آخر الاخبار

تصريحات مفاجئة لرئيس الأركان الأمريكي: هناك قدرات لا نرغب في تقديمها لإسرائيل! تصريحات مفاجئة لرئيس الأركان الأمريكي: هناك قدرات لا نرغب في تقديمها لإسرائيل! تصريحات مفاجئة لرئيس الأركان الأمريكي: هناك قدرات لا نرغب في تقديمها لإسرائيل! مجلس الوزراء يُغرق وزارة الدفاع بالثناء اللفظي ويتجاهل صرف رواتب الجيش واستحقاقات وزارة الدفاع المالية صناعة القرارات الرئاسية في زمن رئيس مجلس القيادة الرئاسي.. قرارات تعيين رغم اعتراض غالبية الرئاسي وقرات يتم تهريبها بسرية .. تفاصيل لجنة المناصرة والتأثير بمحافظة مأرب تعقد ورشة عمل ناقشت دور السلطة المحلية والأحزاب والمنظمات في مناصرة قضايا المرأة رسالة من أمهات وزوجات المختطفين لقيادات جماعة الحوثي : ''نأمل أن نجد آذانا صاغية'' في اجتماع بقصر معاشيق.. قرارات وموجهات جديدة للحكومة اليمنية خلال رمضان فقط.. رابع حادثة وفاة لمختطفين في سجون الإنقلاب الحوثي قضاة محكمة العدل الدولية بالإجماع يوجهون امرا لإسرائيل .. تفاصيل

الحاجة إلى فاعل أكثر من الحاجة إلى قائل
بقلم/ جلال أحمد الحطام
نشر منذ: 11 سنة و 10 أشهر و 13 يوماً
الإثنين 14 مايو 2012 08:50 م
يروى أن يزيد بن أبي سفيان لما ولاه أبو بكر على الشام خطب لأول مرة في الناس فارتج عليه ، فعاد إلى الحمد ثم ارتج عليه ثلاث مرات ، فقال : يا أهل الشام ، عسى الله أن يجعل بعد عسر يسراً وبعد عيٍ بياناً ، وأنتم إلى إمام فاعل أحوج منكم إلى إمام قائل "

عودنا الرئيس المخلوع على كثرة الخطابات التي كانت تغلب عليها صفة " الأقوال لا الأفعال" حتى كان المواطنون إذا سمعوا منه وعداً توقعوا عكسه فكانوا إذا سمعوه يتحدث عن خفض الأسعار قالوا اللهم سلم .. فغداً سترتفع الأسعار .

وقد كان يرتجل خطابات شبه يومية في كل زيارة أو احتفال يحضره وكانت خطبه تحوي عبارات غير منسقة وتفتقر إلى أبسط قواعد اللغة حيث كان يقول كل ماخطر على باله أو سمع به في جلسة القات مع جلسائه المقربين من ألفاظ وكلمات لا تليق برئيس دولة ، كما كانت تتميز خطاباته بتغيير لتركيب الكلمات حيث حول كلمة " اقتصاد " إلى اقتصاط " و " صعدة " إلى " صعطة " و" أيها " إلى " أيهِ " وأجِندة بكسر الجيم وسكون النون إلى أجنِدة بسكون الجيم وكسر النون وغيرها وغيرها من الكلمات التي تغير تركيبها في لغة المخلوع لجهله وثقافته المحدودة .

وهاهو يطل علينا الرئيس هادي بخطابه الأول بعد مايقارب الشهرين والنصف من انتخابه رئيساً ليلقي خطاباً مفيداً بكلمات رزينة وعبارات منسقة .. هذا الخطاب الذي نستشف منه ملامح المستقبل ، والذي أكد فيه أن الحرب على القاعدة لم تبدأ بعد وأنه سيتم ملاحقتهم في كل مدينة وقرية ليعود النازحين إلى مناطقهم ، وبأنه لن يسمح بانقسام الجيش وستكون قيادته موحدة ، وأنه سيبتعد عن التنظير غير الواقعي والإسراف في وعود لا يمكن تحقيقها ولعله في ذلك يلمح إلى من سبقه والذي كان يسرف في الوعود التي لم يتحقق منها شيء ، ودعا القوى السياسية إلى تغيير خطابها التحريضي ، واحترام حق الاختلاف وتوجيه كل القدرات لترسيخ قيم السلم الاجتماعي ، كما انتقد الإعلام الرسمي الذي كان له دور في تأجيج الخلافات وتصعيد الفتنة وخاصة قبل تشكيل حكومة الوفاق الوطني حيث قال أنه بدا منفلتاً في الفترة الماضية وغاب عن ادراك وظيفته الاساسية والتي هي ترسيخ قيم الوحدة الوطنية والاجتماعية وتبني قضايا المواطنين وكشف الفساد ... لقد حددت كلمته ملامح الاستراتيجة القادمة للرئيس والتي بتحقيقها سنخطو خطوات في الاتجاه الصحيح وسنحقق أهم مطالب الشعب وعلى رأسها هيكلة الجيش كما أوضحت الكلمة عزمه على تحقيق ذلك ، ونقول له نعم أيها الرئيس هذا ما نريد تحقيقه وإذا صدقت النوايا وعزمت على تحويل الكلام حقائق على أرض الواقع فإن الشعب كله سيكون عوناً وسنداً لك وهذا ما نأمله من شعبنا الإيمان والحكمة .

إن كلمة الرئيس كانت موفقة ولم يشوبها في نظري إلا بعض الكلمات التي يستعيرها من لهجته الدارجة وياليت رؤساءنا ومسئولينا يحضرون دورات في الخطابة وقواعد اللغة لأن الخطابة بالفصحى تشد السامع وتجذ ب المتابع ولوكان أمياً كما تضفي على صاحبها مهابةً وجلالاً ، ولكننا على كل حال نقول ماقاله يزيد بن أبي سفيان " إن حاجتنا إلى رئيس فاعل أكبر من حاجتنا إلى رئيس قائل " حيث تحتاج البلاد إلى أفعال لا أقوال .