آخر الاخبار
الثائر على عبدالله صالح
بقلم/ عبدالعزيز الصلاحي
نشر منذ: 11 سنة و 4 أشهر و 21 يوماً
الإثنين 05 نوفمبر-تشرين الثاني 2012 11:33 ص

قبل فترة ليست بالطويلة , كتبت مقالا بعنوان الثائر حميد الأحمر , وذلك إنصاف للرجل ودورة الرائد والسباق في نصرة ثورة الشباب الشعبية السلمية , وتضحياته الكبيرة ومغامرته من أجل الوطن نحسبه كذلك , وكان هناك الكثير من المعلقين على الخبر وكأن الصاعقة نزلت على رؤوسهم لا ندري ماهو مبررهم لذلك الرد ,ولا ندري ماهو موقفهم لو أن الرجل وقف إلى جانب النظام العبثي القاتل , بماذا سيصفونه وبأي خانة سيضعونه , وإنصافا أيضا لهؤلاء نكتب اليوم عن شخصهم المحبوب والمفضل وعن بطولاته وثوراته , وكما يحلو لهم تسميته بالزعيم ومن جهلم لم يعرفوا أن الزعيم الكبير قد تم القبض عليه وهو في حالة مهينه وانه قد تم القضاء عليه في ارض ليبيا الحرة الأبية وأصبح من جزءا من الماضي المظلم الكالح ..

نعم إن الزعيم الصغير كما يزعمون كان ثائر ولا يزال ثائر , ولكن ثورته من اغرب الثورات في العالم القديم والحديث , فالثورات وروادها وقاداتها يثورون من اجل رفع ظلم وقع , أو فساد استشرى , او ضد حاكم طاغ مستبد , او ضد حكم عائلي عنصري, او ثورة جياع لم يحصلوا على لقمة عيش يسدوا بها رمقهم , وكذلك في حال انتشار الجهل والفقر والمرض .

لكن ثورة علي صالح من نوع مختلف , وبنكهة مختلفة ,فالرجل يتمتع بنفسية شريرة تثور على كل شئ جميل , وعقلية متخلفة جاهلة تثور على العلم والتعلم , وحقد دفين على كل من حوله من الرموز والمبدعين , وعلى كل الوطنيين والغيورين على وطنهم , شهد اليمن استقرار ورخاء واستقلال القرار السيادي في البلاد نوعا ما في عهد الرئيس الحمدي , فثارة ثائرة الرجل وجن جنونه, وعمل ليلا ونهار من أجل إخماد تلك النهضة وضرب شأفتها والقضاء عليها , و كما تدل القرائن والشواهد بأنه المتهم الأول لإغتيال الحمدي أو أقل ما يكون انه هو المخطط والممول وصاحب المشروع الانتقامي .

في عام 90 شهد اليمن وحدة اندماجية تاريخية تؤسس لوحدة عربية متكاملة , إلا ان الرجل ونفسيته الشريرة كان ثائرا لوأد ذلك المشروع والقضاء عليه , وذلك من خلال القضاء على شركاء الوحدة , وتهميش أبناء الجنوب وإقصائهم من الوظيفة العامة , واستباحة الأرض والإنسان في الجنوب دون ضمير او أخلاق , ونشر الفساد والإفساد والفوضى.

في عام 93 شهد اليمن انتخابات حرة ونزيهة تعبر عن رأي الشعب واختياره , إلا أن الرجل لم يهدأ له بال ولم يقر له قرار حتى افسد ما بعدها من انتخابات سواء رئاسية او برلمانية او مجالس محلية , وجعلها وسيلة للتزوير والكذب والخداع والافتراء وتمرير المشاريع الصغيرة .

كان اليمن عبر الأجيال يتمتع بسمعة لا نظير لها ويتميز بالإباء وعزة النفس , فثار عليه وحوله إلى شعب متسول ومتخلف , شعب اليمن يتميز بالطيب والتسامح والفطرة السليمة فثار عليه و حوله إلى أنه مجموعة قبلية متخلفة تحترف القتل والغدر والإرهاب , إنه يثور على السلم الأهلي ويحوله إلى حرب قبلية مدمرة تحصد الأخضر واليابس , يثور على التعليم ويحوله إلى جهل مطبق , ويثور على انخفاض الأسعار ويحولها إلى أضعاف مضاعفة ,مثالا على ذلك كان كيس القمح في بداية حكمه يباع ب 70ريال أو اقل من ذلك فثار عليه وحول قيمته الى5000ريال , وقس على ذلك بقية السلع الغذائية وغيرها من الخدمات الأساسية , حتى العملة اليمنية كان 1دولار = 3ريال يمني فثار عليه وحوله إلى 1 دولار = 220ريال يمني , ثار على الجيش الوطني وحوله إلى جيش عائلي , ثار على الأمن وحوله إلى خوف , ثار على المغترب اليمني في دول الخليج عندما كان اليمني يُعامل معاملة أي خليجي ثار عليه حتى أصبح يتعامل معه كما لو أنه بنجالي أو هندي أو نيبالي , ثار على المساجد وأسس جامع الصالح , وعلى الجمعيات وأسس جمعية الصالح , وعلى المساكن وحولها إلى مدينة الصالح ,كان هناك ما يسمى لجنة مكافحة الفساد فثار عليها وحولها إلى لجنة للفساد , إنه رجل يدعوا إلى شئ ويثور عليه , دعا إلى الوحدة وثار عليها , ودعا إلى الديمقراطية وقضى عليها , ودعا إلى المبادرة الخليجية ويعمل جاهدا للتنصل منها , اختار هادي ليكون رئيسا ولم يعترف برئاسته , ثورات العالم تثور على الحكام والرجل يثور على الشعب , يثور الناس من اجل القضاء على حكم الفرد المتخلف المستبد وهو يثور من اجل حكم الفرد ومن اجل ان يستبد , يثور الناس من اجل رفع الظلم وهو يثور من اجل تثبيت القهر والظلم , الشعوب تتوق من اجل الحرية و العدالة وتطبيق القانون , وهو يثور على القانون ويهرب من العدالة ويصادر الحرية , العالم كله يعمل من اجل رفع الحصانة عن القتلة والمجرمين وهو يثور من اجل الحصول على الحصانة للقتلة والمجرمين , وما يزال الرجل يسير على نفس الوتيرة لم يكل ولن يمل , متربص لثورة الشباب السلمية ويتحين الفرصة للانقضاض عليها ومصادرة أحلام كل اليمنيين الذين يحلمون بوطن يسعهم ويحميهم , لأن نفسيته غير قابلة بأن يرى الشعب يتنفس الصعداء , نفسيته غير قابلة أن يرى الشعب يبتسم أو يحصل على شئ من الرخاء والاستقرار , إلا أننا على ثقة بيقظة الشباب وكل الغيورين على سلامة وامن الوطن , نحن على ثقة بان الشعب عرف طريقة فلن يرضى بعد اليوم أن يسمح لأحد ان يصادر حقوقه وحريته او ان يسلبه شموخه وكرامته , لم يعد مجديا الكذب والتزوير لم يعد مجديا المكر والخداع , لم يعد مجديا الحصار والتجويع , الشعب هو سيد نفسه ولا سيد عليه , الشعب اليمني يتوق إلى العزة والكرامة ’ أو الموت والشهادة .

Azizaz45@yahoo.com