطيط لهذا الحادث .

القرائن المتوفرة والأدلة كافية لأن تظهر حجم التشابه الكبير بين أحداث اقتحام وزارة الداخلية ونهبها ومحاولة اقتحام وزارة الدفاع وبين اقتحام السفارة الأمريكية إلا أن الأخيرة فاقت بحجم الدمار والنهب الذي تعرضت له مما يكشف بوجود طبخة كبيرة لا يزال يتبقى الكثير من وجباتها في العبث بأمن واستقرار البلد والمجتمع بأسرة .

استمرار التمرد بطريقة أو بأخرى من قبل بقايا النظام وان بدأ بطرق مختلفة يفتح الباب أمام تساؤلات عريضة عن بقاء الحصانة للمخلوع وأركان نظامه واستمرارهم بكل الجرائم وهم على رأس الحرس الجمهوري والأمن المركزي إلى اليوم مما يؤكد ضرورة وأهمية إقالتهم فورا ومحاسبتهم وسرعة توحيد الأجهزة الأمنية والعسكرية تحت نطاق وزارة الدفاع والداخلية بعد أن أصبح امن الوطن واستقرارا مهددا .