للرئيس هادي : دير وجهك وراقب الوحش الغادر !
بقلم/ طارق مصطفى سلام
نشر منذ: 10 سنوات و 7 أشهر و 22 يوماً
الأحد 04 أغسطس-آب 2013 05:36 م

موضوع حركات التمرد العسكري بين صفوف الحرس الجمهوري المنحل الذي بدأت نواته في ساحة السبعين في محيط دار الرئاسة ومحاولة اقتحام دار الرئاسة ذاته ووزارة المالية ,والهتاف المرتفع ضد الحكومة والرئيس هادي .. الخ ,هو لاشك نواة لعمل قادم كبير وخطير يعد له صالح منذ وقت مضى ,وانا شخصيا قد وجدت من يحذرني (من مكروه قادم من عمل يدبر بليل لهذا الشعب والوطن )وهو أحد الاصدقاء من ذوي العلاقة المتميزة بأسرة صالح .. نعم فقد حذرني يوم الاثنين الماضي من عمل كهذا يعد له على قدم وساق بين انصار صالح في صفوف وحدات الجيش وقوات الامن ..

ثم أفاجئ بهذا العمل الذي تم في العاصمة صنعاء وتبعه عمل مشابه ومتناغم في محافظة مارب للألوية العسكرية المتموضعة هناك ,والأغرب تلك التصريحات لبعض الافراد من المشاركين بهذه الاحتجاجات من ان هذا العمل بداية لثورة تغيير كبيرة وشاملة !! ( إن ما يقومون به من احتجاجات هي ثورة تغيير – حسب قولهم – وأن العملية غير مقصورة على مأرب بل امتدت الى محافظات أخرى) أن الأمر يستدعي فعلا التأمل ثم التساؤل وحين نحتار في تساؤلنا الداخلي نطرحه كسؤال علني وبصوت مرتفع ..وماذا بعد ياخبره ؟.. اتقوا الله في هذا الشعب الصابر وعاملوا الله في هذا الوطن المعطاء .

هل ما حدث في نهار أخر جمعة من شهر رمضان المبارك (2غسطس 2013م )هو عمل مدروس ومليء بالخدع والمطبات وسوء النوايا والمقادير ؟ ولابد لنا من وضع المحاذير؟ هل هو عمل مخطط له ؟ هل هو بداية لشيء ما ؟ هل هو نواة لعمل كبير لاحق في فبراير القادم مثلا ؟ أو يسبق ذلك كثيرا قبل نجاح مؤتمر الحوار ويفشله ؟ولماذا؟ ولأي شيء يُعد ؟ لانقلاب مثلا ؟ انقلاب من وعلى من ؟ وكيف ومتى ؟ ماهي مساحته وما هي ادواته ؟ ما هو عمقه الجغرافي والاجتماعي ومن هي قياداته ؟ ما هو مداه ومن هي جهات تعميده ودعمه في الداخل والخارج ؟ وما هو برنامجه وما هي اهدافه الخ..

طبعا ما حصل في مصر الشقيقة وما قدمته الامارات والسعودية من دعم وغطاء لانقلاب السيسي ومازالتا تقدمانه ,فتح نفس الخبره على الأخر ليستغلوا معاناة شعب وغباء قيادة تدعي انها ثورية أو احزاب رائدة ,وفساد حكومة وخمول رئيس وصبر جماهير فقيرة مطحونة مغلوبة على أمرها ليشرعوا في الاعداد والتخطيط والتنفيذ لانقلاب مشابه !؟..

وهنا على الرئيس هادي أن لا يتجاهل الأمر وعليه أن يدير وجهه صوب الوحش الغادر ويراقب ما يدبر ويعد بليل ويحبط اعمالهم الغادرة الأثمة ,كما عليه ايضا أن لا يتجاهل الاخوة في الامارات والنافذين في الشقيقة الجارة الكبرى ويكتفي بعلاقته بقطر الداعم والسند , فلابد من زيارات عاجلة لأبوظبي والرياض تبدد الضباب القائم حاليا في سماء العواصم الثلاث (ونعزز من العلاقات الفاترة بفعل فاعل غير مستتر) كما يسعى صالح ويحرص على عدم انقشاعه (قريبا) حتى ينال مآربه منه ومنا.

وللرئيس هادي نكرر ونقول : دير بالك ووجهك صوب الوحش الغادر الكاسر الطليق وراقبه ,ولا تلتهي عنه بسواه من المهام الأخرى الثانوية أو بإحياء خصومات قديمة أو اختلاق خلافات جديدة مع جهات واطراف أخرى حليفة أم مناوئة في الداخل أم في الخارج فهذا تحديدا ما يريده الوحش الغادر اياه وهو منتهى رغبته ومناه .

نعم لم يبقى لنا من أمل في هذا الوطن سوى الشباب الحر الواعد ,وهم المساحة الحية والمتجددة في جسد هذا الوطن الهرم والمتهالك , وهم ايضا أمل الأمة في غد مشرق مزدهر .

نعم على الشباب الحر الناهض في كل المكونات والاطياف أن يوحد ارادته وأهدافه وألياته بتوحيد حركته وكيانه ,وان لا يدع لاحد ان يستغبيه ويضحك عليه ويستغله لمآرب سيئة وخبيثة بدأت تلوح في الافق..

على شبابنا الحر الصاعد ان ينهض عاجلا بوعي وبقوة وسليما وشامخا ليقوم بواجبه في تنفيذ المهام الجسام وليأخذ دوره ومكانته بين الصفوف وفي مقدمتها, وأن يكون المبادر والفاعل من أجل العمل المثمر والبناء العظيم الذي يخلد اليمن في أعلى مكانة ويضعها في مقدمة الصفوف ويحفظها بين أغلى وأعز الأمم .

على الشباب الحر الواعد ان ينهض للبناء والعمل لإنجاز الهدف النبيل والعظيم في إنقاذ هذه الامة المتعبة التي تكاد أن تقع في المحذور وتهوي في المنحدر فهو املها المعقود بل هو غاية الامل . فهل يفعلوا ؟.

أعرف أن صديقي طيب السيرة والذكر (المذكور انفا) أنه أسرع بالتحذير اياه أملا مني أن أسرع بنقل الرسالة والايفاء بالأمانة بإبلاغ رفاق الدرب والمسير واحاطتهم علما بالأمر الجلل وهو لا يعلم أنهم انشغلوا عنا بعد أن تخلفوا عن الركب وخالفوا ذلك المسير, فتلك كانت عندهم ثورة شبيهة بذلك (السوق الذي قام ثم انفض) فأنفضوا عنه وعنا ولم تبقى من تلك المآثر سوى الذكرى الطيبة لأيام نضال ترسخت ومواقف حميمة تعمقت هي الملاحم المنقوشة في العقل والوجدان بحبر لا يمحي ولا يجف ومحصنة بنبض لا ينتهي أو يموت بتقادم الايام وتغير الزمن

نعم ذلك (تحديدا) هو السبب الذي جعلني أُبلغ رسالة صديقي الوفي للرئيس هادي في العلن عوضا عن عرضها في السر .

اللهم اني ابلغت اللهم فاشهد .