آخر الاخبار
لو كنت حاكما خليجيا
بقلم/ هادي أحمد هيج
نشر منذ: 8 سنوات و 8 أشهر و 3 أيام
الجمعة 24 يوليو-تموز 2015 09:21 م
لقد منح الله الشرق الأوسط موقعا جغرافيا يتحكم في التجارة الدولية ؛ وجعله رابطا بين الشرق والغرب ؛ ولا غرابة فقد اختاره الله ليكون مهبط الرسالات السماوية ؛ واختيار الله خير كله ؛ وزاد هذه الأهمية ما منحه الله من خيرات جعل الشرق والغرب في حاجة اليه ؛ واصبح الصراع محموما للسيطرة عليه ؛ فإن لم فيخطب وده ؛ وهذه ليست جديدة فالفرس والروم من قبل البعثة وهم يتصارعون للسيطرة عليه ؛ وقد غير مجرى التاريخ بعثة محمد صلى الله عليه وسلم ؛ وجعل امة الاسلام يهابها الشرق والغرب ؛ وبضعفها عادت الامور الى ماكانت عليه ؛ وقد لخص لنا ذلك في كلمات بسيطة موجزة ؛ فاروق هذه الامة امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه الملهم الذي وافق رايه القرآن الكريم في أكثر من مرة ؛ حين قال : نحن قوم اعزنا الله بالاسلام فإن ابتغينا العزة في غيره اذلنا الله ؛ وقال : لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها .
هذا الاستهلال يدعوني للدخول للموضوع ؛ فقد وصل بنا الشتات والهوان منتهاه والامة تتلمظ تلمظ الام على وحيدها عندما يصاب ؛ وتتعلق بمن تتوسم فيه ولو بصيص امل انه يمكن ان يفيدها ؛ فكيف عندما تتوفر فيه عوامل النهوض ؛ فإنها ستلتف حوله التفاف السوار على المعصم ولن تفرط فيه ولن تخذله ؛ وسيقود بها العالم كله فهي انم تغلب من عدد وعدة وعتاد ؛ وما يحصل لها بسبب تشتتها واختلافها ؛ وظلم حكامها لها ؛ وعدم شعورها ان الحاكم يمثلها ؛ وإن استكانت فإنما غليان البركان حتى يصل إلى الانفجار فلا يبقى ولا يذر ؛ اما عندما تتوحد وتلتف حول حاكمها وتنطلق باتجاه واحد فهي مارد لا يستطيع مقاومته لا الشرق ولا الغرب وخذوا محمد الفاتح نموذجا ؛ وقد قال علماؤنا لو ان لي دعوة مستجابة لادخرتها للسلطان ؛ لان بصلاحه تصلح الامة ؛ ولا يمكن ان تتوحد الأمة مع حاكمها الا اذا توحد ولاة الامر ؛ الذين ذكرهم الله تعالى في كتابه الكريم في معرض الطاعة ؛ واجمع على تفسيرها السلف والخلف ؛ انهم الامراء والعلماء واخص بالذكر العاملين للسلام وبالاسلام .
فلو كنت حاكما خليجيا بما تمتلك من مقومات ؛ اجمع علماء الامة العاملين للاسلام من جميع الاقطار واتوحد معهم واجعل بيني وبينهم عقدا يتوحد على ضوئه الامة الاسلامية واسخر كل الامكانات لهدف واحد فقط ؛ ان يسود الاسلام العالم ولا اخشى في ذلك لومة لائم ولا صولة صائل ؛ واتحرر من ان ينطبق علي قوله تعالى { فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ }
اتجاوز هذا الضعف واحزم امتعتي وأتوكل على الله ؛ وسيكون ذلك والله والله والله خير الدنيا والآخرة ؛ وسيخلدكم التاريخ كما خلد - الفاتح - وقطز - صلاح الدين ؛ وقبل ذلك وبعده رضاء الله سبحانه وتعالى .
سيقول قائل ماذهب بك الى هذا الموضوع الذي يعرفه الخاص والعام ولا يحتاج الى تذكير ؟
اقول ذهب بي هذا من وجوه عدة :-
1-
لما أشاهده من احوال الامة
2-
لتوحد العالم علينا ؛ كما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم : " يُوشِكُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمُ الأُمَمُ مِنْ كُلِّ أُفُقٍ كَمَا تَتَدَاعَى الأَكَلَةُ عَلَى قَصْعَتِهَا ، قُلْنَا : مِنْ قِلَّةٍ بِنَا يَوْمَئِذٍ ؟ قَالَ : لا ، أَنْتُم يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ ، وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ ، يَنْزَعُ اللَّهُ الْمَهَابَةَ مِنْ قُلُوبِ عَدُوِّكُمْ وَيَجْعَلُ فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهَنَ ، قِيلَ : وَمَا الْوَهَنُ ؟ قَالَ : حُبُّ الْحَيَاةِ وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ ".
3-
لبشائر الربيع العربي فقد خرجت الامة من سباتها فإذا وجدت من يوحدها فستختصر الزمن
4-
لعاصفة الحزم وما أنتجته من عمل ميداني وقرارات اممية ؛ ولتحالف كثير من الدول تحت مظلة واحدة بمعنى انه اذا وجدة قيادة لديها عزم وحزم وامكانات يمكن توحيد كثير من الدول الإسلامية
5-
اتفاق إيران والغرب في الملف النووي وقدوم الإمكانيات المادية الإيرانية ؛ فإذا انفردت بالدول العربية واحدة واحده فسيكون اذاها قويا على اهل السنة اللهم سلم سلم
زعماء الخليج الكرة في مرماكم إما سعادة الدنيا والاخرة ؛ وإما خزي الدنيا والآخرة ؛ وعار عليكم ان تكون لديكم هذه المقومات وتتوافر لديكم القدرات وتتخاذلون عن القيادة
قد رشحوك لامر لو فطنت له
فاربأ بنفسك ان ترعى مع الهمل
والأخطار محدقة بكم فإما النهوض وتغيير الواقع وإما ستصلون بما فرطم فيه ؛ كما قال نصر بن يسار :-

ارى تحت الرماد وميض جمر
ويوشك ان يكون لها ضرام
فان النار بالعودين تذكى
وان الشر مبدؤها كلام
فان لم يطفها عقلاء قوم
يكون وقودها جثث وهام
وقلت من التعجب ليت شعري
اايقاض امية ام نيام
فإن يقضت فذاك بقاء ملك
وان رقدت فإني لا الام
فإن يك اصبحو وثوو نياما
فقل قوموا فقد حان القيام
ففري عن رحالك ثم قولي
على الاسلام والعرب السلام
ولا ينفع التدم ولات حين مندم فقد قال الشاعر :-
ارى نارا تشب على بقاع
لها في كل ناحية شعاع
وقد رقدت بنو العباس عنها
وباتت وهي امنة رتاع
كما رقدت امية ثم هبت
تدافع حين لا يغني الدفاع
وهذا وقت الدفاع والتأخر عواقبه وخيمة وأصبح الفرس الصفويين يحيطون بالامة من جميع الاتجاهات كما ذكر الشاعر :-
ابلغ يزيد وخير القول اصدقه
وقد تحققت أن لا خير في الكذب
بأن أرض خراسان رايت بها
بيضا اذا افرخت حدثت بالعجب
فراخ عامين إلا أنها كبرت
ولم يطرن وقد سربلن بالزغب
فإن يطرن ولم يحتل لهن بها
يلهبن نيران حرب ايما لهب
علماء الامة العاملين الوقت لا يحتمل وانتم من يستطيعون توحيد الامة لا غيركم ؛ حتى الحكام ليس لهم تأثيركم شاء من شاء وابى من ابى وتجاهل ذلك من تجاهل ؛ هذه حقيقة لا ينكرها الا جاهل او حاقد او مكابر ؛ وتأخركم في ذلك ستدفع ثمنه الامة غاليا وما أظنكم تجهلون ذلك
اللهم هل بلغت اللهم فاشهد