عيد.. وطن.. رجال.. وشهداء
بقلم/ محمد الحاج سالم
نشر منذ: 10 سنوات و 10 أشهر و 27 يوماً
الأحد 19 مايو 2013 05:47 م

بعد أيام قلائل تهل علينا الذكرى 23 ليوم الثاني والعشرين من مايو العظيم اليوم التاريخي الخالد في حياة شعبنا اليمني اليوم الذي توحدت فيه اليمن أرضا وشعباً ودولة وودع فيه أبناء اليمن عهود التشطير والفرقة والماضي المأساوي البغيض والى غير رجعه  بعد أن أعلن اليمنيون شمال وجنوباً عن وحدة اندماجية بين أبناء شعبنا اليمني الواحد الموحد  منذ الأزل هذا اليوم التاريخي البارز الذي امتزجت دموع ألفرحة - مدرارا - على مقل أبناء اليمن قاطبة من شدة مشاعر السرور والبهجة في تلك اللحظات الفرائحية للعرس اليمني حين تلاشت الحدود الوهمية  وتم إعلان قيام الجمهورية اليمنية  وإنهاء الحدود التشطيرية التي كانت نتاجاً لمخلفات الاستعمار البريطاني وحكم الإمامة الكهنوتي .

وتكتسب احتفالات شعبنا اليمني بذكرى الثاني والعشرين من مايو هذا العام أهمية تاريخية ووطنية كونها تتزامن مع تواصل جلسات أعمال مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي ارتضى به أبناء اليمن –أحزابا وتنظيمات ومكونات وشرائح اجتماعية ومدنية ونسوية وشبابية وغيرها –للمشاركة فيها والجلوس إلى طاولة حوار واحدة مهما اختلفت رؤاهم واتجاهاتهم وانتماءاتهم لما من شأنه حل المشكلات التي تعاني منها البلد برمتها ومعالجة الأوضاع والاختلالات وإزالة التداعيات وبؤر التوترات والاحتقانات والصراعات والمماحكات السياسية الضيقة التي أفرزت واقعاً مأساويا ودموياً عنيفاً خلال الفترات الماضية التي حاولت خلالها قوى النفوذ والصراع في السلطة والدولة والقبيلة أن تمارس نفوذها لفرض هذا الواقع الرديء على الآخرين في سبيل الانفراد بالحكم والاستئثار بثروات ومقدرات وموارد البلد من العائدات النفطية والسمكية والضريبية والجمركية والسياحية والاستثمارية وغيرها لصالح تلك القوى العسكرية والقبلية المتنفذة.

ومع اقتراب الاحتفالات الوطنية العرائسية البهيجة بالعيد الوطني 22من مايو باعتباره عيد الأعياد الوطنية كونه يشكل علامة فارقة يتنقل خلالها - اليمنيون – من صراعات الماضي الأليم إلى بناء الدوله الحديثة ودولة النظام والقانون خصوصاً وان تباشير هذا العيد تحمل ملامح اليمن الجديد الخالي من عقد وتعقيدات الصراعات الماضية نحو أفق المستقبل الواعد لأبناء شعبنا اليمني العظيم مع اقتراب هذه الاحتفالات الفرائحية العظيمة بيوم 22من مايو من هذا العام يبرز أمام فرقاء العمل السياسي في بلادنا دور وطني عظيم يتمثل في وجوب التزامهم بالموقف الأخلاقي (الأدبي) والوطني تجاه عيد الأعياد ال22من مايو وترجمة هذا الموقف النبيل على ارض الواقع ليكون نقطة الانطلاقة الأولى لإظهار حسن النوايا(قلباً وقالباً)في هذا العيد نحو بناء الأرضية الصلبة ومد جسور التفاهم والوفاق والاتفاق بين كل الفر قاء من اجل مصلحة اليمن ومصلحة أبنائها الطيبين وتعزيز اللحمة والنسيج الوطني.

ما أحوجنا اليوم إلى التآخي والوئام والسلام وما أحوجنا للترفع عن الصغائر والمكايدات السياسية والحزبية الضيقة والمناكفات الإعلامية ما أحوجنا لمراجعة حساباتنا وترك الأنا وإعادة صياغة مفاهيمنا بعيداً عن التأويل والخلط او الغموض ما أحوجنا اليوم في مناسباتنا الفرائحية 22مايو عيد الوحدة وقيام الجمهورية اليمنية المباركه لان نزجر النفس الأمارة بالسوء ونفتح صفحة بيضاء نرسم فيها أحلامنا وطموحاتنا في العيش بكرامة وعزة وشموخ في وطن آمن ومستقر ليس له حدود تعيق آمالنا او أحلامنا وطموحاتنا نحو المستقبل الباسم والجميل ما أحوجنا اليوم ان نرمي خلافاتنا جانباً ونبحث عن نقاط الالتقاء وتعزيزها لتكون قاسماً مشتركاً للجميع ونبذل قصارى جهودنا من اجل إنجاح مؤتمر الحوار الوطني ودعوة ممن لم تشارك من المكونات والشرائح المجتمعية في الحوار للمشاركة في الحوار كسنة إلهية أمر بها المولى عز وجل والخروج بنتائج من اجل مصلحة الوطن وتقليبها على المصالح الشخصية أو الأنانية الضيقة.. ما أحوجنا الى ترشيد الخطاب السياسي في وسائل الإعلام الرسمية والحزبية والأهلية بعيداً عن التخوين والإقصاء والتهميش وبعيداً عن الحسابات الضيقة او المصادرة للرأي والرأي الآخر او تسخيرها لمهاجمة الخصوم (من فرقاء العملية السياسية) فبالأمس ساندت وسائل الإعلام المختلفة الرئيس هادي حيث كان مرشحاً توافقيا للانتخابات الرئاسية 2012م والتي كان نجاحه فيها كرئيس شرعي حظي بالإجماع الشعبي والإقليمي والدولي رحمة على الأطراف المتصارعة على السلطة التي كادت ان تفجر الأوضاع وتشعل حرباً اهلية في اليمن لن يسلم منها احد فلماذا تنكرت تلك القوى اليوم للرئيس هادي الذي يقف على مسافة واحدة من الجميع دون ولاء لأي حزب كان؟ لماذا أنكرت تلك القوى المتصارعة الجميل لفخامة الرئيس عليها وأعطت الضوء الأخضر لبعض الوسائل الإعلامية لان تهاجم الرئيس وأنجاله دون حق؟

 إذن لا يوجد أي مبرر يستدعي شن هذه الهجمة الإعلامية على فخامة الرئيس هادي الذي لم يطلب الولاية لانه يدرك جيداً ان "من طلب الولاية فلا تولوه " لذا جاء الى كرسي الانتخابات الرئاسية كمرشح توافقي لطرفي الصراع آنذاك ولن يرشح نفسه للرئاسة او يستخدم أي نفوذ او تسلط لغرض ترشيحه للانتخابات ومع ذلك نال ثقة شعبنا اليمني المطلقة وفاز بنسبة 99،7من إجمالي أصوات الناخبين وقاد البلاد الى بر الأمان وجنب البلد ويلات الحرب والدمار ومن دورات الدم وإذا ما عرجنا على ما تناولته بعض وسائل الإعلام التي تفتقد لأبسط مقومات الرسالة الإعلامية النبيلة في حملات إعلامية ظالمة كانت تستهدف فخامة الرئيس هادي ونجله والادعاء بأنه يسمح لأنجاله التدخل في عمل الوزارات وفروعها في المحافظات وانه يؤسس لجيش اسري يكرس نفس السياسات السابقة التي كانت تقوم بها أطراف الصراع العسكري القبلي والديني والتي جاءت المبادرة الخليجية للتوفيق بين تلك الأطراف وتهدئة الأوضاع العسكرية والأمنية وتداعياتها التي كادت ان تنفجر لتغرق اليمن في حرب أهلية مدمرة.

تلك الادعاءات بالتمديد وما أدراك ما التمديد وبالتدخلات في شؤون السلطات ما هي إلا خزعبلات وأكاذيب باطلة ولا أساس لها من الصحة ولا توجد إلا في أذهان أولئك الذين يتصورون أنهم يختصرون هذا الوطن وثرواته ومقدراته في قبائلهم وعشائرهم وشخوصهم ظناً منهم ان البلد هي ملكية خاصة لهم وان من حقهم نهب ثرواتها ومقدراتها ووارداتها والمال العام في خزينة الدولة إلى جيوبهم الخاصة وحساباتهم التي فتحت في دول الخليج واروبا وأمريكا وأفريقيا وشرق آسيا.

الرئيس هادي ليس نسخة من تلك القيادات الهزيلة والدموية التي أضحت مرفوضة على المستوى الشعبي والرأي العام الإقليمي والدولي الذي وقف ومازال يقف بكل ثقله الى جانب رجل الإجماع ومنقذ اليمن ومؤسس الدولة اليمنية الحديثة فخامة الرئيس هادي الذي استطاع خطف الأضواء وتحقيق الانجازات الوطنية العملاقة المتمثلة في انجاز المبادرة الخليجية في مرحلتها الأولى والمراحل اللاحقة والقرارات الرئاسية الشجاعة لفخامته في ما يخص هيكلة القوات المسلحة والتأسيس لبناء جيش وطني حديث يكون ولاؤه للوطن والشعب لا ان يكون ولاؤه لفرد او فئة او حزب أو قبيلة مما يدل ان الرئيس هادي هامة سياسية ووطنية بحجم هذا الوطن المعطاء وما تمديد الحكم إلا وهم من تلك الأوهام والهلوسة المعشعشة في رؤوس أصحابها الذي فاتهم القطار بعد ان انطلق الى الإمام وهم مازالوا في طغيانهم يعمهون بعد ان فقدوا البصر والبصيرة وخابت آمالهم في محاولة إرجاع عملية التقدم والتحديث والتطور التي يقودها الرئيس هادي الى الوراء.

ان شتم وقذف فخامة الرئيس هادي بما ليس فيه لايعتبر عملاً سياسياً أو اخلاقياً بل انه عمل وهن وهش لا يمت للرأي والرأي الآخر وحرية الصحافة والتهدئة السياسية والحزبية والديمقراطية والحرية بصلة انه رجس من عمل الشيطان يقود بصاحبه الى الانحطاط والسقوط في هاوية الرذيلة والفحشاء والمنكر والبغي ومثل هذا العمل يدل على الفشل واليأس وعدم القدرة على مواكبة المتغيرات والإساءة الى حرية التعبير أو القدرة على النقد الهادف والبناء لا النقد غير الواعي والهدام أن التجارب ألسياسية والحزبية قد أثبتت فشلها في كثير من البلدان وعلى كافة النواحي والصعد ولاسيما تلك البلدان التي لم يكن فيها العمل السياسي والحزبي من اجل الوطن والشعب وكثيرة هي المؤامرات والدسائس والفتن التي فشلت في الماضي وستفشل في المستقبل واليمن كبيرة وذات تاريخ وحضارة والشعب اكبر وأعظم وهو سيد مخلوقات الأرض كما أكد ذلك البروفسور (جواد العلي )في مجلداته العشرة (المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام ).

أليس لهؤلاء النفر من القوم أن يكبروا بما هي عليه اليمن في عيون العالم ولمصلحة من تلك الحملات المشبوهة الموجهة ضد فخامة الرئيس هادي؟ ونصيحة لهؤلاء إن يتعظون ويتعلمون ويستلهمون الدروس والعبر من ذلك التاريخ .

كلمة أخيرة ونحن نستقبل عيد الأعياد علينا ان نتذكر ونترحم على أولئك القادة العظام الذين سطروا بدمائهم الطاهرة اللبنات الأولى لهذا اليوم الخالد في ظروف كانت بالغة التعقيد ونتذكر منهم اشرف الرجال وأشجعهم شهيدا العفة والنزاهة والنضال الوطني الرئيس سالم ربيع علي ( سالمين ) وأخاه رائد النهضة ومشروع الوحدة الرئيس الشهيد ابراهيم الحمدي اللذين ذهبا ضحية مؤامرات خسيسة داخلية وخارجية وإقليمية ودولية والشهداء الذين سقطوا على دربهما نسال لهم من الله الرحمة والمغفرة والرضوان .

وإنني على يقين راسخ بان التاريخ مليء بالمفاجآت للسير العطرة لهذين العملاقين وغيرهما من عشاق الوطن وقريباً سيطلع الرأي العام على بعض تلك المفاجئات التي ظلت في عقول وقلوب شعبنا اليمني لأكثر من خمسين عاما ونسأل الله السداد والتوفيق والله المستعان .