حقيقة مهرجانات السبعين والوطنية المزعومة
بقلم/ ريتال علي
نشر منذ: 12 سنة و 3 أشهر و 16 يوماً
السبت 10 ديسمبر-كانون الأول 2011 05:36 م

بالأمس ظهر لنا موقع المؤتمر نت بالخبر الجلل الذي يفيد أنه ونظرا لحرص المؤتمر الشعبي العام على تهيئة الأجواء أمام حكومة الوفاق الوطني فقد قرر عدم إقامة المهرجانات المليونية المزعومة في ميدان السبعين حرصا منهم على دعم الحكومة الجديدة وإتاحة الفرصة أمامها للنجاح !!

أنا على يقين بأن هذا الخبر كان للجميع كما هو لي تماما بمثابة النكتة التي تجعل القارئ يضحك حتى تكاد أنفاسه تغيب مع الضحك من بلادة هؤلاء القوم الذين لا يعلمون أن الشعب بات يدرك حقيقة ملايينهم الزائفة وحقيقة وطنيتهم الكاذبة ... ومن وجهة نظري أن الأسباب الحقيقة لهذا الإعلان هي كالتالي :

1) أنهم بفعلهم هذا يريدون الظهور أمام الرأي العام سواء في الداخل أو الخارج بأنهم حريصون على الوفاق ومن دلالة حرصهم إيقاف المسرحيات التي كان يقيمونها في ميدان السبعين وبالتالي إظهار شباب الثورة في الطرف الآخر من المعادلة بأنهم لم يستجيبوا لمستجدات الأمور وأن ما يقومون به من خلال استمرارهم في المسيرات و الاعتصامات يتنافى مع المصلحة العامة ويعيق حكومة الوفاق من أداء مهامها وهم بذلك يضمرون نواياهم للعمل على إفشال الحكومة والتذرع بالشباب و الاعتصامات .

2) أنهم يدركون تماما أن الوضع لم يعد كالسابق من حيث الحضور العددي في ميدان السبعين والسبب الرئيسي في ذلك يعود إلى الشريحة التي كانت تسد الثغرة في ميدان السبعين ( شريحة العسكر ) فهم لم يعودوا قادرين على تحريكها بيسر وسهولة وإن كانت القدرة ما زالت موجودة , لكنها قطعا لن تكون بنفس النسبة التي كانت ما قبل تشكيل لجنة الشئون العسكرية التي ستكون أمامهم عائقا ولو على المدى البعيد .

3) انقطاع الـمـدد ( وزارة المالية ) التي كانت تمثل لهم وبنسبة كبيرة الداعم الرئيسي لمثل تلك المسرحيات الكوميدية في ميدان السبعين ونظرا لأن أغلبهم ولا أقول جميعهم لكن السواد الأعظم فيهم يعمل بنظام الدفع المسبق ولذلك يعد انقطاع الشحن بالنسبة لهم انقطاعا تاما عن الحضور إلى منصة مسرحياتهم ( ميدان السبعين ) .

4) غياب المخرج السينمائي من ساحتهم ( وزارة الإعلام ) التي كانت تغطي مكامن الخلل في مهرجاناتهم وتسد ثغرات الحضور الهزيل والتي كانت أيضا تعزز في نفوسهم نوع من الثقة الزائفة والمؤقتة ونظرا لأن الوزارة خرجت من سلطات العائلة فإن ذلك يعد بمثابة الفضيحة الإعلامية المدوية إن أقيمت مثل تلك المهرجانات لأن الأمور ستظهر على حقيقتها أمام الرأيين المحلي والعالمي .

5) فقدان الثقة والهزيمة النفسية في نفوس الموالين للنظام بسبب التوقيع على المبادرة الخليجية بعد دخول الكثير من الأطراف الإقليمية والدولية في خط الضغط على رأس النظام والتصريحات المبطنة بالتهديد بتحويل الملف إلى محكمة الجنايات الدولية وكانت الحصيلة في نهاية المطاف توقيع المخلوع على المبادرة مكرها مما أثر سلبا على الكثير من الأتباع وبالتالي فإن إقامة مسرحيات جديدة في ميدان السبعين سيكون بمثابة الانتحار الإعلامي بالنسبة للنظام .

6) بناء على تشكيل حكومة الوفاق الجديدة والتي قضت بخروج (17) وزارة حكومية من أيديهم ( النظام) وبالتالي غياب عامل التهديد الوظيفي المتمثل في إجبار الكثير من موظفي الدولة على حضور تلك المهرجانات وعلى رأس تلك الوزارات ( وزارة التربية والتعليم ) والتي كانت تمثل ملاذاً آمناً للنظام لسد الثغرات وتغطية العجز الميداني في المهرجانات ولأن وزارة التربية تحديدا لم يكن عامل التهديد فيها قاصرا على المدراء والمعلمين بل تعدى إلى طلاب المراحل الدراسية جميعها بلا استثناء ( ابتدائية , إعدادية , ثانوية ) .

ختاما نقول لهم مضى زمان التدليس وبانت عوراتكم ولم تعد تنطلي علينا ألاعيبكم ومسرحياتكم الهزلية التي لا تمت إلى المصلحة الوطنية بأي صلة وسنمضي في ثورتنا حتى نستأصل شأفة فسادكم وسنعمل على إصلاح ما أفسدتموه طوال ثلاثة عقود مضت من عمر اليمن الحبيب , وستعظون أصابع الندم في اليوم الذي سينعم فيه الشعب بخيراته التي سلبتموها منه , ولا نامت أعين الجبناء ....