اعيدوا الأمل للشعب
بقلم/ دكتور / إسماعيل ناصر علي الجند
نشر منذ: 9 سنوات و 4 أشهر و 15 يوماً
الثلاثاء 11 نوفمبر-تشرين الثاني 2014 08:14 ص


الأخ الأستاذ /خالد محفوظ بحاح رئيس مجلس الوزراء

الأخوة / أعضاء مجلس الوزراء               المحترمون

بعد التحية والتقدير :

أتقدم اليكم في هذا اليوم التاريخي من حياة الشعب اليمني العظيم الذي كثرت مشاكله,وتفاقمت معاناته , بالشكر الجزيل لقبولكم القيام بهذه المهمة المصيرية رغم كل المخاطر المحيطة بكم وبالبلد برمته , وأدعو الله من كل

قلبي أن تتمكنوا وبتعاون كل الأطراف من إعادة الأمل للشعب كمرحلة أولى و كعملية اسعافية عاجلة.

يوجد اليوم نسبة كبيرة من الذين يتوقعون فشل حكومتكم لأسباب كثيرة وموضوعية ,وهناك من أعتبر أنها قد ولدت ميتة ورغم أنني من المتشائمين بشكل عام حول مستقبل اليمن وهي وجهة نظر كنت أرددها منذ سنوات وخاصة فترة وجود الأخ رئيس الوزراء في وزارة النفط ,بل وقبل ذلك حيث قلت حينها أنها سنوات سمان سوف يتبعها سنوات عجاف , ولكن البلد انزلقت في المجهول أكثر مما كان متوقعا,لأجدني اليوم ورغم كل التشاؤم أعلن أن أملي بالله كبيروثقتي لا محدودة بقدراتكم من خلال معرفتي بكم أتوقع بل وأؤكد انكم بإذن الله قادرون على أن تحققوا لليمن الأمن والاستقرار والتنمية , وهنا أناشد جميع القوى السياسية أن تحسن نيتها تجاه الحكومة وتتعامل معها بإيجابيةكاملة لأن الموضوع يتعلق بمستقبل أمة وصلت إلى أخطر مراحل الوجود الاجتماعي والسياسي كما أناشد أبناء شعبنا العظيم التوقف عن الاستسلام للإحباط و الانجرار لخدمة أية مشاريع عدا مشروع إنقاذ اليمن من الضياع .

لقد جئتم في ظرف تراكمت فيه الأوجاع ,وتكرست فيه الصراعات لدوافع وأسباب مختلفة ومختلقة في أغلب وجوهها ,لكنكم أمام التاريخ ستكونون مسئولون حتى عن مخلفات من سبقكم بحكم توليكم المسئولية في هذا الظرف الحرج وغيرالمسبوق.

أعيدوا الأمل للشعب فهو ركن البناء ,تجاوزوا مصالحكم مقابل المصلحةالعامة, اعتمدوا مبدأ الشفافية مع الشعب قبل أي طرف آخر ,فهو السند الدائم والأقوى ,وهو في نفس الوقت من بيده إفشال أي جهد لكم في حال لم يكن التواصل معه على المستوى المأمول ,لأن هناك من سيوصل رسائل أخرى إليه قد تتناقض مع أهداف ومتطلبات تشابك الجهود الوطنية من كل فرد ومن كل حزب وجماعة ,للحفاظ على الوطن كمظلة شاملة ومتساوية وحامية للجميع دون تفاوت ولا استثناء.

دولة رئيس الوزراء أرجو ألا يسجل التاريخ أن حكومتكم كانت آخر فصل من كتاب الجمهورية اليمنية وإنما يسجلها كمقدمة و فصل أول لمرحلة جديدة ليمن جديد يمن تسوده العدالة والمساواة والمحبة والعزة يمن يوحد القلوب والجهود والآمال من جديد ,و يكون فيه للعلم المكانة المطلوبة .

نعلم أن هذا الأمر ليس من السهولة بمكان ,بل هو في غاية الصعوبة ,ويحتاج لجهود استثنائية وجبارة ,لكنكم إذا ما بدأتم مشروع إعادة الأمل ,فسوف يكون الجميع إلى جانبكم حتى من توقع لكم الفشل.

 وفقكم الله وسدد على طريق الخير خطاكم.