كاتبة مصرية تصف الزنداني بـ ''الشيخ الذي لم يهدأ'' وتكتب عن جامعة الإيمان ''نشأتها وأهدافها'' الرئيس العليمي يتسلم دعوة من ملك البحرين شاهد.. صورة للشيخ عبدالمجيد الزنداني اثناء مرضه التقطها نجله دون علمه.. ماذا كان يكتب الشيخ الزنداني؟ اليمن تبحث مع كوبا وقبرص سبل تعزيز العلاقات وتطويرها حادثة جديدة في البحر الأحمر 2023 العام الأكثر تسليحاً في التاريخ الحديث.. تعرف على حصة الشرق الأوسط من هذا التسليح (السعودية تتربع) تعرف على خصم العين الإماراتي في نهائي أبطال آسيا وموعد مباراتي الذهاب والإياب نكسة كبيرة لليفربول تبعده أكثر عن اللقب عن مدينة إب.. لماذا سميت بهذا الأسم؟ وما اسمها القديم؟ روسيا تستخدم الفيتو ضد قرار أممي
لا نريد العودة كثيراً إلى الماضي الدموي الحزين في أرض الجنوب الحبيب ، فكل المآسي التي أصابت هذا الجزء العزيز من الوطن لم تكن آثارها حصراً عليه ؛ بل شملت كل الوطن اليمني ، ولم تزل جراحاتها تعشش في كثير من المناطق والبيوت والأسر حتى اليوم .
وحيث أن الوحدة اليمنية ظلت حلماً لأجيال متعاقبة ، وقد قدّم اليمنيون الكثير من التضحيات في سبيل تحقيقها ، وقد تحققت بعد مخاض عسير ، وفرح الشعب بذلك الفجر الجميل ،واستبشر خيراً ، وعاش لحظات رائعة مع الآمال والأحلام الوردية بمستقبل حضاري عظيم ينتظر الوطن وأبناءه ، والتي سرعان ما اشتعلت المطامع لدى السياسيين ، وفجرت معارك الحقد والكراهية بين أبناء الوطن الواحد خلال حرب عام 94م التي أصابتنا لعنتها وزرعت العداوات وفتحت الباب أمام مرضى العقول والنفوس ليزيدوا نيران الفرقة اشتعالاً ، حتى وصلنا إلى انتشار ثقافة الكراهية والمناطقية وإثارة النعرات ، وخصوصاً لدى الجيل الجديد من أبناء الجنوب الذي لا يعرف حقيقة من يقودونه إلى الهلاك من أصحاب المصالح الضيقة والأطماع وصناع الفتن ، ورسل الشر لأعداء الوطن .
وبما أن الأخطاء قد حصلت والظلم قد شمل الكثير من أبناء اليمن ، وبتنفيذ قيادات الماضي البغيض في الجنوب والشمال ، وإن كانت أغلب تلك القيادات تتنعم بخيرات الوطن و تشعل فتيل الفتنة – حالياً – ودون حياء وتحاول العودة إلى واجهة الأحداث مستغلة الأوضاع السياسية التي تعيشها البلاد .
وحيث أن أي صراع لابد له من نهاية ، فلماذا لا نحتكم إلى صوت العقل بدلاً عن صوت السلاح ، ولماذا لا يعود دعاة الفتنة إلى رشدهم ويكتفون بوجبات السحل والدفن الجماعي للأحياء والتشريد لأبناء الجنوب وأنهار الدماء التي أسالوها في كل الشعاب والوديان ؟ ولماذا لا يتركون أبناء الجنوب أن يعيشوا حياة حرة كريمة بعيداً عن لعبة المتفجرات والاغتيالات والتصفيات والمعاناة واليتم ؟
فطالما أن صوت المظلومين قد دوى في أصقاع الأرض ، وظهر الحق وتم الاعتراف بحقوق الناس والاعتذار عن الأخطاء التي رافقت مسيرة الوحدة ، فلماذا لا يتجه الأخوة في الجنوب إلى ما فيه مصلحة الوطن بكامله ، ويبتعدون عن الخيار المأساوي الذي يتبناه من في قلوبهم مرض ، وأصحاب المصالح الضيقة ، ولماذا لا يختارون طريق الصواب ، من خلال البديل الأفضل لدعوة الانفصال والعنف والدمار الشامل ؟
لماذا لا يتم الحوار على قاعدة بناء الوطن الجديد والدولة المدنية الحديثة، والانتقال من المطالبة بفك الارتباط والانفصال الذي لوحصل فسنعود إلى مآسي الماضي وصراعات الزمرة والطغمة والدحبشة والحركشة والرفاق والإخوان والخيانة والعمالة ، والتصفيات والدماء التي لن تتوقف ، وغيرها من المآسي .
فبدلاً عن ذلك لماذا لا يتم فرض الأمور المنطقية المقبولة التي تبعد الوطن عن الصراعات وتزرع الابتسامة بدلاً عن الألغام ، والحب بدلاً عن الكراهية ، وتؤسس لحياة مليئة بالسلام والأمن ، ينتعش في ظلها الاقتصاد وتنتشر المشاريع الاستثمارية العملاقة في كل ربوع الوطن ، ويعم الخير والعدل ، ويشعر الإنسان اليمني بمكانته وقيمته داخلياً وخارجياً ، وتتصدر الكفاءات الوطنية قيادة المرحلة المقبلة ، ويحل النظام والقانون بدلاً عن الفوضى ، ونتقدم خطوات إلى الأمام بدلاً عن الهرولة إلى وديان الضياع والرجوع إلى حياة القرون الغابرة .
لماذا لا يستغلون فرصة الحوار الوطني ليثبتوا حبهم ووطنيتهم ويسلكوا طريقاً يخلدهم لدى الأجيال ، ويفتحوا صفحة جديدة ، وينيروا الدروب أمام الجيل الجديد ، ويشعلوا الشموع بدلاً من أن يلعنوا الظلام ، وتكون المبادرة إلى المستقبل الآمن من قبلهم ، فأملنا مازال فيهم أكبر مما يتصورون.
فطريق الحياة أفضل من طريق الموت ، وباب الشر إن فُتح يصعب إغلاقه .ويكفي السير وراء الأشرار ، وتكرار تجارب الماضي.