آخر الاخبار

مجلس الوزراء يُغرق وزارة الدفاع بالثناء اللفظي ويتجاهل صرف رواتب الجيش واستحقاقات وزارة الدفاع المالية صناعة القرارات الرئاسية في زمن رئيس مجلس القيادة الرئاسي.. قرارات تعيين رغم اعتراض غالبية الرئاسي وقرات يتم تهريبها بسرية .. تفاصيل لجنة المناصرة والتأثير بمحافظة مأرب تعقد ورشة عمل ناقشت دور السلطة المحلية والأحزاب والمنظمات في مناصرة قضايا المرأة رسالة من أمهات وزوجات المختطفين لقيادات جماعة الحوثي : ''نأمل أن نجد آذانا صاغية'' في اجتماع بقصر معاشيق.. قرارات وموجهات جديدة للحكومة اليمنية خلال رمضان فقط.. رابع حادثة وفاة لمختطفين في سجون الإنقلاب الحوثي قضاة محكمة العدل الدولية بالإجماع يوجهون امرا لإسرائيل .. تفاصيل اسطورة البلوجرانا وبطل العالم ميسي يفاجأ محبيه عبر العالم بتحديد موعد اعتزاله شاهد ماذا يحدث في جزيرة سقطرى اليمنية؟.. مهبط جديد للطائرات وعبارات داعمة للإمارات السفن الحربية الروسية تمر عبر باب المندب وتبدأ استعراضها المسلح في البحر الأحمر ...

أليس من حق الإسلاميين أن يأخذوا فرصتهم ؟!
بقلم/ ابراهيم الشليلي
نشر منذ: 11 سنة و 11 شهراً و 13 يوماً
الجمعة 13 إبريل-نيسان 2012 05:19 م

إن الناظر للأحداث المتعاقبة منذ انطلاقة شرارة الربيع العربي التي أطلقها البوعزيزي حين أحرق نفسه ، سيجد أن هذا الحراك الشعبي المتعاقب أوجد توازنًا مفقودًا حرصت القوى التي كانت تسيطر على الحكم على إبعاد أطراف مؤثرة وفاعلة من المعادلة السياسية بالرغم من تأثيرها الواضح في الفضاء الاجتماعي والثقافي الذي اعترف به مخالفيهم .

ومع هذا المد الهائج الذي غمر البلدان المتسخة بقاذورات الفساد ومخلفات الجهل ، والذي قذف بجزء كبير من هذا العفن المنتن في مزبلة التاريخ ، ( وماهو من الباقين ببعيد ) 

ظهر الإسلاميون الذين أثبتت نتائج الانتخابات في أكثر من بلد شملها هذا الطوفان قربهم من شعوبهم ، فقد كانوا هم الصوت الأقوى في رفض سلطة المستبد والخضوع له ، وقدموا في سبيل ذلك من التضحيات مالا ينكره عاقل لبيب ، فهم حرصوا على بناء وعي وسطي لدى الشرائح المؤثرة في المجتمعات طيلة العقود الماضية وأنا حين أقول ( الإسلاميون ) فأنا أعني الإخوان المسلمين الذين كانوا مستعدين لمثل هذه العاصفة التغييرية ، بل كانوا يعملون لمثلها منذ انطلاقة حركتهم وفق رؤية بعيدة المدى بشهادة نظرائهم من الإسلاميين الذين باغتتهم هذه العواصف ، حيث جائتهم وهم يترددون بين حكم الخروج على الوالي الظالم وعدم الوقوف في وجه عاصفة الشعوب ، وحين رأو أنهم إن لم يسيروا مع تيار التغيير فسيقتلعهم، راجعوا مناهجم السابقة وقرروا أن يكونوا مع التيار ، وبدأوا من حيث انتهى الإخوان .

ولا يفوتني الإشارة والإشادة بدور كل المكونات المجتمعية والفكرية والفئوية التي شاركت الإسلاميين في توجههم نحو التغيير والحرية وإن خالفهم البعض في الفكر والتصور .

وحين يظهر جليًا نتاج هذا التغيير وما أفرزه من تقدم ملحوظ للإسلاميين يأتي البعض ليناديهم للخروج من ثوبهم الأيدولوجي زاعمًا انعدام رشدهم الوطني والسياسي ، داعيا إياهم للاستفادة من خبراته التي دثرها الطواغيت تحت جلابيبهم ( رغبة أو رهبة ) ، في تناقض صارخ لمبدأ الحرية وإتاحة الفرص ، وفي تحدي سافر لمقدار فهم الشعوب التي صنعت مالم تستطع النخبة أن تصنعه خلال زمن الطاغوت.

 وهنا لابد من التنبيه أنه من حق الإسلاميين أن يأخذوا فرصتهم كاملة في إثبات رؤاهم واختبار برامجهم لبناء مشروعهم المتكامل ، غير متناسين دور بقية أطياف المجتمع وفئاته في الشراكة والبناء ،

فعلى الإسلاميين أن يعلموا أنهم أمام تحديات جسام تتمثل في الحلول الاقتصادية العاجلة باستخدام النظريات الاقتصادية التي تعتبر من صميم مناهجهم وأفكارهم وتحويلها إلى واقع ملموس وهذا أهم ما تنتظره هذه الشعوب ، كما أن عليهم توسيع دائرة الشراكة مع كل الأطياف وتفعيلها ، وخلق علاقات بناءة وفاعلة مع الأطراف الأخرى ، دون إغفال المحيط الخارجي الذي يتعين عليهم التغلب على مخاطره ومصالحه دون إفراط أو تفريط ، وأن يحرصوا على تقديم مشروعهم الحضاري بصورة مرنة تتجاوز كل المخاطر الصعاب التي تتربص بهم .

وختاما أدعوا كل أطياف المجتمعات العربية والإسلامية إلى التوحد تحت مظلة البناء الحضاري للإنسان والأوطان واحترام إرادة الشعوب وحقها في التعبير والتغيير ، كما لا يفوتني أن أدعوا الإسلاميين الذين حملوا على عاتقهم أمانة التغيير أن يعلموا أن هذا الطوفان الذي حملهم إلى سدة الحكم وجرف الطواغيت إلى قعر المهانة والذل هو من سنن الله حين لا يقام العدل في أرضه

سبحانه وتعالى ، فعليهم أن يسيروا وفق سنن الكون التي تحفظ لكل مواطن حقه وإن اختلف معهم في الدين أو الفكر أو التصور ، فالفرص العظيمة لاتتكرر وليس أعظم فرصة من أن يبهروا العالم بروعة هذا الدين العظيم الذي جاء لإنقاذ البشرية .