لابد من حل حزب المؤتمر الشعبي العام للاسباب التالية.
بقلم/ منال القدسي
نشر منذ: 12 سنة و أسبوعين و 4 أيام
الخميس 08 مارس - آذار 2012 10:09 م

إنه لأمر مضحك ان يعلن مسئولون في المؤتمر الشعبي العام آسفهم لعدم اهتمام الحكومة واحزاب المشترك والبعثات الدبلوماسية بما يتعرض له افراد الجيش من هجمات ارهابية متكرره، قائلين: "قدمنا التنازلات لحقن الدماء، ولن نمكن القتلة وصناع الفوضى ومن يتواطئون معهم ان يعيثوا فسادا في الأرض".

ياهولاء إن ظاهرة الإرهاب والقاعدة ليست وليدة اللحظة!! من يقف وراء القاعدة؟ ومن الذي دعمها خلال السنوات الطويلة للأستعانة بها عند الحاجة؟ من أهمل الجيش وتدريبه وتسليحه ليكتفي بتسليح وتدريب الحرس الجمهوري؟ ولماذا لا يتحرك الحرس الجمهوري وهو اكثر جاهزية من أي قوات اخرى في الجيش من حيث التدريب والتسليح؟؟

فماهي التنازلات التي قدمها حزب المؤتمر وهو المسؤول الأول عما وصل اليه حال البلاد وحال الجيش؟؟ وماذا حقق المؤتمر على مدى 34 عاما من تسلطه على رقاب الشعب والفساد الممنهج الذي عم كافة المؤسسات العسكرية والمدنية وسياسات التجهيل والتفقير التي كان رائدها حتى اصبحت اليمن من الدول الأشد فقراً والأكثر فساداً في العالم!! من الذي عاث في الأرض فسادا وطلب الحصانة من أي مساءلات مقابل عدم إقحام البلاد في حرب اهلية، ظل يهدد ويتوعد بها؟؟

من الذي هدد بأنه لن يحكم اليمن بعده سوى تنظيم القاعدة؟؟ من هم صناع الفوضى والقتلة، الذين اهدروا دماء الالآف من الشرفاء والمناضلين والأحرار من أبناء هذا الشعب؟؟ وركعوا شعب باكمله 34 عام!! من قام برعرعة الأرهابين وتمويلهم لخدمة اهدافه والتي تلخصت في تصفير العداد ليبقى حاكما فاسداً داعماً للفساد والأرهاب ولعب بدستور البلاد وزيف الأنتخابات وشرعن الفساد وباع وأشترى الذمم؟

يقول مسؤول في المؤتمر: "نحن عازمون على إجراء تحرك وطني ودولي وإقليمي لكشف قوى متواطئة مع الإرهاب".. فماهو التحرك الوطني والدولي والأقليمي الذي سيقوده حزب فاسد بقيادات فاسدة!! أياديهم مخضبة بدماء ابناء الشعب!!.

ماهو التحرك الوطني والدولي والأقليمي الذي سيقوده حزب مازال يحكم البلاد بصورة غير شرعية وينشر بلاطجته المسلحين في كافة المحافظات ويقاوم أي توجه لتصحيح الأوضاع للخروج من مستنقع الفساد الذي دفع الشعب الثمن من صحته وتعليمه واقتصاده بل واخلاقياته ... فهل المقصود أنه سيجري تحرك دولي واقليمي لأفساد العالم!!؟؟ وهل بلغت به حالة الغباء ليعتقد بأن العالم لايعرفه، لقد عرف العالم من دمر البلاد واهدر ثرواتها وجعل من جيوشها جيوش استعراضية.

العالم يعرف عن المؤتمر الشعبي العام وعن قيادته مالم يعرفه المؤتمر عن نفسه!! وأولى بهذا الحزب بأن يتخذ قرارا بحله، معتذرا عما ارتكبه بحق الشعب اليمني على مدى 34 عام من خداع وغش وتزييف ونهب وإهدار لمقدرات هذا الشعب وامكانيات البلد.

على المؤتمر الشعبي العام ان يقف برهة امام نفسه ويقارن كيف استلم حكم البلاد وكيف سلمها!!

استلم البلاد ولديها فائض من العملات الصعبة وسعر الريال اليمني امام الدولار كان ( 0,22 ) سنتا .. وسلم البلاد وسعر الريال اليمني ( 0,0045 ) سنتا (فئة غير موجودة بالعملة الأمريكية) .. أي ان الدولار كان يعادل ( 4,5 ) ريال والآن الدولار يعادل ( 220 ) ريالا .. على الرغم من تدهور قيمة الدولار الأمريكي عالميا عبر السنوات الماضية.

استلم حزب المؤتمر البلاد والتعليم مجاني وبأقوى المناهج الدراسية والعلاج مجاني.. وسلم البلاد وقد دمر العلاج المجاني والتعليم المجاني ودمر العملية التعليمية بمجملها حتى باتت المدارس الخاصة والجامعات الخاصة والمستشفيات الخاصة في الشقق ان لم نقل في الدكاكين.

استلم حزب المؤتمر البلاد والزراعة تعم ارجائها ومحصول القطن يغطي اراضي تهامة بل ويتم تصديره للخارج، بل كان القطن مدرج ضمن بنود الميزانية الحكومية بما يدره على البلاد من عائد بالعملات الصعبة.. وسلم البلاد وقد دمر الزراعة وجعل من الأراضي الزراعية اراضي جدباء.

أستلم البلاد وكان الفقير لايعدم الأكل الجيد والشرب وسلمها وقد اتسعت دائرة الفقر وبات هناك من الفقراء من يتغذى على الزبادي او الخبز والشاي وبالكاد يشتري من الملابس مايستر عورته.

استلم البلاد وهي في حالة من النمو والأزدهار المعيشي والأقتصادي المتسارع، والفساد في اضيق حدوده وسلمها وأحوال الناس المعيشية في ضنك والأوضاع الأقتصادية في تدهور متسارع وشريحة الفقراء قد اتسعت ليصبح غالبية الشعب يعيش تحت خط الفقر .. لقد تآكلت الطبقة المتوسطة وتركزت الثروات في اقلية يمكننا القول ان هذه الأقلية الغنية اكثر من 75% منها من الفاسدين الذين نهبوا ثروات هذه البلاد وبسطوا على اراضي الدولة ونهبوا المساعدات الدولية .. حتى طبقة التجار والشركات التجارية لم ترحم هذا الشعب بجلدها المستمر في الأسعار والبضائع المقلدة وتهربها الجمركي والضريبي واستغلال العامل والموظف من خلال الرواتب البخسة التي يستعبدون الناس بها والتي لاتغطي الحد الأدنى للمعيشة.. بل ان هيكل الأجور في القطاع العام والقطاع الخاص من الرداءة بحيث لايغطي الراتب في معظم الأحوال ايجار المنزل .. لقد اُمتهنت حقوق الموظفين خصوصا في القطاع الخاص حتى بات الموظف في القطاع الخاص اشبه مايكون بالعبد فلا قانون يحميه ولا ضمير او وازع ديني يحكم رب العمل والذي انصرف لاهثا لتحقيق اعلى ربحية وان تطلب ذلك التخلي عن القيم والأخلاق والوازع الديني.

ماتطرقنا اليه ماهو الا غيض من فيض .. فما صنعه حزب المؤتمر خلال فترة سيطرته على البلاد شيء افظع من ان يوصف ويكفي ان نقول انه دمر الأنسان اليمني وحط من قيمته في وطنه وخارج وطنه.. بعد كل ذلك ماتزال تلك العصابات من حزب المؤتمر تلعب من خلف الكواليس بل وبمنتهى الوقاحة من امامها، لتدمير ما تبقى من بقايا روح في هذا الوطن.ومن الوقاحة ان نسمع اصوات من حزب المؤتمر تتحدث عن الوطن وعن جيش الوطن وعن تنازلات قدمها المؤتمر حقناً للدماء هذا مايراه بقايا المؤتمر الذين كانوا قد وضعوا الشعب الثائر امام خيارين لاثالث لهما إما البقاء في الحكم او حرب اهلية تهلك الحرث والنسل.

وفعلا كان حزب المؤتمر قد مضى خطوات كبيرة في اتجاه تفجير حرب اهلية من خلال توزيع السلاح والمال على المجرمين والقتلة في مخطط لنشر الرعب في المدن وخلق حالة من الفلتان الأمني ليسهل عليه زرع نصلته القذرة في ماتبقى من روح في هذا الوطن .. الا ان ارادة الشعب بعد ارادة الله احبطت كل المخططات والمؤمرات الدنيئة التي سعى لحبكها حزب المؤتمر الشعبي العام تحت شعار مبطن " أنا او عليّ وعلى أعدائي".

كلمة لن تكون اخيرة اود اوجهها لبقايا ما كان يسمى بالمؤتمر الشعبي العام ، حلوا حزبكم وتواروا عن الأنظار قبل أن يحل حزبكم بحكم قضائي وتتسع دائرة محاسبتكم .. فما تقدمون على فعله الآن ماهو إلا غوصا اعمق في مستنقعات نجاساتكم، وكفوا عن كشف عوراتكم عسى الله سبحانه وتعالى ان يستر من لم يرتكب الكبائر منكم .. وردوا المظالم الى اهلها واطلبوا من الله الغفران عسى ان يتوب عليكم.