الدور المطلوب من الدول الراعية للمبادرة الخليجية
بقلم/ د. عقيل المقطري
نشر منذ: 11 سنة و 11 شهراً
الجمعة 18 مايو 2012 09:05 م

تبحث أمريكا دائما عن المبررات لغزو البلدان التي لها فيها مصالح بحجج متعددة منها حقوق الإنسان ومحاربة الإرهاب والحفاظ على المصالح .. فإن لم تجد حجة جاهزة خططت لإيجادها ومعلوم للقاصي والداني ما قدمه نظام صالح من تنازلات وخدمات لأمريكا وما نالت أمريكا تلك التنازلات في أي بلد من البلدان إلا في أفغانستان والعراق وفي ضل الحرب والاحتلال وهل هناك شيء أكبر من أنه سلم لهم اولاده وإخوانه ليربوهم على نظرهم ليكونوا من أبنائها البررة وسمح لأمريكا بانتهاك سيادة اليمن ونشر جواسيسها في كل مكان بل كانت تقصف بعض المواقع فيما تدعي أنها للقاعدة بحسب جواسيسها أو تقتل بعض الأفراد بزعم أنهم من القاعدة وتعود إلى قواعدها وربما بدون علم من نظام صالح لأنه قد منحهم ترخيصا وبناء على هذا فلا يحتاج الأمريكان للرجوع إليه بل كان يكذب ويقول إن طائراته هي التي قصفت فتكذب أمريكا الخبر وتقول بل طائراتها بدون طيار هي التي قامت بتلك العمليات وقد صرح رئيس وزراء حكومة الوفاق باسندوة بأن قصف الطائرات الأمريكية بدون طيار لم يكن بإذن من حكومة الوفاق وإنما وفق اتفاق مسبق مع نظام علي صالح هذا وقد حاول الغرب بقيادة أمريكا سابقا للنزول بجيشها إلى الأراضي اليمنية لولا الله أولا ثم قيام هيئة علماء اليمن بعقد مؤتمر لتدارس خطورة التدخل الأجنبي وصدر عن الهيئة بيان أعلنوا فيه فريضة الجهاد فيما لو نزلت أي قوة أجنبية لليمن كون ذلك يعد احتلالا للبلد وأعقب ذلك المؤتمر مؤتمر لمشايخ ووجهاء وأعيان اليمن أيدوا فيه بيان هيئة العلماء وأنهم مستعدون للجهاد فيما لو حدث أي تدخل أجنبي وكان المؤتمران قد عقدا قبل مؤتمر لندن الذي أقامته دول الغرب حول اليمن بأيام قليلة وصدر عن دول الغرب تطمينات طمئنوا فيها علماء ومشايخ ووجهاء اليمن أنهم لن يتدخلوا في شئون اليمن والغرب يعرف ثقل العلماء والمشايخ والوجهاء في اليمن لكن أمريكا وبعد الثورة السلمية تجد الفرصة سانحة لهذا التدخل نظرا لضعف النظام السابق ولانقسام الحكومة الواضح والفراغ الأمني الكبير وسقوط بعض المحافظات في أيدي القاعدة والحوثيين والأمر قابل للتطور والانتقال من محافظة لأخرى رغم أن الحكومة اليمنية وإن كانت تعمل بنصف طاقتها فقط إلا أنها جادة في ترسيخ الأمن والاستقرار في البلد وتعمل لأجل ذلك من خلال محاور عدة أما علي صالح الحليف القديم لأمريكا فلا يزال يعرقل عمل حكومة الوفاق بكل ما أوتي من قوة ومع هذا فأمريكا إلى هذا الوقت لم تردعه عبر المنظمات الدولية كمجلس الأمن كونها راعية للمبادرة الخليجية وذلك من خلال فرض عقوبات عليه وعلى أفراد عائلته بإدراجهم في قائمة الإرهاب وتجميد أرصدتهم التي لم تكشفها إلى الآن ولحاجة في نفس يعقوب بل إن دول الغرب قاطبة تراه يهرب الأسلحة الثقيلة والمتوسطة من المعسكرات التي لا تزال تحت قيادة أفراد من أسرته ويخزنها في أماكن مجهولة بل وتراه يسرب بعض الأسلحة ويسلم المعسكرات بكل عتادها للحوثيين ويسلم بعضها لتنظيم القاعدة بل إن من تحالفات بقايا النظام السابق مع الحوثيين إرسال مجموعات من أفرادهم متمظهرين بمظهر القاعديين للانضمام إلى أنصار شريعتهم أو تنظيم القاعدة ولو عبر معسكرات مستقلة لكنها تقاتل الجيش النظامي الذي يقاتل في أبين وتقوم بعمليات انتحارية أو اقتحام لبعض المعسكرات التي لا يزال قادتها من الموالين للنظام السابق من خلال تسهيلات أولئك القادة لاقتحام تلك المعسكرات فتكون النتيجة قتل وذبح العشرات من أفراد الجيش واعتقال العشرات وأخذ كثير من العتاد العسكري الذي يواجهون به اليوم الجيش كما حدث سابقا في أبين وتوالت خيانات أخرى بعد قرارات هادي بإقالة بعض أفراد من عائلة صالح وهذه العمليات التي تنسب لتنظيم القاعدة تذكرنا بما كان يحدث في العراق من قبل الرافضة ضد أهل السنة وإن القصف العشوائي الحاصل اليوم على جعار وزنجبار لا يمكن أن يكون من صنيع تنظيم القاعدة بل هو أشبه بما كان يقوم به الرافض في العراق وتقوم به مليشيات جزب الله في سوريا ضد أبناء السنة ومناطق السنة وأن كانت أمريكا قد قامت بإصدار قرار يسمح بتجميد أصول كل من يساهم في زعزعة الأمن والاستقرار في اليمن أو يتمرد على قرارات الرئيس هادي لكن المطلوب منها ومن الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن في الأيام القليلة القادمة باستصدار قرار حاسم ضد علي صالح وأفراد عائلته والضباط الذين لا يزالون يتمردون على قرارات الرئيس هادي وتجبرهم على رد جميع الأسلحة التي نهبت من المخازن إلى أماكنها كما تجبرهم على تنفيذ قرارات الرئيس هادي حرفيا وتضغط عليهم بالخروج من اليمن لأنهم يغذون الفوضى والانفلات الأمني ما لم فتصنفهم ضمن الإرهابيين كونهم يقفون معهم في خندق واحد كما قال برينان إن النظام السابق يقوض عملية الحرب على الإرهاب حسب تعبيره وهكذا فإن على أمريكا إن تصنف الحوثيين كجماعة إرهابية لأنها تقوض الأمن والسلم في اليمن وتشكل خطرا على السلم العالمي كما صنفت من قبل حزب الله اللبناني وتنظيم القاعدة فالحوثيون لا يقلون إرهابا عن القاعدة أو حزب الله اللبناني أو مجاهدي خلق الإيراني وعلى أمريكا أن تترك سياسة الكيل بمكيالين

إن أمريكا تعلم تماما مدى التحالف القوي بين علي صالح وعائلته وبين الحوثيين منذ قيام الثورة الشعبية السلمية فلقد كانت إحدى رجلي الحوثيين في الساحات للتخذيل وزرع الفتنة والشقاقات في أوساط الشباب والرجل الأخرى تحارب مع النظام في نهم وأرحب من أجل ذلك كافأ نظام صالح الحوثيين بأمور كثيرة منها الدعم المادي لإقلاق الأمن والاستقرار والعمل على إفشال حكومة الوفاق ومن المكافآت أنه سلم لهم صعدة وأغلب معسكراتها وترك لهم ما يقارب الثمانين دبابة وأما الأسلحة الأخرى فحدث ولا حرج بل تفيدنا التقارير أن على صالح هو من كان يمولهم أثناء حروب صعدة من مخازن الجيش النظامي من أجل تدمير قوات الجيش القديمة ليبقى جيش العائلة فقط ومكن للحوثيين الاستيلاء على محافظة الجوف لما سحب الجيش منها وأتى به إلى صنعاء ليحمي نفسه ونظامه وترك كل أسلحة المعسكرات بداخلها غير أنهم جوبهوا من قبل القبائل وهزموا شر هزيمة واليوم يحاولون الاستيلاء على محافظة حجة كم سمعنا من مدح للحوثيين خلال عام 2011م خاصة من الناطق باسم العائلة عبده الجندي الذي كان كثير ما يقول إن الحوثيين طيبين وليس لهم أطماع الخبثاء هم حزب الإصلاح ولا يمكن أن يصرح الجندي بهكذا تصريح لو لم يكن مقرا من قبل النظام السابق أعود فأقول أليس من مهمات الحرس الجمهوري الحفاظ على أمن واستقرار اليمن أليس من أولويات قوات مكافحة الإرهاب محاربة الجماعات المتمردة على الدولة بل ما هي مهام الأمن المركزي أما كان من الواجب عليه أن يقوم بالدور المناط به لكنه ترك تلك الجماعات تسرح وتمرح وهذه القوات قابعة في صنعاء تحمي العائلة الملكية وإذا تساءل البعض لم لم تقم هذه الجيوش بمهامها فالجواب الوحيد عندي أن الحوثيين حليف استراتيجي فكيف يقاتلونهم وأما القاعدة فيتركونهم للجيش الموالي للثورة فجيوشهم كونت لحماية نظام العائلة بل إن لهم يدا فيما دار ويدور في بعض المحافظات كأبين والبيضاء ورداع وإلا فماسر إمداد هذه الجماعات بالأسلحة ومن المعلوم أن بقايا النظام السابق لهاليد الطولى في إقلاق الأمن ويحاولون إرهاق حكومة الوفاق أو إفشالها بل إن صالح يهيئ وزراءه للانسحاب من حكومة الوفاق لغرض إفشالها إن تمكن من ذلك أخيرا أقول إن على رعاة المبادرة الخليجية مسئولية تاريخية كبرى تجاه اليمن فعليهم أن يكملوا المشوار ويجنبوا اليمن المخاطر بكل أنواعها وعليهم أن يضغطوا على هذه الأسرة التي صارت حاقدة حقدا دفينا على اليمن واليمنيين ويجب على هذه الدول أن تلزم علي صالح وعائلته بالرحيل من اليمن فلا مقام لهم بين هذا الشعب الكريم والمبادرة الخليجية كل لا يتجزأ لا يجوز العمل ببعضها والكفران بالبعض الآخر بل يجب أن تنفذ حرفيا وفق الخطة المزمنة وإن كان قد حدث خرق لهذا التزمينكما يجب على تلك الدول أن تتخذ الإجراءات الرادعة لكل من يعرقل تلك المبادرة وأن تتخذ في حق كل من يعرقل سيرها أقصى العقوبات وبدون محاباة ومن هذه الروادع نزع الحصانات وتجميد الأرصدة والإدراج في قائمة الإرهاب وعليهم ألا يضحوا بشعب كريم وبلدة طيبة من أجل أسرة أذاقت الشعب اليمني الويلات وثبت بما لا يقبل الشك أن لهذه الأسرة يدا في إقلاق أمن دول الإقليم والله من وراء القصد .