وقفات مع 2011
بقلم/ م. عبدالرحمن العوذلي
نشر منذ: 12 سنة و 3 أشهر و 13 يوماً
الثلاثاء 03 يناير-كانون الثاني 2012 04:31 م

وقفة مع عربة الحياة ..عربة البوعزيزي

نعم أسميتها عربة الحياة لأنها العربة التي أعادت الحياة إلى الملايين من الشعوب العربية ، العربة التي حولت خريف الأمة العربية إلى ربيع مثمر بعد أن ظنت الشعوب بأن هذا الربيع لن يأتي مجددا  لحظات فارقة سجلها التاريخ في أبهى صوره .. رحمك الله يا محمد يا بوعزيزي فقد ثأرت للشعوب المظلومة من جلاديها وأعدت لها الحق الضائع والمنهوب منذ سنين كثيرة ، لقد حولت الشارع العربي إلى بركان ثائر قذف بحممه فأوصلها إلى قصور الطغاة فأحرقتها ، لله درك يا شمعة أحرقت نفسها لكي تضيء للآخرين طريق الحرية ودرب التغيير ، لقد فعلت ما لم تستطع فعله النقابات المجتمعية والجماعات الإسلامية والأحزاب السياسية مجتمعه ، كلمات أسطرها هنا لعلي أن أعطيك بعض مما قدمته لنا .

وقفة مع المخلوعين

فهمتكم كلمة قالها زين العابدين بعد ثلاثة وعشرين عام من اللافهم ، لم يشفع له فهمه المتأخر فاستقل طائرة الهروب إلى مأواه الأخير منفيا من بلد لطالما نفى العشرات من أبنائها، بن علي هرب أعلنها الشاب التونسي بصوته عاليا وبعاطفة ممزوجة بالعزة والكرامة والحرية لتعلن مدوية في العالم بن علي هرب فيفرح الشعب التونسي اللذي هرم في انتظار هذه اللحظة التاريخية وأي لحظة سندع التاريخ يسجلها بكل تفاصيلها .

هرب ابن علي فارتجف مبارك ووعد شعبه بعدم الترشح ثانية ولكن ذلك أيضا لم يشفع له عند شعبه ليفضي به الحال وحيدا في السجن اللذي لطالما سجن فيه الكثير من أبناء شعبه لا غرابة في ذلك فالجزاء من جنس العمل والله يمهل ولا يهمل ،سقط زين فظهر القذافي باكيا عليه وخائفا من امتداد الثورة إليه فذهب يعدد مناقب صاحبه وحاله يقول أنا لن أهرب مثلك بل سأقدم نموذجا أفضل فنعت شعبه بأقبح الأوصاف ودارة الدائرة عليه ذليلا واقتص منه وقتل ولا غرابة في ذلك فالقاتل يقتل ولو بعد حين ،

 اهتزت أركان الطغاة وانتفض اليمنيون قائلين كفى لمن ظلمهم فارتعب صالح وراح يردد كلماته الشهيرة لاتمديد ولا توريث ولا تصفير للعداد ، لم تشفع كلمات صالح له أمام شعبه الغاضب وقال له الشعب لم نعد نصدقك ولن تستطيع أن تلعب ما لعبته في 2006 فانتهى به الحال مريضا يعاني من جروحه ويبدو انه لم يستوعب الدرس ولكن الشعب سينتصر أولا وأخير فأيام العدة بدأت تنقضي والشعب بدأ في العد التنازلي لإنهاء هذا الحكم .

انتفض الشعب السوري ضد طبيب العيون الأعمى فظن نفسه أسدا والشعب السوري هو الفريسة فقتل من شعبه الآلاف ومازال يقتل ولا يفرق بين طفل ولا شيخ ولا امرأة وأنى لطبيب أعمى أن ينظر إلى ما يطلبه منه شعبه وبالتأكيد فستكون نهايته مثل من سبقه من المخلوعين فالله عدل وحاشى لعدل ألا ينصف مظلوما ..

وقفة مع الساحات اليمنية

2011 عام فيه من المفاجئات الكثير فقد فؤجئنا بالشباب اليمني الثائر والصامد في الساحات وكذلك فؤجئنا بالقبيلة فقد أظهرت من الوعي ما لم يظهره المثقفون والمتعلمين في شعوب أخرى ، فاجأتنا القبيلة بتركها لسلاحها وانضمامها للساحات ،أثبت الساحات بكل أحزابها وأطيافها وتنوعاتها الثقافية والأيدلوجية والحزبية والقبلية أنها لا تنتمي إلا للوطن وأن مصلحة الوطن فوق كل المصالح الأخرى ،لك الله يا شعب الحكمة فقد علمت الشعوب درسا في النضال السلمي وأنت تملك كل مقومات الخيارات الأخرى فلك التحية والتقدير والتحية موصولة لكل الشعوب العربية التي نزلت للميادين ومازلت في سوريا فالنصر قادم ولو بعد حين .

Eng.Abdulrahmann@gmail.com